هاللا هاللا عالجد والجد هاللا هاللا عليه
بقلم د.غادة شريف ٩/ ١٢/ ٢٠١١
شوف بقى.. من أولها كده وعلى بلاطة أنا زعلانة منك جداً.. لماذا؟ لأنك لم تعطنى صوتك فى الانتخابات.. أيوه يا سيدى رشحت نفسى.. من فضلك لا تدّعى أنك لم تعرف أو تلاحظ.. لقد تعمدت أن أضع صورى فى منطقتك السكنية إنت مخصوص.. ألم تلاحظ صور الفرخة أم ودنين التى ملأت كل مكان؟
طبعا لم أضع صورتى الشخصية، لأن الصور حرام.. وطبعا لم أنزل مؤتمرات شعبية، لأن صوت المرأة حرام.. لهذا فبعد أن جررت أذيال الهزيمة النكراء جلست بمفردى فى المنزل وبدأت أشاهد التليفزيون وهو فى حضنى، لأننى منذ أن أيقنت أن كل تلك الأجهزة سنحرم منها قريبا، على اعتبار أنها من البدع الشيطانية، منذ ذلك اليوم وأنا لا أشاهد التليفزيون إلا وهو على حجرى.. المهم، لن أطيل عليك، إننى فوجئت بالشيخ حازم أبوإسماعيل فى ضيافة الأستاذ مجدى الجلاد على قناة «سى.بى.سى»، وإذا بالألغام تنفجر من الشيخ أبوإسماعيل بعد كل سؤال يطرحه عليه مجدى الجلاد.. فالشيخ أبوإسماعيل يؤيد واقعة تغطية التماثيل التى حدثت بالإسكندرية.. يؤيدها وهو مازال مرشحا للرئاسة! إذن، أغلب الظن أنه عند توليه الرئاسة سيدمرها تدميرا.. وانطلق الشيخ يتهم المرأة غير المحجبة بأنها بئس الزوجة والأم
يا نهار اسود على الأيام السودة اللى هنشوفها على إيده!!.. ولا أخفيك سرا أننى اترعبت وقفزت أختبئ تحت الكنبة!.. ثم أكملت الحوار فوجدته لا يعلم عن السياحة إلا شرب الخمر ونوادى القمار ولا يؤيد غير السياحة الدينية!! باقولك إحنا هنشوف أيام بلاك بلاك بلاك.. ثم فجأة انطلق تصريحه بأنه سيحارب إسرائيل بعد أن يؤمّن ظهره، هنا بقى قفزت أختبئ فى الحمام..
هى الكنبة هتعرف تحمينى من إسرائيل؟المهم، مكثت أياما فى مخبئى إلى أن استمعت إلى حوار أبوالعلا ماضى، رئيس حزب الوسط، مع الإعلامية القديرة دكتورة هالة سرحان يوم الثلاثاء الماضى.. شعرت أن الرجل معتدل.. فخرجت بشويش اتسحب من الحمام وأنا أستمع إليه.. وجدته يعتذر بشدة وأدب عن وصفه لرجال النظام السابق على أنهم حزب صابغى الشعور.. وجدته يؤمن بالحرية الشخصية حتى فى الحجاب
وجدته رجلا مثقفا مستنيرا يتحدث عن سياحة المؤتمرات بجانب السياحة الدينية.. وما أدراك عزيزى القارئ عن الأهمية التى وصلت إليها سياحة المؤتمرات فى الفترة الأخيرة على مستوى العالم.. وجدته يتحدث عن العشوائيات.. ولم أجده مثل حازم أبوإسماعيل مشغولاً بالمرأة من أصله.. وجدته يتحدث عن الأمن اللى من يوم ما راح يشترى طابع بوسطة لسه مارجعش
ووجدتنى دون أن أشعر أطلع من تحت الكنبة وأستعيد الطمأنينة وأتساءل: إذا كان مكتوبا علينا أن يحكمنا الإسلاميون فلماذا لا يرشح أبوالعلا ماضى نفسه؟.. إنه فعلا رجل وسط مثلما يسمى الحزب الذى يرأسه.. فهو لا يعتمد على الزيت والسكر والشاى، فيلاعب الفقراء بإيدهم اللى بتوجعهم مثلما يفعل الإخوان المسلمون والسلفيون، وهو أيضا لا يتفزلك فى المصطلحات السياسية ويستعرض ثقافته بتعالٍ على خلق الله مثلما يفعل الكثيرون من النخبة، لدرجة أنك الآن لا تفتح برنامجاً فضائياً إلا وتفاجأ بالمداخلات التى تمتلئ سخطاً وسباً فى النخبة
الإخوان والسلفيون استغلوا الظروف الاجتماعية عند المصريين فحشدوهم لصفوفهم، أما القوى السياسية الليبرالية فتعالت عليهم واستخسرت فيهم أى وقت لتوعيتهم سياسيا فنفروا منهم.. لذا أعتقد أن الساحة الآن مفتوحة أمام حزب الوسط لينال شعبية عالية عند المصريين.. فالمصرى وسطى الهوى.. أما أنا وأنت بقى، فمالناش دعوة لا بدول ولا دول.. المرة الجاية سأرشح نفسى فى مجلس الشورى فخليك جِنتل معايا وأعطنى صوتك.. وبرضه مراعاةً للظروف اللى ما يعلم بيها إلا ربنا، صورتى ستكون أنثى الخنفساء، اوعى تنسى