عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
موضوع: فيسك: الجزائر تساعد القذافي لتحذير الغرب الجمعة 2 سبتمبر 2011 - 6:22
قال الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك في مقاله فى صحيفة "اندبندنت" البريطانية أن أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثان عندما قابل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة فى بداية هذا الصيف طلب منه طلباً رئيسياً. ويشير فيسك إلى أن هذا الطلب كان عدم مد يد المساعدة للزعيم الليبي معمر القذافي وخاصة المساعدات العسكرية التي قد تقدمها الجزائر للقذافي, وبالفعل أعطي بوتفليقة كثير من الوعود لأمير قطر ولكنه نكث بها جميعاً بعد ذلك. ويوضح الكاتب أن الدور القطري كان من أكبر الأدوار التي لم يتحدث عنها أحد في الثورة الليبية ولكن كذلك الدور الجزائري الذي لم يلاحظه الكثيرون خلال الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من ستة أشهر. وهو ما لم يفاجئ الكثير من العرب عندما غادرت عائلة القذافي من ليبيا لتدخل إلى الجزائر, التي دائماً ما دعمت القذافي وقراراته فى ليبيا وذلك يرجع إلى العقلية المشتركة بين القذافي وبوتفليقة والتي لا تقبل أوامر الغرب. ويقول فيسك أن دخول الطائرات الفرنسية إلى ليبيا وقصفها للقوات الليبية التابعة للقذافي أعاد إلى ذاكرة الجزائريين حربهم التحررية ضد الاستعمار الفرنسي الذى استمر لمدة 132 عاماً. وبالفعل كان أمراً تقليدياً أن يعلن وزير الخارجية الجزائري أن عائلة القذافي موجود على الأراضي الجزائرية وذلك لأن الجزائر تريد توصيل رسالة واضحة للغرب وخاصة فرنسا أن حرية الأمة الجزائرية واستقلالها لا يمكن هزها وأنها لن تقبل وجود الغرب على أراضي دولة الجوار لها وهى ليبيا. ويضيف أن الجزائر لديها كل الحق في إبداء نوع من الإنسانية لعائلة القذافي, فى حين يري الثوار الليبيين أن التصرف الجزائري نوع من العدوانية. ويعلل فيسك فى مقاله تصرف الجزائري بأن حرب القذافي ضد أعدائه الإسلاميين متشابه تماماً مع الحرب التي تديرها الحكومة الجزائرية ضد تنظيم "القاعدة" فى شمال أفريقيا والذي يتمركز فى الجزائر منذ سنوات طويلة وهو ما عزز التحالف بين النظامين الجزائري والليبي. كما أن الجزائر ليست من الدول التي تتخلي عن حلفائها فليس معني أن عدد من الدول العربية وبعض الدول الأوربية مع الولايات المتحدة قد انقلبوا على القذافي أن تنقلب عليه الجزائر وتتخلي عنه. ولكن من جهة أخري, يري فيسك أن هناك جانب أكثر ظلمة ودموية بين الدولتين وهو يتمثل في التعاون العسكري والإستخباراتي والذي طالما استخدموا الطرفان الليبي والجزائري في القيام باغتيالات سياسية بل وصلت إلى حد القيام بمجازر دموية من أجل فرض سيطرة النظام على الشعب. حيث وصلت أعداد المقتولين فى ليبيا إلى 150 ألف شخص قتلتهم قوات القذافي طوال سنوات, كما نقلت أجهزة المخابرات الجزائرية جزءاً كبيراً من خبرتها في محاربة الإرهاب الإسلامي إلى مخابرات القذافي وهي الخبرات التي استفاد منها القذافي كثيراً. ويشير إلى أن الجزائر لا ترغب فى أن تكون ليبيا الثانية فهي دولة حرة وأكثر ديمقراطية الآن من فترات سابقة من القرن الماضي ولسبباً تكونت قناعة لدي الجزائر أن تعاون حلف "الناتو" مع الثوار الليبيين لم يكن إلا بسبب الثروة النفطية التي توجد فى باطن الأراضي الليبية. ويذكر فيسك أن الجزائر نفسها تعتبر ثامن أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي وتأتي فى المرتبة الرابعة عالمياً من حيث تصدير الغاز الطبيعي وتملك تحت صحاريها ما يقرب من 1.5 مليار برميل من احتياطي النفط وتصدر حوالي 27% من إنتاجها من النفط للولايات المتحدة. ولذلك تنظر الجزائر إلى تدخل "الناتو" والغرب فى ليبيا علي أنه نفس ما حدث فى العراق بعد إسقاط صدام حسين عام 2001 وكان الغرض منه هو السيطرة على نفط العراق.