العلاقات الخاصة بين حبيب العادلي ورجاله في الداخلية
كاتب الموضوع
رسالة
احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
موضوع: العلاقات الخاصة بين حبيب العادلي ورجاله في الداخلية الخميس 17 مارس 2011 - 11:48
[img]https://alomah.yoo7.com/[/img] كان شاهداً علي الكثير من الأزمات بل إنه كان مشاركاً في أحداث كثيرة تركت آثاراً في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك.. هو اللواء عبدالله مساعد الذي عاصر العديد من وزراء الداخلية وكان حلقة وصل مهمة في أحداث كثيرة.. اهميته تنبع من ظهوره في كادر أحداث جسام.. أحداث الأمن المركزي عام 1986 ومذبحة الأقصر عام 1997 وحتي ثورة يناير.. التقيناه ليحدثنا عن تلك الأحداث.
> حدثنا عن أزمة 86 التي سميت بحركة الأمن المركزي؟
>> أزمة الأمن المركزي كانت أزمة جيش ضد جيش فعساكر الأمن المركزي هم مجندون للأمن المركزي ولكنهم يقضون الخدمة العسكرية بوزارة الداخلية »كانتداب« فهم بالأساس مجندون بالقوات المسلحة »ضباط تجنيد فئة ثقافة ثالثة«.. ولذلك يخضعون لقوانين الداخلية والاسلوب الحياتي لها.
> كيف بدأت الأزمة؟
>> للأسف ساهم موقع إدارة قوات أمن الجيزة الذي يقع امام »الهوليداي إن« بالهرم في تلك الأزمة، حيث ان ذلك المعسكر او تلك الادارة والتي تحتوي علي حوالي 3 آلاف ضابط و 4 آلاف مجند يعانون من التعب وقلة الرزق ولكنهم لم يتذمروا يوماً وامامهم »الهوليداي إن« وكل ألوان الطعام والبذخ امام اعينهم، ورغم كل هذا لم يتذمروا يوماً بل مازاد وغطي عليهم »السنة الزيادة«.. بمعني أنهم طلبوا من اللواء احمد رشدي وزير الداخلية آنذاك زيادة عددهم وامدادهم بمجندين نظراً لمعاناتهم من عجز في الافراد وكثرة الخدمات التي يؤدونها.فقام احمد رشدي آنذاك مشكوراً بإرسال خطاب إلي المشير أبوغزالة القائد العام للقوات المسلحة بصفته رئيسهم المباشر وبيده الامر.وارسل له خطاباً شارحاً له حاجة قوات الامن الي زيادة في الاعداد فرد عليه المشير ابو غزالة ياسيادة الوزير احمد رشدي طبق قانون السنة الزيادة.
> ما قانون السنة الزيادة؟
>> من يتخلف عن التقدم للخدمة العسكرية يأخذ ما يسمي بالسنة الزيادة وهي ليست سنة 12 شهراً بل تتراوح من ثلاثة اشهر الي ستة أشهر حسب سلوك المجند.تسرب الخبر إلي المجندين عن طريق الامناء والضباط قبل حتي تنفيذ القرار، وبدأنا نشعر بظهور بوادر لروح التمرد في طابور الصباح مما جعلنا ننتبه الي تسرب الخبر.وفوجئنا في اليوم الثاني بخروج قوات امن الجيزة قبل قوات الامن المركزي الي الشارع واغلقوا طريق ميدان الرماية وطريق الاسكندرية الصحراوي ودخلوا الهوليداي إن واغلقوه وتم تكسير بعض الاماكن بداخله فبدأ التمرد اولاً من ادارة قوات امن الجيزة التابعة لمديرية امنها.
> بصفتك كنت مسئولاً في ذلك الوقت فماذا فعلت غير المحافظة علي الاسلحة والذخيرة؟
>> وجدنا تذمراً من مجندي الامن المركزي ومحاولات الخروج فتحدثت معهم ودياً »روحوا ياولاد وما تنزلوش هنبعتلكوا« فذهبوا لمنازلهم ولم يتبق غير القوات المتذمرة ولكن لم تأخذ القيادات رأينا فيما يحدث.
> هل تمت محاسبة العناصر المخربة آنذاك؟
>> مع الأسف تمت التضحية باللواء صلاح شومان قائد قوات الامن المركزي ككبش فداء وقت محاكمته واكتفي باستبعاد رشدي من منصبه ومحاسبة العناصر المخربة فقط.
