احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| موضوع: الأسد في ورطة كبيرة بعد مفاجأة صالحي الأحد 28 أغسطس 2011 - 4:29 | |
| بعد أيام من سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي ، فوجيء السوريون بتطور هام جدا من شأنه أن يربك حسابات نظام الرئيس بشار الأسد تماما. ففي 27 أغسطس ، وصف وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي المطالب التي ترفعها المظاهرات في سوريا بـ "المشروعة" وطلب من نظام بشار الأسد الاستجابة لها بسرعة ، وذلك في موقف إيراني نادر من الاحتجاجات التي بدأت في منتصف مارس الماضي . ونقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية "إيسنا" عن صالحي القول :"على الحكومات أن تستجيب للمطالب المشروعة لشعبها سواء في سوريا أو اليمن وغيرها ، في هذه البلدان تعبر الشعوب عن مطالب مشروعة وعلى حكوماتها أن تستجيب لها بسرعة". وحذر في هذا الصدد مما أسماه "فراغ سياسي في سوريا تكون له عواقب غير متوقعة على الدول المجاورة وعلى المنطقة ويمكن أن يسبب كارثة في المنطقة وأبعد منها" ، واصفا سوريا بأنها حلقة مهمة من حلقات المقاومة في الشرق الأوسط يريد البعض التخلص منها ، وذلك في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا التي دعت الأسد إلى التنحي. واللافت للانتباه أن تصريحات صالحي جاءت بعد أن دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يوم الأربعاء الموافق 24 أغسطس سوريا إلى تحقيق "حل بعيدا عن العنف" الذي "يخدم مصالح الصهاينة". وبالنظر إلى أن إيران كانت أعلنت منذ البداية تأييدها لنظام بشار الأسد الذي يعتبر أكبر حليف لها في المنطقة ، فقد استغرب كثيرون هذا التغير المفاجيء في موقف إيران . ويبدو أن ما سبق ليس بعيدا عن التطورات المتسارعة في المنطقة منذ إعلان الثوار الليبيين السيطرة على طرابلس في 22 أغسطس ، فتصريحات صالحي جاءت بعد قمة جمعت يوم الخميس الموافق 25 أغسطس في طهران أحمدي نجاد بأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني الذي يعتقد أنه حاول إقناع طهران بالضغط على حليفها الأسد للإسراع بالإصلاحات قبل فوات الأوان خاصة وأنه أكد أن الحل الأمني أثبت فشله وأنه لا يبدو أن الشعب السوري سيتراجع عن مطالبه. بل ولم يستبعد البعض أن تكون زيارة أمير قطر لطهران في هذا التوقيت تحديدا جاءت في إطار مبادرة خليجية تركية لتفويت الفرصة على أي تدخل أجنبي في سوريا بعد سقوط نظام القذافي . فالرئيس الأمريكي باراك أوباما كان طالب في 18 أغسطس الأسد بالتنحي وأعلن عن فرض عقوبات جديدة قاسية على دمشق من بينها تجميد الأصول السورية وحظر الاستثمارات الأمريكية في سوريا. وبالنظر إلى أن دعوة التنحي تعني أن الغرب بات لا ينظر للأسد على أنه جزء من الحل ، فقد حذر كثيرون من أن استمرار عناده قد يعطي مبررا للناتو للتدخل على غرار ما حدث مع القذافي . ولعل التصريحات الأمريكية بعد سقوط نظام القذافي قد ترجح صحة ما سبق ، فقد حذرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس في 23 أغسطس الأسد من "تبعات خطيرة" لأعمال القمع التي يمارسها بحق شعبه ، معتبرة أن ما حدث في ليبيا يوجه رسالة واضحة له . وأضافت رايس "هناك رسالة واضحة لبشار الأسد مما حدث في ليبيا هي أنك لا تستطيع استخدام القوة ضد شعبك وتتوقع منهم الخضوع". وتابعت أن الأسد يسير في مسار خطير ستكون له تبعات خطيرة على قيادته ، مشيرة مجددا إلى مطالب أوباما له بالتنحي وإفساح المجال للإصلاح في بلاده . وبالنظر إلى أن تصريحات رايس جاءت بعد دقائق قليلة من إعلان الثوار الليبيين اقتحام مقر القذافي في باب العزيزية والسيطرة عليه ووضع نهاية لنظامه الذي استمر 42 عاما ، فقد شعرت إيران فيما يبدو أن الدور سيأتي عاجلا أم آجلا على حليفها الأسد ولذا سارعت لتغيير لهجتها من أجل الحفاظ على مصالحها في سوريا في حال سقوطه ، خاصة وأن السعودية وتركيا أبدتا أيضا موقفا حازما ضد ممارسات نظامه القمعية بحق المدنيين الأبرياء . الاجتماع الوزاري العربي الطاريء
بل وجاء قرار الاجتماع الطاريء لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في 27 أغسطس بتشكيل لجنة وزراية برئاسة سلطنة عمان وعضوية الأردن وتونس وقطر والأمين العام للجامعة العربية للقيام بمهمة عاجلة إلى دمشق ونقل مبادرة عربية لحل الأزمة للقيادة السورية ليضاعف أيضا مأزق الأسد ويؤكد لإيران مجددا أن الوقت في غير صالح حليفها .وكان يوسف بن علوي وزير الدولة للشئون الخارجية بسلطنة عمان رئيس الاجتماع الطاريء لمجلس الجامعة العربية رحب بعودة ليبيا للجامعة العربية ، مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة أن يعمل العرب على التغلب على الأزمة الخطيرة التي تشهدها سوريا.وأوضح بن علوي أن سوريا تمر بظروف قاسية وتطورات خطيرة مما يتطلب التشاور والتعاون حول ما يمكن تقديمه للأشقاء هناك بما يمكنهم من التغلب على هذه الأزمة والخروج منها على قاعدة التفاهم لما يحقق لسوريا الحرية والعدالة والاستقرار ، هذا فيما أفادت مصادر دبلوماسية مطلعة أن الاجتماع الطاريء قرر إبقاء مجلس الجامعة في حال انعقاد دائم لمتابعة التطورات في سوريا.والخلاصة أن الضغوط تتزايد يوما بعد يوم على نظام الأسد ولن يفيده في شيء استمرار مزاعمه حول وقوف "تنظيمات إرهابية ومؤامرة أجنبية" وراء الوضع المضطرب في سوريا ، وهذا ما أدركته إيران فيما يبدو . | |
|