احمد شعلان يكتب:لا تحزن ....يا وطن

زفرات حزينة، وآهات خانقة، ودموع جارفة لا استطيع مقاومتها، وذكريات تتداعى الى الوجدان، وتجلد ناصية العقل الحائر.. نفس أجهدها الألم وأرهقتها الأحداث مع قلب يكاد يفقد الاحساس بكل من حوله، تعب كثيرا من فرط الانفعال النفسي والعاطفي بسبب ما يجرى حوله.

لقد كان الباب موصداً تختفى خلفه كثيراَ من تشوهات البشر، وأغراضهم وحين فتح الباب انفجر هذا الطوفان فى وجوهنا جميعا ليصفعنا ويفيقنا من أحلام الثورة الرومانسية والحالمة، وافتراضنا ان كل الاشياء تغيرت بما فيها البشر.
نعم.. مشروعة هي الأحلام، وكذلك التطلعات الشخصية للبشر والجماعات والكيانات، ولكنها يجب أن تقف عند حدود مصلحة الوطن ولا تتقاطع معه، ستختلف وجهات النظر بكل تأكيد من انسان الى أخر، وستظل أغلب الأمور نسبية، ولكني أعتقد ان هناك مساحات لا خلاف عليها، فلتختلف الآراء ووجهات النظر والرؤى، ولكن لا يمكن أبداً أن نزايد على الوطن، وننحاز الى اتجاهات قد لا نكون مقتنعين بها، ولكننا نتبناها لنزايد على خصومنا السياسيين، ليس معقولاً أن تكون أولوياتنا هي حجم المكاسب الضيقة التي سنحققها والتي بدورها تتحدد مواقفنا !!

اننا شئنا أم أبينا نرسم خارطة وطن جديد، وحلماً عشناه طوال حياتنا، دماء الشهداء ما زالت على ملابسنا لم تجف، صرخات المصابين والجرحى ما زالت تؤلمنا، ومازال يستشهد منهم كل يوم شهداء جدد بعد تفاقم الاصابة وعجز الطب عن مداوتها، أليس هذا كافيا لنا جميعا لكى نشعر بالمسئولية تجاه صناع الثورة الحقيقيين وليس أهل السياسة، ملح الأرض هم زاد الثورة ولهيبها الذى أحرق قطعان الاستبداد وأسقط الطاغية، أين نحن من ملح الأرض ؟؟

لقد تصدر الساسة المشهد وتصارعت الأغراض ومارسوا الرقص الجماعي على أشلاء الوطن، وخرج علينا من لم يتكلم يوماً بكلمة حق فى وجه الظلم والاستبداد ونصب نفسه متحدثا باسم الثورة والشعب، مارسوا نفس الاقصاء للجماهير الذ من أجله قامت الثورة، لم يختلفوا عن النظام السابق فى شيء، الفرق ان النظام القديم اقصي الشعب وهو يحكمه.. وهم أقصوا الشعب وهم لا يحكمونه، يزدرون فى خطاباتهم الشعب، يتهمونه بالجهل والسطحية، وأنه لا يعرف مصلحته بينما يجب أن يظلوا هم الاوصياء على مصيره وقراره.

اجدني مديناً بالاعتذار للشعب، واعتقد انه واجب علي شباب الوطن.. لأننا حين دعونا الى يوم 25 يناير ، كنا نريد التخلص من النظام والمعارضة معا، لأنهم وجهان لعملة واحدة.. ولكننا تخلصنا من النظام وبقيت معارضته ونخبته المتآلهة على الشعب لتمارس قمعاً فكرياً وقفزاً غير اخلاقياً على كل منجزات الثورة ودماء الشهداء. ولكني اعود فأقول ان العهد باقي مع يا وطن.. ولا بد ان نطهر أرضك ونمهد تربتك الطاهرة لتستقبل غرساً نقياً يثمر زهوراً بريئة روتها دماء وارواح الشهداء ونقاءها.. نحن علي عهد معك يا وطن في أننا سنكمل ثورتنا، ونشكل نخبة جديدة قوامها الأساسي ملح الأرض ..معركتنا لم تنتهى بعد...وهذا عهدك يا وطن

» احمد شعلان يكتب : تقفيل مصر
» احمد شعلان يكتب:أنا من حـــــــــزب الكنبــــــــــــــة
» احمد شعلان يكتب: حلم أوشك على التحقيق
» احمد شعلان يكتب:احترس من الجاسوسية
» احمد شعلان يكتب:أنت الخصم والحكم