دجاجات ابي عكازه و قانون مورفي و تطبيقاته في السفارة الفلسطينية في الصين .
كما ذكرت سابقا فدجاجات ابي عكازه تصول و تجول دون حسيب او رقيب و لا وجود لديك بينها يسيطر عليها او يحاول ان يجعل منها فائدة لهذا المجتمع, فهذه الدجاجات و بعد احكام سيطرتها على السفارة و مقدراتها لاسباب منها خوف ابا عكازه على عكازته , و لكن سبب تفوقها الاساسي يكمن في التزامها الصريح و الواضح بالكثير من بنود قانون مورفي , الذي وجدت فيه ضالتها المنشودة لاحكام سيطرتها على السفارة و مقدراتها , و قبل الخوض في بنود هذا القانون اريد قول كلمة لابي عكازه لعله بعد جهد يدرك و يتدارك الوضع الماسوف عليه في سفارة ائتمن عليها , اقول له كن ذو ارادة و ذو عزيمة , فالارادة هي الفكرة و العزيمة هي الروح , فان فقدت الارادة فانت انسان بلا فكرة تعيش لاجلها اما اذا فقدت العزيمة فانت انسان بلا روح و لا قيمة لحياتك , الم تعلمك الحياة ان المرء لا يجب ان يطلب دائما و ان عليه ان يتعلم كيف يعطي!! لا اظنك تدرك ذلك بعد , و لكن قد تدركه في المستقبل اذا انت احسنت التفكير , و الاصح اذا انت تعلمت كيف تفكر , فالفيلسوف الصيني الشهير كونفوشيوس و لا اظنك قد سمعت به , علما بانه قد مضى على وجودك في الصين قرابة السنة , فقد قال هذا الفيلسوف " لا يمكن للمرء ان يحصل على المعرفة الا بعد ان يتعلم كيف يفكر " , فالحضارة و التراث الذي يدعي افراد العصابة من الدجاجات في السفارة انهم يمثلونها هو ادعاء باطل , فحضارتنا لا تمثلها الحيطان و الجدران و لكن يمثلها علم و فعل الانسان , و لمعرفتي الاكيدة بعدم علمك بقانون مورفي خلافا للاخرين في السفارة الذين جعلوا من هذا القانون دستور لهم و شريعة يتبعونها , و لا الومك في ذلك , بل على العكس هذا خير لك , فالنطرية الثانية في هذا القانون تقول : اذا تركت الامور كما هي فانها ستتجه من سيء الى اسوء , و هذا ما حصل مع سلفك و ما سيحصل معك ان لم تتدارك الامر قبل فوات الاوان , فان كنت تريد الاصلاح فعليك بالحزم و العزم و لا تكن كمن قال فيه الشاعر :
اسفي عليك فلا الفقير كفيته *** فقرا و لا زدت الغني غناء
قد كان حولك الف جار يبتغي *** هدما ووحدك من يريد بناء ,
و اعمل بنصيخة احمد شوقي حين قال :
كن في الطريق عنيف الخطى *** شريف السمع كريم النظر
و كن رجلا ان اتوا بعده *** يقولون مر و هذا الاثر ,
الم تسمع بقول ابي القاسم الشابي :
و من يتهيب صعود الجبال *** يعش ابد الدهر بين الحفر ,
فسلفك لم يسمع بذلك , او سمع و لم يدرك , و اشك انه ادركه و لم يفعل به . فانظر الى هؤلاء في السفارة و اعيد النظر اليهم مرات و مرات و فكر و تعلم كيف تفكر و لا عيب في ذلك فكلنا يتعلم من اخطائه و كلنا في تعلم مستمر في هذا الدنيا , و اعلم ان من قال انا عالم فهو جاهل , و قارن ما يصدر عن هؤلاء من افعال و اقوال بحديث النبي الكريم عليه السلام : " اية المنافق ثلاث , اذا حدث كذب , و اذا وعد اخلف , و اذا ائتمن خان " , فالملحق الجاهلي اللاثقافي في السفارة تنطبق عليه هذه الصفات كاملة , و اعتقد انك تعي و تعرف ان الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى , هذا اقوله لك على اعتبار انك تعتقد بالاسلام دينا و بمحمد عليه السلام نبيا و رسولا , و هذا ما ارجوه , فالايام القادمة ستكشف لك , اذا وجدت عندك العزيمة طبعا , عن حقيقة هذه الدجاجات التي تسمن و تصول و تجول في السفارة , فالشاعرقال :
ستبدي لن الايام ما كنت جاهلا *** و ياتيك بالاخبار ما لم تزود ,
و علي بن ابي طالب قال : كفى بالمرء خيانة ان يكون امينا للخونة ,
