عدد الرسائل : 891 العمر : 47 الموقع : perfspot.com/koky4u5000 تاريخ التسجيل : 06/08/2011
موضوع: الرجولة ما بتجيش بسهولة الثلاثاء 23 أغسطس 2011 - 11:21
الرجولة ما بتجيش بسهولة
بقلم د. غادة شريف ٢٣/ ٨/ ٢٠١١
وكم فيك يا مصر من متناقضات!!..
مثلما فيك هذا الشاب الجدع الذى انتزع علم إسرائيل من فوق سفارتها ووضع علم مصر وذكرنا بذلك المشهد الخالد فوق خط بارليف منذ ثمانية وثلاثين عاما، فيك أيضا يا مصر هؤلاء الشباب «السيس» الذين يصرون أن يسيروا وهم «مدلدلين» بنطلوناتهم ويفتخرون بإظهار أعلى ملبسهم الداخلى زاعمين أنها الموضة!!..
ويا أخى لم يستفزنى شىء فى تليفزيون رمضان قدر هذا الإعلان الذى يستعرض فيه بعض الشباب السيس بوكسراتهم وهم يمشون فى الشارع!.. وأحمد الله تعالى أن ابنى وأبناء إخوتى وأصدقاءهم رجالة بجد وليست عندهم تلك العادة التافهة!..
والحمد لله أيضا أن مبارك كان معزولا عن العالم الخارجى فى العشر سنوات الأخيرة لأنه لو كان رأى هؤلاء الشباب المتفاخرين ببوكسراتهم فى الشارع كان حتما سيضع فى بطنه بطيخة صيفى ظنا منه أن مصر جميع شبابها «سيس» ولم يكن ليتنحى أبدا!!..
ولكننا كعادتنا دائما نأخذ من الغرب عادات الزنوج فى قصات الشعر وفى مشيتهم وملبسهم بينما «أولاد الناس» فى الدول الغربية والمنتمين للطبقات الراقية هناك تجدهم أبعد ما يكونون عن عادة دلدلة البنطلون وكشف البوكسرات!!..
وعلى ذكر ذلك الفتى الذى أنزل علم إسرائيل يذكرنى مشهد ما حدث على حدود سيناء بحادث كنت قد قرأته فى إحدى الصحف منذ سنوات قلائل عن زوجة تاجر مخدرات شنت حربا هائلة عقب القبض على زوجها والحكم عليه فقررت أن تقود صبيانه للانتقام من ضباط الشرطة قبل أن يتم القبض عليها هى الأخرى بعد تبادل إطلاق النيران.. أشعر أن هذا هو بالضبط ما تفعله إسرائيل بعد أن رأى العالم مذلة مبارك خلف القفص!..
فبعد أن ملأ نتنياهو الدنيا صراخا وعويلا ونحيبا على مبارك سبعه وجمله اللى كان مستته وموفر له النابوليا والغاز بالشىء الفلانى، وتولى نتنياهو- مثل أى زوجة مخلصة تجد زوجها فى مأزق- مهمة اللف على زعماء العالم لإقناعهم بمساندة مبارك! لم ير حينئذ أن ما يفعله يثبت على صديقه تهمة الخيانة العظمى أمام شعبه، فهو من سنين طويلة نسى- كما نسى مبارك هو الآخر- أن مبارك مصرى، وكان يتعامل معه على أنه العين والننى وأنه أعز من ولد الولد!!..
وأعتقد أن ذلك الهجوم المدبر على حدود سيناء هو ردة فعل لمحاكمة مبارك ولكن لأن الغبى يظل طول عمره غبيا أعتقد أن هذا الهجوم جاء فى التوقيت المناسب ليوحد صفوفنا مرة أخرى بعد أن تنازعها مؤخرا تباين الآراء والمواقف السياسية.. وأمام شبابنا الثائر على أعتاب سفارة إسرائيل نجد رئيس وزرائنا هو هو.. لا يتغير!..
تتغير عليه الحكومات التى يرأسها وتتغير وجوه الوزراء من حوله وهو لم يزل كما هو!! متردداً وخائفاً!!.. والخوف آفة الرجال!.. ورئيس وزرائنا غالبا هناك من دعا له ساعة فجرية إن ربنا ما يقطع له عادة، فها هو «كالعادة» حتى فى اضطراب الأمور على الحدود نجده لا يستطيع أن يتخلى عن تردده وتصريحاته المدهونة زبدة!!..
وبعد أن أصدر مجلس الوزراء تصريحا يفيد بأن مصر غاضبة من الهجوم الإسرائيلى تم التراجع وأصبحت مصر يادوب واخدة على خاطرها بس!! وربما تتوالى التصريحات التى ستكشف أن مصر رجعت زى زمان زعلانة لكنها ستتعامل بحكمة!!..
طيب إحنا يا دكتور شرف عرفناك وعرفنا عيوبك وخلاص رضينا بقدرنا معك وأصبحنا ستر وغطاء عليك عندما تدلى بتصريحات ثم تتراجع عنها، لكن فى موقف سياسى جلل مثل هذا تعلقت عليه أنظار العالم لترى رد فعل مصر بعد الثورة، هل يصح برضه أن نظهر عادة التراجع المخجلة هذه ونشمت أبلة ظاظا فينا؟..
لهذا أتمنى من الله ولا يكتر على الله إنه عندما تتفاقم الأحداث مثلما حدث ثم يهب مجلس الوزراء هبة رجل واحد مثلما فعلوا ويعقدوا اجتماع طارئ، أتمنى ألا يخرجوا من اجتماعهم هذا بأى تصريحات، وليقولوا أى شىء آخر يعنى مثلا يقولوا كنا مجتمعين علشان نعمل حلقة ذكر.. أو كنا بنعمل صينية كنافة واتحرقت أو كنا قاعدين بنشتغل تريكو أو حتى يقولوا كنا بنلعب صلح