فى أفلامها "الكرنك" و"القاهرة 30".. ما تقولش أمين شرطة اسم الله لم يقتصر دور الراحلة سعاد حسنى كفنانة على تقديم أعمال سينمائية رومانسية فقط، ولكن كان لها دورها البارز فى تقديم مجموعة من الأفلام السياسية التى أثارت جدلاً لجرأتها فى تناول الأحداث السياسية التى كانت أهم ما يميز المجتمع وقتها.
وتناولت من خلال هذه الأفلام التطورات التى حدثت مثل تغيير نظام الحكم والثورة والانفتاح، وغيرها من أحداث سياسية مرت بها مصر فى ذلك الوقت، وعلى الرغم من إثارة الجدل حول هذه الأعمال، إلا أنها مازالت وستزال من أهم ما قدمت السندريلا لتاريخ السينما المصرية.
ومن أهم هذه الأفلام فيلم "غروب وشروق" التى نالت عنه جائزة أحسن ممثلة من المهرجان القومى الأول للأفلام الروائية عام 1971 وجائزة من وزارة الثقافة المصرية واسم الفيلم يعنى غروب العهد الملكى وشروق عهد الثورة. حيث ألقى الفيلم الضوء على فساد البوليس السياسى من خلال دور "مديحة" الفتاة الغنية المدللة والابنة الوحيدة لرئيس البوليس السياسى (محمود المليجى) فى الفترة التى سبقت ثورة 23 يوليو مباشرة، ونراها فى مأزق إنسانى يجعلنا نتعاطف معها أكثر من أن ندينها، وشاركها فى البطولة رشدى أباظة وصلاح ذو الفقار، إخراج كمال الشيخ.
وأيضاً فيلم "الكرنك" الذى حصلت فيه على جائزة أحسن ممثلة من جمعية الفيلم المصرى، ويتناول الفيلم حالة الاستبداد السياسى والفكرى الذى انتهجه نظام الحكم المصرى فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر، حيث يتناول قصة مجموعة من الشباب الجامعى يتم اعتقاله دون جريمة بسبب التقائهم فى المقهى الذى عرف عنه تجمع بعض المفكرين فيه وتعرضهم أحياناً لنقد الثورة.
وفى المعتقل يتم تعذيبهم وإجبارهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها، ويتم إجبار البعض منهم على العمل كجواسيس لصالح النظام وأجهزة الأمن داخل الجامعة وكتابة تقارير عن أى نشاط أو فكر معارض داخل أسوار الجامعة. وينتهى الفيلم بقيام ثورة التصحيح فى بداية عهد الرئيس أنور السادات وصدور قرار بالإفراج عن المعتقلين السياسيين.
الفيلم مأخوذ عن قصة الكاتب الكبير نجيب محفوظ "الكرنك"، والتى سجل فيها نجيب محفوظ اعتراضه على القمع السياسى فى ذلك الوقت، وتم إنتاجه عام 1975 ومن إخراج على بدرخان.
وشارك سعاد حسنى فى بطولته كمال الشناوى ونور الشريف ومحمد صبحى وفريد شوقى وتحية كاريوكا وشويكار وعماد حمدى وصلاح ذو الفقار وحسن حسنى ومصطفى متولى وعبد العزيز مخيون ومحمد توفيق وأحمد بدير وأسامة عباس وفايز حلاوة.
وهناك أيضاً فيلم "شفيقة ومتولى" إنتاج 1978، وحصلت فيه أيضاً على جائزة أحسن ممثلة من جمعية الفيلم المصرى، وشاركها البطولة أحمد زكى وجميل راتب ويونس شلبى وأحمد مظهر ومحمود عبد العزيز، إخراج على بدرخان.
ويعد الفيلم الأكثر جرأة، وذلك لاستعراضه بشكل واضح وصريح للنظام السياسى فى استخدامه لكل أدوات القهر والتنكيل ضد كل من يخالفه فى الفكر والرأى السياسى.
وفيلم "على من نطلق الرصاص" مع محمود ياسين فهو يعتبر أهم فيلم سياسى قدم فى ذلك الوقت، وإخراج كمال الشيخ والسيناريو لرأفت الميهى. وتأتى أهمية الفيلم من أنه أول فيلم يعارض ويكشف خطورة الانحراف والانفتاح الاقتصادى والفساد.
أما فيلم "القاهرة30" فله حكاية طريفة، حيث لعبت الصدفة دورها فهو قدم عام 1956 للرقابة لتوافق عليه وكان اسمه "القاهرة الجديدة"، فغيرت الرقابة اسمه إلى "القاهرة30" للإيحاء بأنه ينتمى إلى عصر ما قبل ثورة 23 يوليو 1952, فظل الفيلم لمدة عشر سنوات يتعثر فى الرقابة حتى أفرجت عنه فى 1966، وهذا كان من حسن الحظ، فلولا تعثره فى الرقابة، ما كانت سعاد ستقوم ببطولته لأن وقت عرض الفيلم على الرقابة عام 1956 كان عمرها 14 سنة.
وشارك سعاد حسنى البطولة أحمد مظهر، إخراج صلاح أبو سيف عن رواية للكاتب الكبير نجيب محفوظ.