حالة من الانفلاتات والتخريب والتغيرات تطوف بأنحاء الكرة الأرضية وخاصة بالشارع المصرى لا أعلم ماذا أصفها خاصة أننا نعيش شهرا كريما من المفترض أن تقل مظاهر الانتهاكات والتمثيل بالجثث والخطف والسرقة والسطو المسلح مللت من صفحات الجرائد والمجلات، والنظر حتى فى وجوه الصغار فهم حتى ضاعت البراءة من وجوههم وأصبحت ترى وجوها مصبوغة بصبغات التآمر والكذب أتوه حين أبحث عن اسم أصف به هذا العصر حروب..فتن..دسائس.. مذابح.. مجاعات.. وعود سياسية أزمات اقتصادية.. إرهاب. أقنعة زائفة ببساطة الانفلات ليس أمنيا فقط الانفلات تشكيلة أصبح هدفا والموضة أيضا وسيلة ! الانحلال هدف والحرية والديمقراطية وسيلة! الشارع المصرى والعربى عموماً تحول إلى أزقة ومنعطفات وفقد وحدة الاتجاه، فالشعب السورى فى سوريا كان الله معه يعيش بوجه مشوه ومكسور من الذل وهو لا يجد بغض النظر عن الإنسانية ومعانيها التى واراها التراب والحرية التى تبعثرت إلى أشلاء مع جثث الشهداء فهو لا يجد اللقمة ولا الماء ولا الوقود ولا الكهرباء ولا الأمن.
ويتجه بكل كراهية إلى بشار وحزبه وحكومته ويتحول لينظر إلى أمريكا وإلى العرب وإلى كل من مع حكومة الجزار ونظامه حتى ولو بالصمت، فالجوع والقتل والتشرد والتمثيل بالجثث ليس لديه وقت للمنطق ومجلس الأمن والتحليل السياسى والإنذارات والبروتوكولات الدولية والخطب الباردة المستفزة، وإنما تحول إلى ثورة وغل وانتقام من كل من أذاقوه من تلك الكأس!! ففى بلاد نا نحن العرب اعتاد الحكام على عدم النزول عن الكرسى إلا بالموت أو القتل وأخيرًا الانقلابات والثورات.
مسكينة الشعوب العربية وشعوب القارة السمراء يسودها الانفلات فى كل شىء حتى فى حكامها وسياستهم المشلولة تعيش القارة بسياسات ترقيع وسياسات قروض حتى ليس عندها القدرة على اختيار مسئوليها, فالمسئول الذى يقود السفينة بأرواح الملايين هو نفسه مُسير ليس لديه القدرة على الاختيار فكل مسئول فى أى من الدول يلقى باللوم على من سبقه أومن سيتبعه وأحياناً على الشعب نفسه ويشترى دماغه حكومات اختارت ألا تحكُم فقط أصبحت ديوان موظفين.
هناك موجة تجتاح البلاد من الإجرام المخطط والعنف والانحلال تكتسح العالم وأكثر ضحاياها من العالم الثالث الفقير المهزوم ونظرة عابرة على مذابح ومهازل حمص وحلب وحماة حرب الشوارع وسقوط أقنعة الديمقراطية فى لندن طوابير الأكراد الهائمة فى سوريا وتركيا من أجل أبسط الحقوق المجاعات التى تجتاح دول الحبشة والتى تهدد 6 ملايين طفل دون سن الخامسة طبقاً لتقرير منظمة اليونسيف, الأطفال المشردون فى ألبانيا ومجهولو الهوية وضحايا العنف الجسدى, ويبقى الفلسطينيون الضائعون فى أرض الشتات وفقراء الأرجنتين والمكسيك وباقى دول أمريكا اللاتينية المتسولة والاقتصاد الأمريكى، الذى أصبح مهدداً بالسقوط فجأة، كما صعد فجأة والإنفاق الأمريكى الذى بات أنفاقا كثيراً مترهلاً مهدد بعجز الميزانية، كما أن البنية الاجتماعية الأمريكية تأكلها المخدرات والجريمة والعنف من الداخل أيضًا، وإذا أتينا إلى القارة السمراء مرة أخرى وتوقفنا بالشارع المصرى بغض النظر عن انعدام الأمان والأمن لكل من رجال الشرطة والشعب فكلاهما فى مركب واحدة سطو مسلح على الأقسام ومهاجمة سيارات الترحيلات تهريب مساجين من السجون والأسهل تعمد ضرب وقتل رجال الشرطة، زيادة على ذلك انتشار العنف الشفوى والعملى وموضة انتشار الأسلحة وحملها كعلب السجائر والجديد أن يخرج علينا من يطلقون أسماء شيوخ على أنفسهم بعبارة (الإسلام هو الحل) أى إسلام هو الذى يريد إسلام حزب الله الإيرانى أو إسلام جماعات التكفير والهجرة!!