مذبحة أبوسليم السبب الرئيسي في اندلاع ثورة 17 فبراير

أسباب كثيرة وراء اندلاع ثورة 17 فبراير بليبيا لكن السبب الرئيسي مذبحة سجن أبوسليم بالعاصمة طرابلس التي أدت لمقتل 1200 سجين سياسي وردود فعل واسعة بالداخل والخارج وإصرار علي إخفاء الحقيقة.. إن الضحايا تمسكوا بفتح تحقيق محايد لكشف الدوافع وتسليم الجثث ومع الضغوط واتساع المعارضة رضخت السلطة وانتدبت السلطة المستشار محمد الخضار العضو بالمحكمة العليا "محكمة النقض" ليكون قاضي التحقيق.. إلا أنه وجد العراقيل وعدم الرغبة في كشف الحقائق فأعد تقريراً صريحاً لم يعجب القذافي.. فما كان منه إلا أن جلس في منزله إلي أن بدأت الأحداث وأعلن انشقاقه. هكذا رأي الخضار الحال ويكمل قصته مع المذبحة في حوار مع "الجمهورية"..
** ما الذي تكشف لك بعد تسلم ملف القضية؟
لم أكن أتصور أنها بهذا الحجم.. كانت صعبة ومعقدة ومتداخلة ولم يكن لدي معلومة عند انتدابي لها.. وعندما توليت التحقيق جمعت المعلومات عن المذبحة وبدأت استدعاء بعض المتهمين وعندما بدأت في الاستجواب وجدتهم يردون علي اسئلتي بعبارة محفوظة جهزتها لهم الأجهزة الأمنية.
اكتشفت أن المتهمين أصحاب أسماء رنانة ورهيبة ومراكز قوي في يدها الحل والربط وتدير البلاد مثل عبدالله السنوسي مدير المخابرات العسكرية وصهر القذافي ومنصور ضو "السفاح" المقرب من القذافي وهارب حالياً للنيجر أو مالي والتهامي خالد مدير المخابرات الداخلية والعميد عبدالحميد السائح آمر فرع الإرهاب ومدير سجن أبوسليم وهو يعرف كافة التفاصيل ومن المهم أخذ أقواله الآن ونصر المبروك وباقي مسئولي الأجهزة الأمنية والشرطة العسكرية.
واجهتني صعوبات كبيرة في استدعاء هؤلاء المتهمين ومن المستحيل أن يمثلوا للتحقيق وأحجبوا عني المعلومات والتفاصيل والتحقيقات الأولية أتلفت.
وبعد أسابيع من تسلم القضية وجدت أنه ليس لي علاقة بها وأنني مجرد ديكور وانتدابي مجرد "شو سياسي" لأسباب داخلية وخارجية وعندما كلفت لم أبلغ بأن أكون كذلك والفريق مصطفي الخروبي يعلم ذلك وهو قريب من الثوار حالياً في إقامة جبرية ويمكن سؤاله ويقف وراء هذه الأمور عبدالله السنوسي.
وبناء علي ما اكتشفته قررت عمل تقرير مفصل وهو تقرير لا يستطيع أحد أن يسطره حتي ولو كان في المعارضة بالخارج وذكرت فيه أنني من الصعب الاستمرار في هذه المهمة إلا إذا تم إحالة كل المتهمين إلي قاضي التحقيق المستقل بعد توقيفهم وتجميد وظائفهم.
تكليف غير جدي
وذكرت أن التكليف الذي صدر لي غير جدي وطلبت تزويدي بمعلومات حقيقية عن مكان الجثث وكان هذا مطلب أسر الضحايا والمحامين وانتقدت كل هذه الأمور وذهبت إلي سيف الإسلام القذافي وحضر المقابلة مدير مكتبه للشئون القانونية صالح عبدالسلام لكنه رفض استلام التقرير بعد مناقشات حادة.
ذهبت إلي الفريق مصطفي الخروبي عضو مجلس قيادة الثورة الذي أقنع القذافي ضرورة استلام التقرير وبالفعل وصل إليه عن طريق العميد إبراهيم البكش مدير مكتب الفريق أبوبكر يونس "وزير الدفاع".
** وماذا حدث بعد وصول التقرير إلي القذافي؟
طلب مني البكش عن طريق أحمد رمضان مدير مكتب القذافي لمدة 42 عاماً الرد علي سؤالين طلب القذافي الإجابة عليهما الأول لماذا لم أصف المتهمين بالزنادقة بدلاً من المتوفين؟ ولماذا ذكرت كلمة المصالحة الوطنية؟ وكانت إجابتي أن القانون لا يعرف ألفاظاً محددة وكلمة "زنادقة" فلا يعرفها القانون ويستعملها المحيطون بالقذافي من مسئولي الأجهزة الأمنية أما كلمة المصالحة الوطنية فقد استقيتها من تقرير لجنة التعويضات لأسر الضحايا.
بعد ذلك عرفت أنني خرجت عن الناموس العادي للموظف في جهاز القذافي لكني شعرت بأمرين الراحة التامة بتقديم هذا التقرير التاريخي الذي أمتلك منه نسخة محفوظة والثاني إحساسي بأنني سأكون مهدداً خاصة أنني لم أذهب إلي مكتبي منذ قدمت التقرير وانقطعت صلتي بالقضية.. وطلبت من الفريق الخروبي تزويدي بالسلاح لكنه قال لا داعي لذلك فضلاً عن أن الأسلحة سحبت منه.
وأجرت معي جريدة "الشمس" حواراً نشر محرفاً بتوجيه من القذافي هاجمتني علي أثره المعارضة بالخارج ولم يكن من حقي الرد أو التصحيح لأن الضريبة كانت ستكون قاسية.
الانشقاق
** هل عدت للعمل بالمحكمة العليا؟
لا جلست في المنزل.. وأنقذني الله بقيام ثورة 17 فبراير وبعد لملمت الأوراق هربت بعد أسبوع من الثورة إلي تونس وفي نفس يوم وصولي 21 فبراير اتصلت بالسيد عبدالمنعم الهوني سفير ليبيا الحالي بالقاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية وأعلنت له عن انشقاقي وأنني مؤيد للثورة إلا أن إعلان ذلك علي الملأ لم يحدث خوفاً علي أسرتي في طرابلس التي طلبت منها اللحاق بي إلي تونس واستطاعت اللحاق بآخر طائرة خرجت من المطار قبل إغلاقه وكانت متجهة إلي عمان إلا أن الطائرة أعيدت قبل الهبوط وأنزلت أسرتي وأخذوا منهم جوازات السفر حتي الآن وهي موجودة عند عبدالحميد عمار مدير مكتب عبدالله السنوسي وهو معتقل عند الثوار

» ثورة مصرية أقوى من ثورة يوليو
» صحف: استبعاد اندلاع ثورة فى الشارع الجزائرى
» البرادعى يُحذر من اندلاع ثورة فى مصر مثل تونس
» عدم القبض على مرتكبى مذبحة "بنى مزار" السابقة هو السبب فى تكراره
» الامة:ترصد: مانشيتات «ثورة 2011» و«ثورة 1952»