مسئول بـ"المحاسبات": الجهاز تعرض لمؤامرة من رموز النظام السابق

أكد المحاسب إبراهيم يسرى رئيس شعبة بالجهاز المركزى للمحاسبات ان الجهاز تعرض لمؤامرة كبرى حيكت بدقة من رموز النظام السابق والحزب الوطنى المنحل، من اجل إضعافه وتحجيم دوره فى حماية المال العام، حتى يتمكنوا من نهب ثروات البلاد، الأمر الذى أضعف دوره فى الحفاظ على المال العام ومواجهة جرائم الفساد المالى والإدارى فى مصر سواء قبل الثورة أو حتى بعدها.
وأوضح يسرى فى تصريحات لـ"الامة " أن غياب الاستقلالية عن الجهاز المركزى للمحاسبات ونقص العاملين المؤهلين والمدربين وقصور نقاط الفحص والمراجعة جعلت من الجهاز كيانا شكليا يرصد الملاحظات دون جدوى، ولايتم الاهتمام بتقاريره أو إرسالها إلى جهات التحقيق والنيابة العامة.
وأشار يسرى إلى أن الجهاز تم تفريغه من القيادات الفنية المؤهلة بعد وقف التعيينات به لمدة تقارب العشر سنوات، حيث لم يعين خلالها سوى دفعتين، وبأعداد ضئيلة للغاية، حتى أصبح بالجهاز أكثر من درجة خالية بالكامل أو تكاد تكون خالية، خاصة الدرجات المتعلقة بالمعينين الجدد مما أصاب الجهاز بخلل هيكلي وادارى خطير، بالإضافة الى تراجع دخول العاملين بالجهاز بشكل كبير بالمقارنة لنظرائهم فى الأجهزة الرقابية الأخرى، حتى أصبح دخل العاملين ببعض الجهات الإدارية يزيد أربعة أضعاف عن عضو الجهاز الذى يراقب عليه، فأصبح الوضع معكوسًا.
وكشف يسرى أن الفساد مازال مستمرًا بشكل واضح فى جميع أجهزة الدولة وشركات قطاع الأعمال العام والقطاع العام، وعلى رأسها المفسدون من أعوان النظام السابق، بل زاد حجمه بعد قيام الثورة لافتا إلى أن الوضع لم يتغير وهناك ثورة مضادة يتم تمويلها بأموال الشعب من خلال الصناديق الخاصة، التى أنتجت فسادا يزكم الأنوف، وغير قابل للسيطرة عليه إلا من خلال استئصال تلك الصناديق ووضع أموالها ضمن الموازنة العامة للدولة وإعادة هيكلتها مرة أخرى، بشكل يساهم فى تنظيم عملية الصرف منها، فى ظل غياب عين الرقيب عنها،
والصرف منها دون ضابط.