> استلمت خدمة مع الألفي وكنت في رتبة عقيد.. فماذا تقيم تلك الفترة؟
>> كنت اشعر بمتعة كبري وانا اعمل مع رجل وطني في حجم الألفي يحب الوطن والشعب، وكان جهاز الشرطة آنذاك جهازا يحمي الوطن والشعب وليس جهاز قهر وقمع لكنه تمت التضحية به وذبحه في مذبحة الأقصر.
> هل ساهم العادلي في ذبحه؟
>> قام الألفي آنذاك بتعيين العادلي رئيساً لقطاع مباحث أمن الدولة فكان يجب ان تتم محاسبته عن حادث الاقصر لكننا فوجئنا به وزيراً والسبب أنه كان يرسل تقريراً دورياً عن طريق أمن الدولة إلي القيادات السياسية ليخبرهم بأنه قام بتحذير الألفي بوقوع تلك الأزمة ناهيك عن تواطئه مع جرائد المعارضة لاقصاء الألفي من منصبه عن طريق امدادهم بمعلومات خاطئة وقام بحملة اعلامية لتشويه صورته وضحي برئيسه الذي اتي به من جنوب سيناء ليجعله رئيساً لقطاع امن الدولة في عهده.. ومع ان الألفي كان سيخرج معاشاً بعد عام واحد.. لكن العادلي لم يجعله يتمتع بذلك العام ويخرج بصورة جيدة اكثر من هذا خاصة انه رجل وطني وخدم مصر كثيراً او كان يستحق ان يخرج بصورة اكثر تشريفاً.>
لماذا لم يتم التعامل بالمثل في حادث اغتيال الرئيس مع العادلي؟
>> اسألوا مبارك: عندما تعرض الرئيس لمحاولة اغتياله في بورسعيد عام 2000وكنت آنذاك مساعداً لوزير الداخلية وهنا انقلبت المعايير فلم يحدث للعادلي ما حدث للألفي فلم يتأثر منصبه او تركه او حتي تم تشويه صورته بل ظل في منصبه بكامل قوته بالرغم من اصابة الرئيس مبارك في يده وتمت التضحية بالفريق حسن جبريل مدير أمن بورسعيد واللواء عبدالله نصر مدير مباحث أمن الدولة ببورسعيد واللواء هاني العزبي رئيس قطاع امن الدولة.
> بم تفسر انقلاب الموازين واتباع سياسية الكيل بمكيالين؟
>> العادلي اثبت للرئيس مبارك انه حامي الحمي والأمين علي ملف التوريث وانه الوحيد الذي يستطيع ان ينقل السلطة لابنه وبالطرق السلمية.. فقد ساهم مساهمة مباشرة في انتخابات مجلس الشعب بمنع مندوبي المعارضة من دخول اللجان.. وهل الشرطة تقوم بحماية الصناديق، فلقد اساء استخدام جهاز امن الدولة واستخدمه ضد المواطنين بدلاً من حمايتهم وحماية اعراضهم وأموالهم فمهمته الحفاظ علي حياتهم.
> بم تقيم ثورة 25 يناير؟
>> ثورة 25 يناير كتبت بحروف من ذهب ما عجزنا نحن علي تلبيته، وقام الشباب بعمل بطولي وتاريخي فقد كتبوا التاريخ من جديد واحمد الله انني عشت لتلك الأيام فلم يكن يحلم احد اطلاقاً بما وصلنا له الآن فقد وفقنا الله لاعمال لم نحلم بها يوماً.فأنا من الصعب ان اقيم عملاً عظيماً بهذا الحجم ثورة نظيفة وباسلة فأنا أؤيدالثورة وأحيي شبابها وعلي استعداد تام بأن أساعدها بكامل طاقتي.
> ماذا عن حالة الانفلات الامني؟
>> بداية انا لا اعطي اعذارا لابناء الامن المركزي ولكن تلك القوي كانت منهكة طيلة الايام التي تسبق 25 يناير وأنهكوا من التعب فهم يستيقظون الساعة الخامسة صباحاً فيؤدون الصلاة ثم يذهبون لاماكنهم او داخل سياراتهم واقفين او جالسين ويعودون الساعة التاسعة ليلاً ليأكلوا ويناموا الساعة الثانية عشرة صباحاً.فقد أنهكوا اسبوعاً قبل الثورة لم يعودوا لمواقعهم او منازلهم وقد كان حجم التظاهر الذي حدث يفوق كل التوقعات فهم استنفدوا جسدياً وعصبياً فانهارت الشرطة كما انهارت قواتنا في حرب 67 وانقطعت الاتصالات اللاسلكية وانهارت الاقسام ولم يكن امامهم وسيلة إلا الهرب الذي اسفر عن ضحايا.
