تعلمت الحب على يدي أبي بطرس ولم أمل من قراءة الفاتحة عليه منذ 20 عاما
بطرس أستاذي الذي علمني النحت و حب اللوتس وعائلتي طلبت مني فتح الديوان لتقبل العزاء فيه
كنا نذهب للجنازات ونستمع للقرآن .. وكان يقول للجميع عاملوا الإنسان كإنسان ولا تعاملوه من خلال دينه أو عرقه أو لونه
المسافة بين الصورة الأولى التي جمعت الراهب الفرنسي بطرس آيون وبين أحمد كامل مسافة طويلة.. فالفتى الصغير ذو الـ 16 عاما والذي كان نحيلاً وغير أصلع كان يعانى من الحزن بسبب موت أبيه فى العراق ليواسيه أستاذه بطرس الذي علمه فنون النحت بأنواعها ويخرجه من حالات الحزن إلى الأمل فى الحياة أحمد الذي صار عمره 43 عاما والذي رافق الراهب بطرس فى رحلة علاج للقاهرة مسه الحزن ثانية حين مات أستاذه مذ 5 سنوات مضت بعد أن عاش معه لأكثر من 20 عامًا ليدخل أحمد فى دوامة حزن طويلة ثانية وهى دوامة حزن يقول عنها لم يوصيني بطرس بشيء لأنه كان متأكد أنني لن آمل من قراءة الفاتحة على روحه والذهاب إلى قبره والحديث معه كأنه إلى الآن حي يرزق وربما هذا علاج نافع للحزن يضيف أحمد عائلتي المسلمة قالت لي افتح الديوان لوفاة صديقك وأبوك الروحي الراهب بطرس واقبل العزاء لكنني رفضت قلت لهم له تلاميذ آخرون من الأقباط ونحن يد واحده وقفت فى سرادق عزائه استقبل المعزين وأتخيله حي لم يمت أتذكره حين يتأبط العصي كصعيدي وهو الفرنسي وكيف أننا كنا نذهب للجنازات ونستمع للقرآن سوياً فى السرادق وكيف أنه كان يردد مثل الصعايدة فى الجنازات حين يقوم المسلمون بتحيته وكيف أنه كان يقول لي يا احمد قم من العمل واذهب للصلاة فالمؤذن يؤذن وكيف أنه يقول للجميع عاملوا الإنسان كإنسان ولا تعاملوه من خلال دينه أو عرقه أو لونه بطرس آيون هو أبى واسألوا الموسيقى الكلاسيك كسيمفونيات بتهوفن وموتسارت وباخ فهو علمنا كصعايدة سواء كنا مسلمين أو أقباط كيف نستمتع بالموسيقى ونتذوقها فالراهب العظيم بطرس كان يعلمنا الحياة كل ما فى الحياة علمها لي بطرس حتى مواجهة المخاطر فهو أعظم من راهب ديني هو معلم كبير ومثلما كان يعلم الأقباط أمور دينهم كان يعلم المسلمين كيف يعيشون الحياة ويمارسونها يضيف أحمد بعد صمت فى منطقة أزكور بالجزائر عاش بطرس كراهب لأنه كان يكره الحرب وهناك استطاع أن يعيش مع الكائنات الصعبة وحين أتى قرية حجازة قبلي بمدينة قوص علمني الكثير خلاف فنون النحت والحفر على الخشب مثلاً علمني كيف أسيطر على الثعابين بأنواعها فالراهب الذي عاش فى مغارات جبلية استطاع أن يجعل كل الكائنات تنصاع إليه مثلاً قام بتربية ثعبان فى بيته الطيني الذي أعده بنفسه بالقرب من منازل عائلتي وكان يطعمه البيض وتقالى البصل وحين كبر وشاخ وقرر الرحيل قال لي يا أحمد ” عليك أن لا تنزعج حين يقرر الآخر الرحيل من عالمك ” بطرس كان مؤمن بالحرية والاختيار لذلك ترك حياة عائلته الفرنسية الثرية وسلك سلك الرهبنة حين كان جندياً من قبل الاحتلال الفرنسي لبلاد المغرب العربي بطرس علمني كيف أكره الحرب لذلك لا أطيق كل من دخل حرباً وعلمني كيف انظر للأشياء بعين آخري عشقت من خلاله زهرة اللوتس وعين حورس ومفتاح الحياة ولذلك أصمم دائماً على انجاز مفتاح الحياة وزهرات اللوتس وعين حورس فكل ما فى الحياة يذكرني بأبي بطرس آيون يضيف احمد كان بطرس يعلمني الأمل لذلك كان يقول لي مصر ستظل بخير بشرط أن لا تفقد الأمل وعلى الأقباط والمسلمين أن لا يفقدوا الأمل فى مستقبلهم وربما الأمل هو ما يجعلني أتأكد أن ما يحدث من تدمير للكنائس وإشاعة العداوة لن يستمر مادمنا