مسرح القطاع العام يسحب البساط من الخاص مسرح عادل إمام الخاص يقف على أرض ثابتة
مسرح الدولة بدأ يسحب البساط من المسارح الخاصة، من خلال إنتاج العديد من العروض المسرحية، فى الوقت الذى يعانى فيه الأخير من أزمة حقيقية بعد انصراف جمهوره الأساسى من السائحين العرب، واهتمامهم أكثر بارتياد السينما.
لم يصمد من نجوم مسرح القطاع الخاص سوى عادل إمام الذى يعيد مسرحيته "بودى جارد" للسنة العاشرة وسمير غانم يقدم "ترالم لم" وأحمد بدير فى مسرحية "مرسى عاوز كرسى"، وفيصل ندا الذى يقدم مسرحياته بشكل غير منتظم، وحتى محمد صبحى فقد هجر المسرح لصالح التليفزيون، وهناك أيضاً جلال الشرقاوى.
وبرغم أن المسرح مازال له بريقه الخاص مع نجومه، وهم يقفون على خشبته، ويشعرون بالتفاعل المباشر مع الجمهور، إلى جانب معرفة ردود الفعل مباشرة سواء كانت سلباً أم إيجاباً, أو من ناحية الجمهور الذى يشاهد نجومه عن قرب ومن دون حواجز أو وسائط, وبرغم اعتراف غالبية الفنانين بحاجتهم إلى العمل فى المسرح, إلا أن المعادلة فى تقديم أعمال جادة وهادفة تبقى منقوصة فى ظل الارتفاع الجنونى فى أسعار التذاكر لتغطية أجور الممثلين والتكاليف الدعائية وغيرها, كما أن طبيعة الموسم الصيفى أصبحت يؤثر سلباً على إيرادات المسرحيات، إذ لا يزيد على شهر واحد حاليا.
المنتج المسرحى عماد الباشا يرى أن أزمة مسرح القطاع الخاص، سببها طمع النجوم، فالنجم يغالى فى أجره عندما تطلبه للمسرح، لأنه فى السينما أو التليفزيون يحصل على أضعاف ما سيحصل عليه فى المسرح، وفى وقت أقل، كما أن الجمهور نفسه أصبح يحب دخول السينما، لأنها أصبحت مرتبطة لديه بالفسحة فى المولات والفيشار، وأصبح أى منتج يقدم على إنتاج مسرح يلقى بفلوسه فى التهلكة ويجازف بأمواله.
اتفق الكاتب والمنتج فيصل ندا مع عماد الباشا، وأضاف "الدولة هى التى قضت على مسرح القطاع الخاص، فقد استقطبت نجوم مسرح القطاع الخاص مثل محمد نجم وفيفى عبده ويحيى الفخرانى وغيرهم من النجوم، وقدمت لهم ما يطلبون، وفى نفس الوقت تذاكر دخول المسرح لا تقارن بمسرح القطاع الخاص، وبالتالى توجه الناس لمسرح الدولة، لأنه بعشرة جنيهات فقط سيشاهد مسرحية ذاخرة بالنجوم، فلماذا يذهب لمسرح القطاع الخاص ويدفع أكثر، فمسرح الدولة ليس هدفه الربح".
أحمد بدير قدم تجاربه على مسرح الدولة وعلى مسرح القطاع الخاص، ويرى أن أزمة مسرح القطاع الخاص تكمن فى ارتفاع تكاليفه، وما نمر به حالياً من أزمة اقتصادية، ويؤكد أنه شخصياً يرتاح أكثر فى مسرح القطاع الخاص لأن سقف الحرية أكبر.
يذكر أن مسرح القطاع الخاص كان يقدم أكثر من 20 مسرحية فى أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، وكان التنافس بين النجوم شديداً على الموسم الصيفى، وكان وقتها يعانى مسرح الدولة من أزمة عدم وجود جمهور لأنه كان يقدم مسرحيات غير جاذبة، لكن حاليا استطاع أشرف زكى أن يعيد المشاهدين لمسرح الدولة لاستعانته بنجوم مسرح القطاع الخاص، وتقديم مسرحيات على هوى المشاهدين.