أخت القمر لم تعط للمسرح وسام وجودها لا يختلف اثنان على براعة وعبقرية الراحلة سعاد حسنى فى الأداء التمثيلى والغنائى والاستعراضى سواء فى الكم الهائل من الأفلام التى قدمتها والذى وصل إلى 91 فيلما أو فى المسلسلات الإذاعية التى مثلت فيها والتى وصلت لـ"8" مسلسلات إذاعية، ولن نغفل أيضا المسلسل التليفزيونى الشهير والوحيد الذى قدمته مع العبقرى أحمد ذكى "هو وهى"، ورغم ذلك سيظل السؤال المهم: لماذا لم تقف سعاد حسنى على خشبة المسرح ولم تخوض تلك التجربة التى تؤكد كل الشواهد أنها مؤهلة لها؟
برغم أنها عندما اكتشفها عبد الرحمن الخميسى اختارها لدور "أوفيليا" فى مسرحية "هاملت" أمير الدانمرك للكاتب وليم شكسبير، لكن هذه المسرحية لم تكتمل ولم تر النور بعد بروفات مكثفة وبعدها انخرطت سعاد حسنى فى السينما ونسيت المسرح تماما.
لكن سيظل عدم تقديم سعاد حسنى ولو مسرحية وحيدة لغزا فى حياة السندريلا الفنية، لكن يبرره البعض بخوفها من تجربة أحمد ذكى غير الموفقة فى المسرح، بل ويؤكدون أن أحمد ذكى نفسه هو الذى نصحها بالابتعاد عن المسرح وهذا ما أكده لنا الفنان سمير صبرى الذى قال:
سعاد كانت مدرسة فى الأداء التمثيلى بتلقائيتها، ورغم ذلك كانت تخاف من المسرح وكلما كان يعرض عليها نص مسرحى كانت تعتذر عنه بشياكة قائلة: المسرحية جميلة بس أنا مشغولة جدا، وأخاف إنى أكون سببا فى تأخير العمل" وكانت ترشح بنفسها زميلة أخرى للدور، ولكن نجاح الفنانة شادية وسهير البابلى فى مسرحية "ريا وسكينة" التى أخرجها للمسرح حسين كمال كان قد شجعها على التفكير فى تقديم عمل مسرحى، وكان المنتج سمير خفاجة بالفعل يبحث عن نص مناسب لسعاد، وعندما قمت بعمل التحقيق فى لندن وباريس بعد وفاة السندريلا تأكدت من ذلك فقد وجدت رسالة منها إلى المنتج سمير خفاجة بالفعل تطلب منه البحث عن مسرحية تقوم ببطولتها، كما أنها عندما كانت فى باريس ودعيت مع يسرا وسهير البابلى ومحمد نوح لمسرحية "كاليجولا" التى كان يخرجها يوسف شاهين على مسرح الكوميدى فرانسيس قالت له "نفسى أمثل غادة الكاميليا مسرح" فوعدها جو بتحقيق ذلك، ولكن القدر لم يمهلها تحقيق حلمها بالوقوف على خشبة المسرح.