> لكن يشير البعض إلي ان هناك ضباطاً تعمدوا ضرب المتظاهرين؟
>> لا اعتقد حيث هؤلاء الضباط من الشعب ولكنهم مقهورون »فوق وتحت« أي من رؤسائهم ومن الشعب ولكن كانوا يخافون اطلاق النار لان
من يتظاهر هو اخوهم وجارهم وابن عمهم ولكن البعض كان في حالة دفاع عن النفس ولا أنفي مسئوليتهم عن مقتل المتظاهرين ولكن من أخطأ فينال جزاءه.
> ما علاقة اللواء حسن عبدالحميد مساعد الوزير للأمن باللواء حبيب العادلي؟
>> العادلي لا يأمن علي طفله الوحيد »شريف«إلا مع حسن عبدالحميد وهناك صور تشير إلي ذلك.وهنا اشير الي سوء التفاهم الذي حدث بين حسن عبدالحميدمساعدالوزير للأمن في وزارة الداخلية مع العادلي بسبب اتهام ابن حسن باحدي القضايا حينما كان طالباً بكلية الشرطة وكانت تلك القضية ستؤدي به الي محكمة الجنايات.. فذهب حسن الي العادلي طالباً منه الغفران والسماح -علي حد قول عبدالواحد- ولكن العادلي رفض السماح فعرض عليه حسن عبدالحميد عرضاً قائلا:سامحني ياريس وانا كفاية علي خدمة لحد كدة واسوي معاشي وكان عبدالحميد آنذاك قد مدت له الخدمة عاماً فرد عليه العادلي قائلا: »ومين قالك ياحسن انك انت كنت هتقعد أصلاً« ثم بعد فترة فوجئنا بالعادلي يقول لحسن »انت كنت فين من زمان ياحسن انت لقطة« وعاد ابنه لكلية الشرطة مرة ثانية وعين ضابطاً.
> ماذا حدث لذلك التغيير الجذري؟
>> لا ادري ولكن اللواء حسن عبدالحميد يشرف علي معسكر مبارك للامن المركزي وهي احدي الجهات المختصة والتي بها امهر العاملين واغلي الخامات وقام ببناء والاشراف علي بناء قصرين للعادلي ناهيك عن الموبليا التي تم فرشها في قصور العادلي، احدهما في السادس من اكتوبر والآخر الحالي الذي يسكن فيه الآن ناهيك عن المزرعة.
> ما تقييمك لاداء جهاز الشرطة أيام العادلي؟
>> العادلي »شحت الضباط« والأمناء وانهي علي العلاقة التي بين الشعب والداخلية فقد كان امناء الامن المركزي الجبهة الداخلية خط الدفاع في 73 وجهاز أمن الدولة يكافح التطرف فجعله العادلي قاهراً للمواطن واصبح بدلاً من حامياً للشعب حامياً لمزاج التوريث.
> وما رأيك في وزير الداخلية الجديد "منصورالعيسوي؟
>> انا متفائل جدا بذلك الاختيار الموفق من قبل رئيس الوزراء فللعيسوي تاريخ مشرف في الداخلية فقد تدرج في العديد من المناصب الذي تؤهله لمنصب وزير الداخلية عن جدارة بل تؤهله لمن هو أفضل من ذلك .فهو نظيف اليد،عفيف اللسان ،طاهرالخلق،ذو مبادئ وعقلية أمنية وساسية من الطراز الأول يتعامل مع الضباط باسلوب أبوي قبل القيادي لذلك يتفهمهم ويتفهمونه واجزم أن جميع ضباط الداخلية الشرفاء كانوا في غاية السعادة عندما أعلن عن اسمه كوزير للداخلية .وأعتقد بل أؤكد أن المشكلة الأمنية التي نعاني منها الان سوف تنتهي في خلال أيام علي يد هذا الرجل الهمام وكان شاهداً علي الكثير من الأزمات بل إنه كان مشاركاً في أحداث كثيرة تركت آثاراً في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك.. هو اللواء عبدالله مساعد الذي عاصر العديد من وزراء الداخلية وكان حلقة وصل مهمة في أحداث كثيرة.. اهميته تنبع من ظهوره في كادر أحداث جسام.. أحداث الأمن المركزي عام 1986 ومذبحة الأقصر عام 1997 وحتي ثورة يناير.. التقيناه ليحدثنا عن تلك الأحداثفقه الله وسدد خطاه لصالح هذا البلد العظيم
العلاقات الخاصة بين حبيب العادلي ورجاله في الداخلية