العلمانيه ليست الحاد او الخروج عن الدين من وجهة نظري هي الوسطيه بين الاشياء اوكما يقال رمانه الميزان فالتجربة التركيه خير مثال للذلك قبل الكلام عن أي شي ماهي العلمانيه
مصطلح "العلمانية" هو الترجمة التي شاعت بمصر والشرق العربي للكلمة الإنجليزية secularism بمعنى الدنيوي، والواقعي، والعالمي .. ذلك لأن العلمانية هي نزعة فلسفية وفكرية وسياسية واجتماعية
ولقد نشأت العلمانية - بأوربا- في سياق النهضة الحديثة، وكانت من أبرز معالم فلسفة التنوير الوضعي الغربي، التي جابه بها فلاسفة عصر الأنوار - في القرنين السابع عشر والثامن عشر- سلطة الكنيسة الكاثوليكية، بعد أن تجاوزت هذه الكنيسة الحدود التي رسمتها لها النصرانية، وهي خلاص الروح، ومملكة السماء، وترك ما لقيصر لقيصر، والاقتصار على ما لله .. لقد تجاوزت الكنيسة حدود رسالتها واختصاصاتها، فبعد عصور من سيادة نظرية "السيفين" THEORY OF THE TWO SOWRDS أي السيف الروحي - أو السلطة الدينية للكنيسة- والسيف الزمني - أي السلطة المدنية للدولة- جمعت الكنيسة السلطتين معًا، فضمت ما لقيصر إلى ما للكنيسة واللاهوت في ظل نظرية "السيف الواحد" THEORY OF ONE SOWRD.
وتحت حكم "البابوات- الأباطرة" أضفت الكنيسة قداسة الدين وثباته على المتغيرات الدنيوية والاجتماعية - أفكارًا وعلومًا ونظمًا- فرفضت وحرّمت وجرّمت كل ما لا وجود له في الأناجيل تماما كما يحدث الان في مصر تحت حكم الاخوان والسلفين الذين ظهروا كاالنبته الشيطانيه فجاه من اين ومتي لانعرف ظهروا بسقوط النظام الفاشل يستخدمون الدين ستارا لكي يحللوا مايحلو لهم تحت بند الدين الفارق ان اوروبا في العصور المظلمه التي مرت بها كنت تعتنق النصرانيه ونحن نعتنق الاسلام لهذا لايريدون ان يقتدوا بالتجربه التركيه ولكن يردون ان تصبح في مصر التجربه الاخوانيه او الافغانيه مع العلم أن مصر وتركيا لهما تاريخ طويل من هيمنة المؤسسة العسكرية على الحكم، وهو ما يجعل الشأن المصري قريب الشبه بالشأن التركي، مما يجعل مصر على مشارف تجربة تركيا التقدمية هل ممكن ان تتعلم مصر من الدرس من انقره، وتستطيع ان تصبح دولة تقف فيها المؤسسة العسكرية القوية جنبا إلى جنب مع الأحزاب الإسلامية فى الدولة الجديدة .
اما الذي يحدث في مصر الان أن الجيش استولى على السلطة لنفسه عقب تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك، ورغم تعهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتسليم السلطة لقيادة مدنية جديدة لكنه الآن يبدو عازما على الابقاء على الامتيازات التي كان يتمتع بها في العهد السابق.
أن هذا الوضع شبيه بما كان يحدث فى تركيا قبل وصول حزب العدالة والتنمية الاسلامى الى السلطة، حيث ظلت قبضة الجنرالات فى تركيا مسيطرة حتى صعود حزب العدالة الذى سرعان ما أثبت نجاحا سريعا في الحفاظ على جذوره، وفى الوقت نفسه الحفاظ على الديمقراطية كما نجح بصورة مدهشة في ادارة الاقتصاد"عندما تولى رجب طيب اردوغان منصب رئيس وزراء تركيا عام 2002 كان الاقتصاد التركى على حافة الكارثة، وبلغ معدل التضخم أكثر من 70 % وكان القطاع المصرفي منهار وبعد عقد من الزمان تضاعف حجم الاقتصاد التركي إلى 3 أضعاف ليحتل الآن المرتبة رقم 17 على مستوى العالم فان المشهد التركي شبيه بالمشهد المصري ولكن الحزب الاسلامي بتركيا عمل توازن مع حزب العداله اما في مصر الاخوان يريدون الحكم والسيطرة المطلقه فهذه الفرصة التي ينتظروها منذ سنين وقد ان لها الاوان وليس عندهم أي استعداد للتخلي عنها رحم الله مصر من الاخوان واعوانهم