سبق صحفى
عدد الرسائل : 2092 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 13/02/2009
| موضوع: مثقفون وكتاب يجيبون عن سؤال: من هو الكبييير قوى؟ السبت 24 سبتمبر 2011 - 13:47 | |
| الكبير قوى» لسنا هنا بصدد الحديث عن المسلسل الذى تم عرضه فى شهر رمضان، لكننا نبحث بعمق فى تلك الكلمة، نتلمس معناها ومواصفات من يحملها، من هو الكبير؟. الكبير قوى الذى نعود إليه ونحترمه ونوقر حكمه وحكمته ويكون رادعاً لنا؟ لماذا غاب فى ظل فوضى عارمة لم يعد أحد يستمع فيها سوى لصوته فقط؟ ومتى سيعود؟ «البيت المصرى» حاول البحث عن إجابة لدى مجموعة من المثقفين والكتاب فى السطور التالية. دكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، قال: «الكبير هو الذى يمثل صوت العقل خاصة فى ظل حالة غيابه عن الوعى الجمعى، فالكبير فى أى جماعة صغيرة هو الرجل صاحب العقل الراجح والرأى السديد والكلمة المسموعة، وعلى مستوى الدولة هو القانون، ففى غياب القانون يستطيع كل فرد أن يفعل أى شىء، ولابد أن يطبق القانون على الجميع وأن يحترم الجميع سيادة القانون، فالوضع الحالى الذى نعيشه الآن تنطبق عليه - للأسف - أبيات الشاعر صلاح عبدالصبور عندما قال (هذا زمن الحق الضائع.. زمن لا يعرف فيه مقتول من قاتله ومتى قتله، فرؤوس الناس على جثث الحيوانات ورؤوس الحيوانات على جثث الناس فتحسس رأسك»، لكنى أتمنى أن تزول هذه الحالة سريعاً)». الاستاذ احمد شعلان رئيس تحرير جريدة الامة ومحاور صحفى ببرنامج الديوان العام بقناة الشباب الفضائية يرى أن الكبير الذى نرجع له، والرادع لنا يتمثل فى منظومة القيم التى تحكمنا وتحكم علاقاتنا بالغير قائلاً: «دلوقتى ممكن نلاقى خناقة بين شخص عنده 20 سنة وشخص عنده 60 دون مراعاة لأى قيم أو أخلاق، ممكن الناس تتخانق مع الظابط علشان بيقوم بدوره، وممكن الظابط يفوت لشخص علشان مسنود، ونماذج مثل هذه كثيرة تحدث لأننا نوافق عليها ونتغاضى عنها». يضيف العالم: «حتى ينضبط المجتمع وتستعيد الدولة هيبتها لابد من مراعاة عدة أمور، أولها تطبيق القانون دون استثناءات، وأن يقوم المسؤولون بدورهم ويتوفر فيهم القدرة على الحسم واتخاذ القرار، كذلك إبراز السلوكيات الخاطئة ونتائجها وإبراز السلوكيات الإيجابية ونتائجها حتى يعتاد الناس أن كل شىء يسير فى مساره الصحيح، كذلك لابد أن يكون كل شخص له دور فى المجتمع وأن يكون محمياً من المجتمع نفسه». الكاتبة فتحية العسال كان لها رأى آخر، فقالت: «عقب الثورات عادة ما يسود القلق والانقسام، وما يحدث فى الشارع المصرى حالياً هو أمر طبيعى، لا قصدية فيه للخروج على قيم الاحترام أو الانفراد بالرأى، وإنما هو تنفيس غير إرادى عن سنوات من القهر والكبت. وأثق بأن المرحلة المقبلة ستشهد لم شمل الشعب المصرى، ولكن الاستقرار مرهون باختيار رئيس الجمهورية القادم، ووجود قيادة موحدة للشعب، وما نشهده الآن من انشقاقات لبعض الجبهات عن الأحزاب والحركات السياسية الموجودة على الساحة لا يعكس رغبة فى ظهور طرف على حساب الآخر أو انفراده بالمكاسب أو تمرداً على القادة، وإنما هو فقط افتقار لثقافة العمل الجماعى وعدم الإلمام بأصولها، وهى ثقافة ستتكون تلقائياً مع الاستمرار فى ممارسة العمل السياسى وسط مناخ ديمقراطى منتظر غاب طوال السنوات الماضية». الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسى تقول: المصريون بطبيعتهم يبجلون الكبير ويستريحون لوجوده وهى إشارة حضارية، وليست دلالة على الخضوع والتبعية، والكبير فى الثقافة المصرية لم يكن بالضرورة «شخصاً»، وإنما اتخذ صوراً عدة كالقانون مثلاً، وهم من أول شعوب الأرض تكويناً لنظام الدولة رغبة فى الاستقرار وتقنين أمورهم الحياتية بعيداً عن روح التطاحن الهمجية البدائية، ومن المستبعد أن يحدث لشعب كهذا تحول جذرى فى وعيه الجمعى يقوده للكفر بالقيم وبالنظام وهما أساس كل عدل وسلام يتمناه وينتظره حالياً، وما يحدث الآن أمور عارضة وسريعاً ستسود العقلانية محلها وتتحقق مقولة رفاعة الطهطاوى، أو نبوءته «مصر مرشحة للسعادة بحكمة حكامها وهمة شعبها»، وهمة الشعب اتضحت، ومازلنا فى انتظار القائد الحكيم
. | |
|