لااظنها ( صدمة ) ، كما وصفتها وسائل اعلام عراقية ، ان يكتشف ( نوري المالكي ) لصوصا ومجرمين قتلة ، يمارسون اجرامهم بحق العراقيين وفق رؤاهم العنصرية ووفق سليقة الاجرام التي جبلوا عليها ، ولكنهم عيّنوا ( مسؤولين ) في حكومته ، اذ سبق للرجل ان اطلع على ملفات ضخمة عن هؤلاء وامثالهم ممن يعشعشون في ذات البناية التي تقيم بها ( فخامته ) و ( دولته ) في المنطقة الخضراء المحاصرة بانفاس وعيون ضحاياه وضحايا الاحتلالين ، ولكنه أدمن التغاضي عن جرائم اصحابه واشباهه على الظن أنه يحقق بعض المكاسب السياسية المرحلية الخادمة للاحتلالين ، فزاد تماديه في التغاضي عن اللصوص والمجرمين من تأجج الثورة ضد كل مزدوج ولاء من اتباع حصان ( طروادة ) العراقي .
وبمعزل عن عشرات ( الصدمات ) من هذا النمط ، سبق ان وردته من مستخدميه وارباب اعماله الأمريكيين والبريطانيين وحتى من الأمم المتحدة ، فقد جاءت ( الصدمة ) الأخيرة بنكهة ( خيبة الأمل ) وطعم دماء الأبرياء من اهالي محافظة نينوى ، التي ( استحقت ؟! ) احتلالا امريكيا ايرانيا كرديا ثانيا من جراء تمردها الدائم منذ اليوم للاحتلال وحتى اليوم الذي نزل فيه ( المالكي ) مع حصانه ( الطروادي ) ضيوفا مكروهين غير مرحب بهم في ( سلة خبز العراق ) وثاني اكبر محافظة بعد بغداد : ( أم الربيعين ) التي سبق وان قهرت نادر شاه الأيراني الذي استنفر ( المالكي ) كثرة من احفاده ليوم الثأر من ( نينوى ) .
وعندما نتحدث عن نينوى ، فنحن نقصد كتلة بشرية يقترب عديدها من خمسة ملايين إنسان ، ( 90 % ) منهم عرب سنة ، والبقية من التركمان واليزيدية والمسيحيين وقلة كردية لجأت الى نينوى بعد ان اشتد القتال في السبعينات من القرن الماضي بين الحكومة والمتمردين الأكراد في شمال العراق . ومن هذه المدينة برزت نسبة ( 50 % - 60 % ) من خيرة قادة وضباط الجيش العراقي القديم ، وتسكنها عشائر عربية لها امتدادات قربى في سوريا والأردن والسعودية ومعظم دول الخليج ، فضلا عن كونها صمام الأمن الغذائي للعراق كأكبر مزرعة للحبوب ضمن الخط ّ المطري العراقي في الشمال .
تصدت المقاومة الوطنية العراقية في نينوى للاحتلالين الأمريكي الأيراني وحليفهما الكردي منذ الأيام الأولى من الاحتلال ، وفيما انشغلت القوات الأمريكية الغازية بالبحث عن مواقع آمنة لمعسكراتها والبحث عن عملاء يتعاونون معها ، والبحث عن عناوين الشخصيات الهامة من ابناء المحافظة ، إنشغلت البيشمركة بنهب كل ماطالته اياديها اللئيمة من الممتلكات الحكومية ، وأفرغت كل الدوائر ومنها المصارف الحكومية والخاصة من كل الأموال والسيارات والأجهزة والمكائن حتى مكانس تنظيف الشوارع لتأثيث بيت الانفصال الكردي عن العرب ( القومجيين الشوفينين ) .
وراحت البيشمركة تتصدى لكل من يعترض على سرقاتها العلنية المشهودة بعنجهية وتعال دونها بكثير عنجهية ضباط الجيش الأمريكان في اوائل ايامهم في العراق ، والى هنا انتهى الشطر الأول من معادلة ( تمسكن حتى تتمكن ) التي اتبعها ( جلال الطالباني ) و( مسعود البرزاني ) اللذين انتقلا الى الشطر الثاني منها على واقعة : ( تمكن ) بقوات اميركية تحميهما مع بيشمركتهما فزرعا نائبا لمحافظ نينوى من جماعة ( البرزاني ) مع افراد آخرين من البيشمركة في مجلس المحافظة ودوائرها الهامة للتحكم برقاب اهل نينوى ، ولمحاولة تجيير اكبر مساحة منها لصالح ( مملكة كردستان العظمى ) التي ستحلق على جناح اميركي وجناح اسرائيلي وذيل ملّون من انتماءات ليست عراقية .