و الشاعر قال : و من يربط الكلب العقور ببابه *** فكل بلاء الناس من رابط الكلب , و عمر بن الخطاب قال: لا تقولوا الراي الذي تظنونه يوافق راي, بل قولوا الراي الذي تحسبونه موافقا للحق , و راي احسبه موافقا للحق , و اعلم ان الانسان موقف , به تعرفه الناس و به تترحم عليه , و انسان بلا موقف كغثاء السيل لا يذكره الناس و لا يستفاد منه , و تعلم كيف تفكر لتكون منتجا و عنصرا ايجابيا , فكل دجاجات السفارة عناصر سلبية , و فقط العنصر الايجابي هو من يستطيع جذبها و السيطرة عليها , و الا فالكل يتنافر و نتيجة العمل في النهاية صفرا , و يكون وجود السفارة بذلك اهدار للمال العام و هذا من الكبائر , و لا تقول لي استحقاقات وطنية , فانت ان لم تصلح نفسك و تكسب ثقتها فبالله عليك كيف تتوقع كسب تاييد و ثقة الاخرين بك ! و اتكلم اليك هنا من منطق اصلاح الموجود خير من طلب المفقود , فهؤلاء في السفارة مثل الزنبرك اذا دعست عليه عاد الى حجمه الطبيعي و تم السيطرة عليه , اما اذا قمت بازالت قدمك عنه فاول شيء يفعله يقفز الى راسك و يؤذيك . فاذا لم تدرك انك ستكون المتاذي الاول من هذا الزنبرك فلا امل يرجى منك و من وجودك , فهم كالعنكبوت اذا استحكم نسج خيوط شبكته و لكن اسهل شيء هو تدمير خيوط هذا العنكبوت , هذا طبعا اذا وجدت العزيمة , و لا اظنك لحد الان تملك العزيمة , و لكن الامل يبقى موجودا فالامل يعني الحياة , فالسفارة الان اظنها في وضع الخراب و لهذا سكنتها الجرذان و لكن ان عادت السفارة الى الحياة من جديد فاول شيء ستفعله هذه الجرذان هو الهروب و البحث عن خراب اخر , و البوم كذلك يعشعش في الخراب , و العامة تعتقد بانه ينذر بالسوء و الدمار , و لذلك فالناس لا تحب رؤية البوم , و هؤلاء يمتلكون صفة البوم هذه في هذه الحالة , و الخنزير يحب العيش في الوحل و الوسخ و لكن لا يحب العيش في المكان النظيف و هم كذلك , فان نظفت السفارة فلا مكان لهؤلاء . و بالعودة الى دجاجات ابي عكازه و تطبيعهم الصارم لبنود و نظريات قانون مورفي لما فيه من فائدة و مصلحة لهم في المقام الاول , فقانون مورفي يقول انه يستحيل تحصيل اي امر من الاغبياء لان غباءهم مبدع , و هؤلاء يدركون طبعا انهم ليسوا بالاذكياء و لكن غباءهم مبدع فلا يستطيع احد احكام السيطرة عليه او حتى ايذاءهم , و بند اخر يقول انه لو سار كل شيء على ما يرام فانت لم تلحظ الخطاء , و عليه فلا شيء يسير كما يرام في السفارة و حجتهم في ذلك انه لتفادي الاخطاء فلن ننجز اي شيء و هم بذلك مرتاحين بل و فرحين , اما اذا قمت بمراجعتهم لتصديق شهادة او خلافه و صدمك اهمالهم فلا تغضب لانهم سيقولون لك ابتسم لليوم فالغد اسوء , و هذا ايضا قاله مورفي , و هو يعد تحذير مبطن من ناحيتهم , و يروق ذلك لهم , و قال مورفي ايضا : لا يمكن ان تحمي عقلك من الحمقى لان الحمقى عباقرة , فانت ان راجعتهم او اتصلت بهم , فتواصلك معهم يعمل على التقليل من ادراكك , و قد يؤثر على مستوى تفكيرك العقلي , فلهذا نرى ان الكثير من المراجعين يملون بسرعة و لا يعودوا يتواصلون معهم حفاظا على قدراتهم العقلية , و عناصر السفارة في غاية الفرح و السرور من ذلك , و لو انك حاولت مواجهتهم بالحقائق عن مدى اهمالهم و فسادهم فلن يهتموا لذلك , و لكن ان قلت شيئا خاطئا ليس فيهم فتقوم قيامتهم و هذا دليل على ايمانهم بهذا القانون الذي تقول احد نصوصه:" لن يصغي اليك احد حتى تقول شيئا خاطئا فتقوم بعدها القيامة , و عدا عن قانون مورفي فهم يعتقدون كذلك بمبدا كونري الذي يقول: في كل منظمة او مؤسسة هناك شخص يفهم تحديدا ما الذي يحدث , ذلك الشخص يجب فصله و التخلص منه , و هم مبدعون في ذلك , اما مبداء غب فيقول: يتزاحم الاغبياء على المكان الذي يزدحم بالاغبياء , و هذا حاصل و واقع , اما قانون كوهن و لا اعرف اذا ما كان صاحبه يهوديا !؟ فيقول : ما يهم فعلا هو الاسم الذي تطلقه على الحقائق و ليس الحقائق نفسها, و اترك للقارىء الكريم ان يحكم بنفسه على مدى اتباع هؤلاء و ولائهم لهذا القانون , و للايضاح فان هؤلاء ينطبق عليهم بعض القوانين و المبادىء الاخرى التي بادراكها نزيد من فهم الناس لطبيعة هؤلاء , فقوانين حيرالد الحركية تقول : اذا كان الشيء في وضع الحركة فهو يتحرك في الاتجاه الخاطىء و اذا كان في وضع السكون فهو في المكان الخاطىء, و هؤلاء كذلك , و قانون غيست في اداب القيادة يقول : تزداد رعونة السائق بازدياد هلهلة السيارة , و هلهلة السفارة واضحة للعيان , اما مؤشر ليفوروني فيقول : كثافة السجادة في مكتب المسؤول الذي استدعاك مقياس لفداحة المشكلة التي تواجهها و لا انصح بالذهاب الى مكاتب هؤلاء لضخامة كثافة سجاداتهم ! اما قانون ويلر فهؤلاء لا يؤمنون به و لكن لماذا ؟! الجواب ان قانون ويلر يقول: ليس هناك مستحيل للشخص الذي عليه ان يقوم بالوظيفة بنفسه و هم بذلك لا يؤمنون بل, و لا يصدقون قول الرسول الكريم : " ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه" , ثم انهم يتفاخرون بان فلان هداهم و قبلوا الهدية بل عملوا ثروات منها ! و حجتهم في ذلك ان الرسول عليه السلام قبل الهدية ! و تناسوا انه تم اهداءهم فقط لمصلحة ما و ليس لشخصهم ! و هذا دليل على فسادهم , فالرسول عليه الصلاة و السلام قال :" ما بال العامل الذي نبعثه فياتي يقول : هذا لك و هذا لي ؟ فهلا جلس في بيت ابيه و امه فينظر ايهدى له ام لا ؟ و الذي نفسي بيده لا ياتي بشيء الا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته ", و كذلك ثبت عن ابي ذر رضي الله عنه قال , قلت : يا رسول الله الا تستعملني؟ قال: فضرب على منكبي ثم قال : يا ابا ذر, انك ضعيف و انها امانة و انها يوم القيامة خزي و ندامة, الا من اخذها بحقها و ادى الذي عليه فيها " , و قال الله تعالى " قالت احداهما يا ابت استاجره ان خير من استاجرت القوي الامين " , سورة القصص الاية 26 , و قال الله تعالى في سورة يوسف عليه السلام " قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم " , الاية 55 , و قال ابو يوسف القاضي صاحب ابي حنيفه في رسالة الى الخليفة العباسي هارون الرشيد : رايت ان تتخذ قوما من اهل الصلاح و الدين و الامانة فتوليهم الخراج و من وليت منهم فليكن فقيها عالما مشاورا لاهل الراي عفيفا لا يطلع الناس منه على عورة و لا يخاف في الله لومة لائم , ما حفظ من حق و ادى من امانة احتسب به الجنة و ما عمل به من غير ذلك خاف عقوبة الله فيما بعد الموت , تجوز شهادته ان شهد و لا يخاف منه جور في حكم ان حكم فانك انما توليه جباية الاموال و اخذها ... فان لم يكن عدلا ثقة امينا فلا يؤتمن على الاموال " , و عن ابي هريره رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اذا ضيعت الامانة فانتظر الساعة , قيل كيف اضاعتها ؟ قال اذا اسند الامر الى غير اهله فانتظر الساعة " , و السؤال هنا هل هؤلاء اهل لتحمل الامانة و اداء المسؤلية؟! هل يعرفون معنى الامانة و معنى حمل وزرها ؟! الجواب لا , فشريعتهم تنبع من قانون مورفي و اخواته , و ليس من شريعة الخالق , فهؤلاء ضعفاء القلب و العقل و بيوتهم اهون من بيوت العنكبوت , و بالعمل و الاصرار على فضح افعالهم , بذلك فقط يمكن الخلاص منهم , و كنتيجة طبيعة لذلك نلحظ الرقي في العمل من جميع النواحي سواء كانت اقتصادية او انسانية او سياسية او دبلوماسية او خلافه . و في النهاية اختم بمقولة للاستاذ حامد الرفاعي حين قال : " ان من قدر امتنا الذي نحمد الله تعالى عليه كثيرا ان جعل ارضها مهد النبوات و مبعث الرسالات و موطن المقدسات و اصطفى من ابنائها اولى العزم من الرسل و الانبياء و جعل مقدساتها قبلة المؤمنين في الارض و شرفها بامانة و قيادة البشرية على اساس من شرائعها السماوية الربانية الخالدة , ان امة هذه سماتها و خصائصها , و هذه مكانتها عند خالقها و بارئها, لهي بحق مؤهلة للنهوض باعباء نشر الفضيلة و اشاعة الخير بين الناس " .
الدكتور محمود علي عريقات
mahmder@hotmail.com