أكذوبة قصر قارون20:59
قصر قارون بالفيوم
قصر قارون يقع فى الطرف الجنوبى الغربى لبحيرة قارون بمحافظة الفيوم، ويبعد عن مدينة الفيوم حوالى 50 كم.
من المعلومات الشائعة عنه أنه تابع للملك قارون الذى ذكر اسمه فى القرآن وخسف الله به وبقصره وماله الأرض، وإذا سألت عنه فى الفيوم تسمع العديد من القصص منها أن الجزء الظاهر من هذا القصر هو جزء بسيط وأن معظم القصر مدفون فى الأرض، وأن هناك نفقا تحت الأرض يصل بين القصر والإسكندرية، وأن من يدخل هذا القصر لا يخرج منه وأن الوحيد الذى خرج أصابه جنون مما رأى تحت الأرض.
كل هذه الخرافات نفاها أحمد عبد العال مدير عام آثار الفيوم الذى أكد أن قصة هذا القصر وملكيته لقارون هى أكذوبة، وأن هذا القصر عبارة عن موقع أثرى به معبد من آواخر العصر البطلمى، وتحيط به بقايا المدينة القديمة دينيسيوس، والتى تقع قريبا من الطرف الجنوبى الغربى لبحيرة قارون، وقد تأسست هذه المدينة فى القرن الثالث ق.م، وازدهرت فى العصر الرومانى وكانت منطقة حدود تخرج منها القوافل إلى الواحات البحرية، وأن هذه المنطقة ظلت بلا حفر حتى زارتها بعثة فرنسية سويسرية عام 1984، وأجرت حفائرها التى أسفرت عن كشف حمام رومانى وعدة منازل بعضها مزين بصور جدارية متميزة بزخارف لها علاقة بعبادة الشمس، كما عثرت البعثة على كثير من الأدوات المنزلية والأوانى الفخارية، وعدة قوالب تراكوتا خاصة بالعملة، وكشفت عن بقايا قلعة رومانية ضخمة بناها دوق لاتيان، لصد أى غزو قادم من الجنوب، وشيدت من الطوب الأحمر وبعناية فائقة ومحاطة بسور له باب من الحجر الجيرى، وبها تسعة أبراج.
وأهم أثر بالمنطقة هو المعبد والذى كرس لعبادة الإله سوبك، ويتكون من صالتين كبيرتين تقودان إلى قدس الأقداس الذى يتكون من ثلاث مقاصير، الوسطى منهم للمركب المقدس، والأخرتان لوضع تماثيل الإله، ويوجد تحت قدس الأقداس ممرات والمدخل الذى يؤدى إلى حجرة الوحى ويمكن الصعود إلى الطابق العلوى.
أما تسميته بقصر قارون، يؤكد أحمد عبد العال أنها تعود إلى أنه قديما كان يطلق على الجزء اليابس من البحيرة قرن، ولتعدد الأجزاء اليابسة فى بحيرة قارون سميت بحيرة (قرون) وقصر (قرون)، ثم تحرف الاسم وأصبح بحيرة وقصر