نائب محافظ نينوى الكردي ( خسرو كوران ) حاك لنفسه في نينوى اسطورته الكردية الخاصة ، المماثلة لأسطورة ( ابو درع ) في مدينة ( الثورة ) البغدادية و الذي كان يتباهى بذبح العرب السنة وحرق اجسادهم في الأفران والتنانير ، مع فارق بسيط وهو ان ( أبو ذراع ) الكردي تخصص في قتل وحرق الضباط والقادة العسكريين العرب السنة من الجيش الوطني القديم ، وخاصة الطيارين ، فضلا عن اساتذة الجمعات ورجال الدين وحتى الطلاب المعارضين للاحتلالين وحليفهما البيشمركة ، ورفعت عن نشاطاته الاجرامية الكثير من التقارير ، التي وصل بعضها الى ( المالكي ) نفسه ، ونشرت عنه قصص مرعبة من الاجرام الموجه ضد العرب السنة في المحافظة ، ولكن الاحتلال الأمريكي لم يكترث لذلك و( نوري المالكي ) سكت ( كرمال ) عيون ( الطالباني ) و( البرزاني ) .
وعندما تفرغ ( المالكي ) وحصان ( طروادة ) العراقي لإحتلال ثان لمحافظة نينوى ليقضي على ( الارهابيين) وتنظيم ( القاعدة ) و( البعثيين الصداميين ) و( القومجيين ) الحساد ( الشوفينيين ) ، ووجه وإمعاته الذين رافقوه لتدمير نينوى بشهادات معتقلين ارتكبوا مجازر حرب ضد الانسانية في صفوف اهالي المحافظة ، كانوا يعملون تحت إمرة .. ( أبو ذراع الكردي خسرو كوران ) !! نائب المحافظ ، ورئيس فرع حزب ( البرزاني الكردستاني ) في الموصل !! .
مواجهة لاتقبل التملص ، ولاتتحمل التغافل ، ولا مجال فيها لكل مجاملة : شبكات اغتيالات وفرق موت موجهة ضد علماء الدين واساتذة الجامعات والأطباء وضباط الجيش القديم وحتى طلاب الجامعات والثانويات من العرب السنة ، وفرق موت متخصصة تتعاطى تفجيرات ضد الأحياء البريئة الآمنة ، وكلها تعمل تحت إمرة ( أبو ذراع ) الكردستاني محسوب ومنسوب ( البرزاني ) ، وماعاد ( للمالكي ) من مفر وهو في الموصل وبين ابنائها الاّ ان يختار بين القبض على المجرمين الحقيقيين او ان يعلن تأييده لهم ، وهذا ماسمته وسائل الاعلام العراقية ( صدمة ) لاتعدو ان تكون مواجهة بالأدلة الدامغة !! .
اعتقل على الفور مساعد ( ابو ذراع الكردي خسرو كوران ) : الرائد ( احمد الجواري ) مدير مكتب المحافظة ، فيما تبخر بقدرة قادر( خسرو كوران ) في شمال العراق !! وكالعادة العراقية ينجو المجرمون الكبار ويقبض على صغار المجرمين ضحايا تغطية لجرائم حرب كبيرة !! ومن طريف ما تسرب عن هذه ( الصدمة ) الخاصة ( بالمالكي ) ان ( خسرو كوران ) كان يشجع مجموعاته السرية على الاتصال بتنظيم ( القاعدة ) الذي جاء ( المالكي ) ليقضي عليه ، وكان ( خسرو الكردي ) نائب المحافظ يمنحهم تسهيلات مالية ومرورية محسوبة النتائج ، على ذمة المقربين من الحكومة انفسهم !! .
المضحك في أمر هذه المبكية أن ( نوري المالكي ) كان ينوي نقل ( خسرو كوران ) الى بغداد لتعيينه ( مستشارا ) في مجلس الوزراء بناء على نصيحة ( أخوية !؟ ) من ( مسعود البرزاني ) !! .
ولله في أمر المجرمين الذين احتلوا العراق ، وأمر الأغبياء منهم خاصة ، حكمة وشؤون !! .