عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
موضوع: هل أخطأ الثوار في حق الثورة ؟!! بقلم/احمد شعلان الجمعة 27 يناير 2012 - 1:10
[img]https://alomah.yoo7.com/[/img] في الذكرى الأولى لثورة 25 يناير المجيدة طرحت العديد من التساؤلات بهدف تقيم وتقويم الثورة بكل مفرداتها ، الأهداف والوسائل والنتائج بل والثوار أنفسهم ، من هنا كان استطلاع الرأي على العديد من المواقع الإلكترونية "هل أساء الثوار إلى الثورة؟!"، وكان عدد المشاركين في التصويت 65 ألف وهو بالمناسبة عدد غير قليل في الاستطلاعات الإلكترونية ، 85% قالوا نعم ، 13% قالوا لا ، السؤال جدير بأن يُطرح ونسبة التصويت عالية وهي سمة من سمات المصريين بعد الثورة لكن تبقى حيثيات الإجابة العالية بنعم ، بمعنى لماذا أساء بعض الثوار إلى الثورة ؟ أو كيف أساء بعض الثوار إلى الثورة شواهد ودلالات ** ثورة التوقعات والمطالب التي وقع فيها البعض متجاوزاً طبيعة المرحلة وواقع المجتمع ونمط إدارة الجالسين على منصة الحكم ، حالة من الرفض العام لكل شئ أضرت بالأمن العام والوضع الاقتصادي بل ووحدة النسيج الوطني ** وقوع البعض – نظراً لقلة الخبرة وشدة الحماسة – فريسة لابتزاز أصحاب المصالح بقايا رجال المال والأعمال بقايا النظام السابق أو بقايا الأفكار المتآكلة والتنظيمات المندثرة ** محاولات البعض لفرض منظومة المفاهيم غير الثورية ومنها ، اختزال الثورة بشرياً في شريحة الشباب ومكانياً في ميدان التحرير وزمنياً في مشهدها الأخير من 25 يناير إلى 11 فبراير إهداراً لعقود من النضال والتضحيات ** مناخ الانقسام والتشرذم الذي ساد المشهد حين تجاوز عدد الائتلافات 186 ائتلافاً ما شتت الجهود وأضاع الوقت وأهدر الفرص ** سقوط البعض في مستنقع الاستقطاب الحاد والمهدد للنسيج الوطني المصري وظهور مصطلح من ليس معنا فهم فلول ** كثرة التنظير وشبه الإقامة في الفضائيات ما أصاب عموم المصريين بحالة من الملل نظراً للخبرة السلبية تجاه النخبة السياسية خلال عقود الاستبداد والفساد والقمع ** عدم اعتبار البعض لرصيد العديد من الكيانات والأحزاب السياسية التي ظلت لعقود تعمل وتبذل وتضحي ثم جاء بعض الثوار يهدرون هذا الرصيد ولا يعتبرونه ** مناخ التظاهر والاعتصام بسبب ودون سبب في أجواء معيشية وأمنية غير عادية ما ترك انطباعاً لدى شريحة كبيرة من المصريين أن هؤلاء أصبحوا إشكالاً وليس حلاً ** أجواء العنف والصدام المتتالي بسبب اختراق بعض البلطجية وأطفال الشوارع ميادين التظاهر والاشتباك الخشن والقاتل مع قوات الأمن والجيش ** الخسائر الفادحة التي تعرضت لها العديد من المؤسسات المصرية التاريخية والخدمية "حرق المجمع العلمي المصري وبعض الوزارات " ما شوه الصورة الناصعة لبعض الثوار الذين قد لا يكونوا طرفاً في هذا التخريب ** السطو الإعلامي غير البرئ على الساحة وتأجيج الخلاف بين التيارات السياسية خاصة الإسلامية والليبرالية لاعتبارات شخصية أو تسويقية أو ربما تصفية حسابات تاريخية . ** صدور بعض التصريحات والألفاظ التي تصطدم مع هوى وهوية وأخلاقيات المصريين خاصة تجاه المجلس العسكري – المرتبك – أو بعض قياداته ** مسألة التمويل والتدريب الخارجي وما ثار حولها من التباس غابت فيه الحقائق والمعلومات وحضرت فيه الهواجس والشائعات ** تصريحات البعض باستمرار شرعية الشارع وجعلها فوق الشرعية الشعبية الممثلة في البرلمان المنتخب ما أشعر عدد غير قليل من المصريين أننا بصدد نفق للفوضى لا مخرج منه خلاصة الطرح ….. قد تكون هذه الشواهد والدلالات واردة ومتوقعة في الفترات الانتقالية للثورات شرط أن تكون مؤقتة ، لكن أن تكون هي النمط السائد فهذا يعني أننا بصدد مجموعة من الثوار ضد الثورة ، وفي جميع الأحوال يبقى ميدان التحرير مصدر القوة الدافعة لعجلة الثورة وطموحات المصريين مع تحياتى وامنياتى بعودة مصرنا الغالية للمصريين احمد شعلان.