لوزير الداخلية: حمادة قتله التعذيب فى بلبيس الأثنين، 2 فبراير 2009 - 14:14
المقدم إبراهيم سليمان رئيس فرقة جنوب الشرقية متهم بتعذيب حمادة حتى الموت
الشرقية ـ
"أنا بأموت يا أمى" كانت هذه آخر كلمة سمعتها أم حمادة السيسى من ابنها الوحيد، بينما كان يرقد فى حضنها على بلاط مكتب المأمور قبل أن يغادرها إلى الحجز، ثم يغادر الحياة كلها بعدها بليلة واحدة. الشاب ذو الاثنين وعشرين عاماً مات بسبب التعذيب الشديد الذى تعرض له بمركز شرطة بلبيس بالشرقية على يد المقدم إبراهيم سليمان رئيس فرقة جنوب الشرقية، الذى قام بضربه وركله بقدمه فى منطقة الصدر أكثر من مرة، وكسر أحد ضلوعه، وتعذيبه بالكهرباء.
صرحت نيابة مركز بلبيس بدفن جثة حمادة السيسى (22 سنة) سائق، وذلك بعد عرضها على الطبيب الشرعى لإثبات السبب الحقيقى للوفاة.
وتؤكد أم المجنى عليه أنها أثناء زيارة ابنها بالمركز قبل وفاته بليلة واحدة لاحظت أنه غير قادر على المشى بسبب الإعياء الشديد، وأنه كان ممسكاً صدره بيديه، وعيناه جاحظتان من شدة الإعياء، وتقول إنه عندما قال له المأمور "قرار النيابة للعرض على المستشفى جه خلاص يا حمادة" رد عليه المجنى عليه "بعد إيه يا باشا أنا هموت خلاص". وتقول الأم إنه رمى نفسه فى حضنى، وأوصانى على أخته الذى كان يتولى تعليمها، لأنه كان عائلنا الوحيد، ورفض الأكل، وظل يكرر عبارة "بأموت يا أمى" عدة مرات قبل أن يتم نقله للمستشفى ليموت بالفعل فى الليلة التالية. وتقول الأم إن أحد المخبرين بقسم الشرطة أخبرها أن ابنها يعانى من حالة من الإعياء الشديد منذ فترة نتيجة الضرب الذى تعرض له على يد الضابط سيلمان إبراهيم.
ووفقاً لرواية شهود عيان وأهل المتوفى، فإن حالة المجنى عليه أخذت فى التدهور بالحجز بسبب الرطوبة، وآثار الضرب المبرح وبقائه فى الحجز من دون علاج لمدة شهر كامل، حتى دخل فى غيبوبة. وعندما قررت النيابة عرضه على المستشفى لفظ أنفاسه هناك بعد ساعات قليلة من نقله إليها.
هذا فيما ادعى رجال الشرطة بالمركز، أن حمادة السيسى تعرض لارتفاع مفاجئ فى السكر، أدى إلى وفاته، وهو ما أثار الشكوك لدى رجال النيابة. وبفحص الجثة تبين وجود خرابيش فى الوجه، وأن المجنى عليه كان يربط صدره بشال. هذا فضلاً عن أن أهل المتوفى قدموا شهادات من إدارة المرور وكشف القومسيون الطبى تؤكد أن القتيل خالى من أى أمراض مزمنة، وكان حمادة يحاول استخراج رخصة قيادة قبل القبض عليه بأسبوع.
وترجع الواقعة إلى شهر ونصف مضت حين كان المجنى عليه يقود سيارة بها نعاج، وعند أحد الكمائن بطريق بلبيس استوقفه النقيب محمد النحال معاون مباحث مركز بلبيس، لأنه اشتبه فيه، حيث كانت قد وردت إشارة من قسم شرطة العاشر من رمضان تفيد بسرقة خمس نعاج من مزرعة مستشار بمحكمة جنوب القاهرة، وبتفتيشه عثر على سلاح نارى، وفقاً لمحضر الشرطة، الذى حرره الضابط، وتم اقتياده للمركز، حيث تولى التحقيق المقدم إبراهيم سليمان. وتشير تحقيقات النيابة إلى أن المجنى عليه حمادة السيسى قد قال، إن السلاح ملفق، وإنه لا علاقة له بحادث سرقة النعاج، وإنه مجرد سائق طلب منه توصيلها