حَميدة قالت لمندوب اللجنة: عِلّم على اللى فيه مصلحة البلد ومايرجعش مبارك
بجوار إحدى بوابات جامع السيدة زينب تستند على عصا خشبية التقطتها من صندوق قمامة، تعينها على الوقوف والتنقل من مكان لآخر، دون أن تترك سور «السيدة زينب» الذى هو مصدر رزقها من خلال مساعدة المترددين على الجامع الكبير والمقام الذى يجلب لها ثمن علاج الكلى، تركت حَميدة عطا مكانها لدقائق واتكأت على عصاها وعبرت الشارع متجهة إلى مدرسة السنية الاعدادية للإدلاء بصوتها فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية. بمجرد عودة «حَميدة» إلى مكانها وبعد مشادة بينها وبين متسولة أخرى أخذت مكانها، جلست وبجوارها شنطة سوداء بلاستيك تضع فيها أوراق علاجها التى تفترشها أمامها وتضع فيها أيضا ما يرزقها الله من نقود أو طعام يوزعه المترددون على الجامع، فتقول حميدة «أنا الناس قالولى روحى انتخابات النهاردة، وقلتلهم أنا ساكنة فى قلعة الكبش وبطاقتى هناك ومعايا صورة البطاقة بس، لكن الناس هنا اللى بيسترزقوا زيى قالولى لازم نروح عشان مبارك ميرجعش تانى، رحت وأنا مبعرفش أقرا ولا أكتب وطلبت من واحد فى المدرسة إنه يكتبلى عشان مبعرفش، قالى هتقولى آه ولا لا، قلتله شوف اللى فى مصلحة وربنا ينجح الجميع».