الحرية للبلطجية والفقر للشعب..أكاذيب فضحتها "جمعة الغضب" الثانية!!
كاتب الموضوع
رسالة
احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
موضوع: الحرية للبلطجية والفقر للشعب..أكاذيب فضحتها "جمعة الغضب" الثانية!! السبت 28 مايو 2011 - 13:24
تمنع الشمس الحارقة مئات الآلاف من المصريين من الخروج للاحتشاد بميدان التحرير أمس فيما عرف بجمعة الغضب الثانية للتعبير عما يدور في خلجات نفوسهم من قلق حاد على مستقبل ثورة 25 يناير التي أسقطت رموز الفساد وطالت عشرات المسئولين الذين اكتظت بهم الزنازين بداية من أصغر وزير وحتى رئيس الجمهورية السابق وعائلته. وعلى عكس المخاوف الرهيبة التي حاولت بعض وسائل الإعلام تصويرها من هذه التظاهرة الحاشدة والتي وصلت إلى حد وصفها بأنها ثورة جياع وكذلك التحذير من وقوع انفلات أمني خطير على النحو الذي شهدته البلاد جمعة 28 يناير، جاءت الأحداث لتدلل على أن الشعب المصري ما زال بخير وأنه قادر على حماية ثورته من أيدي العابثين. ورغم مقاطعة قوى سياسية فاعلة على رأسها جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين ومعظم الأحزاب للتظاهرة بل ومحاولة وصم المحتشدين بالخيانة والعمل على إفشال الثورة، جاءت النتيجة بخسارة الرهان المعلن على عدم التئام الثورة على النحو الذي شهدته المليونيات السابقة.
بعض الشعارات التي رفعها متظاهرو التحرير
حيث أكدت الشواهد نزول مئات الآلاف إلى الميدان بصورة حضارية لم يشوهها الغياب الأمني الكامل، تلك المغامرة التي كانت تنذر بعواقب لا يعلم أحد مداها، لكن الحمد لله ربنا سلم ولم تقع حوادث تذكر رغم ما شوهد من وجود عناصر لا يمكن تصنيفها بالوطنية إلا أن قوة إرادة المتظاهرين أجبرت الحاضرين على ما يبدو بالالتزام وعدم الخروج على القانون. فكان من أخطر ما سمعناه يتردد بين متظاهري التحرير أن هناك مؤامرات تحاك بخبث لا يضاهى تحاول بث روح اليأس في نفوس المصريين عبر الترويج لشعار أن ثورة يناير كفلت الحرية للبلطجية والمساواة في الفقر لجميع طوائف الشعب الآملة في تحسين أوضاعها، وذلك ربما تمهيدا لاتخاذ إجراءات أو قوانين تحتاج صدمة من هذا النوع لتبريرها أو تمريرها. وعلى قدر خطورة ترسيخ هذا الاعتقاد في نفوس تيارات عديدة من أبناء الشعب، حملت أفكار أخرى وجهات نظر تبدو أكثر تفاؤلا، فالجميع وإن خاف وإن تشاءم وإن ابتعد عنه الأمل إلا أنهم يثقون في أمر واحد فقط أن عقارب الساعة أبدا لن تعود إلى الوراء وأن جرائم النهب والسلب وانتهاك الآدمية لن يسمح أحد بتكرارها ولو ضحى الآلاف بل الملايين بأرواحهم.
مخاوف من ارتداد على الثورة
ومن بين ما لفت الانتباه خلال متابعة أحداث ما سمي بـ"جمعة الغضب الثانية" هو إعطاء كل ذي حق حقه بداية من التعبير عن أسمى آيات الإعزاز والتقدير للدور الوطني الذي لعبته وتلعبه القوات المسلحة ممثلة في المجلس العسكري الأعلى وحفظ الجميل لها كحامية للثورة، وانتهاء بتوجيه رسالة لبعض القوى السياسية اللاعبة على مسرح الأحداث بأن طوائف الشعب العادية قادرة على الحفاظ على ثورتها. وكذلك حرص المتظاهرين على السلوك الحضاري الذي تمثل في مراعاة الانصراف من الميدان قبل مواعيد سريان حظر التجول وذلك تفاديا للظهور بمظهر المتصادم مع قرارات القوات المسلحة. وكذلك جذب اهتمام الجميع خطبة الجمعة بميدان التحرير التي ألهبت مشاعر الحماس لدى المتظاهرين بعدما شن هجوما حادا على ما اعتبره بقايا الفساد الذي رأى أنه لا يزال موجودا في مصر. وقال الشيخ مظهر شاهين، خطيب مسجد عمر مكرم، أن المسئولين يطالبوننا بإنهاء التظاهرات والاعتصامات ونحن لم نشعر بأي نتائج لثورة 25 يناير.
طوائف عديدة شاركت في التظاهرة
فما زالت المحاكمات بطيئة وغير حاسمة، وكذلك ما زال رؤساء الجامعات غير المشهود لهم بالكفاءة يتربعون عروشهم. وذكر الشيخ مظهر بضرورة المحاكمة العادلة لرموز الفساد وكذلك عدم اتخاذ أي قرار يمس الشعب والبلاد دون استفتاء شعبي لمعرفة رأي المواطنين أصحاب هذا البلد. وحذر كذلك من جرجرة البلاد إلى أتون حرب طائفية عبر النيل من الوحدة الوطنية التي تجمع كل أبناء مصر، مطالبا بالتصدي للبلطجية والخارجين على القانون الذين يجب أن يضرب عليهم بيد من حديد.
وتساءل الخطيب أين هم رجال الشرطة اليوم ولماذا تركوا ميدان التحرير دون تأمين أو حراسة، وكانت هذه فرصتهم لإثبات حسن نواياهم وحرصهم على صالح الوطن والمواطنين لكننا للأسف لم نرهم بيننا.
تبدد المخاوف من وقوع حوادث خطيرة
والجميل في هذه الخطبة إضافة إلى جرأتها أنها تحررت من كافة القيود التي كانت تفرض على الخطاب الديني والتي كانت تصل في العهد السابق إلى درجة تحديد موضوعات الخطبة من وزارة الأوقاف وإلزام الدعاة وخطباء المساجد بها.. فعلا مصر بتتغير وإن شاء الله سيكون للأفضل دائما.
الحرية للبلطجية والفقر للشعب..أكاذيب فضحتها "جمعة الغضب" الثانية!!