ينتشر بين الناس شريط فيديو يأتيهم علي الموبايل يقدم مشاهد من برنامج "حمدي قنديل" "قلم رصاص" الذي ظلت تذيعه قناة "دبي" الفضائية سنوات ثم توقفت فجأة بدون سابق إنذار أو اعتذار.
يقول كثيرون أن سر ما حدث هو عبارة قالها المذيع.. الذي أصبح دون أن يقصد زعيماً في نهاية آخر برنامج قدمه وهي: لم نعد أمة "محمد" وإنما أمة "مهند".. في إشارة لشهرة الممثل التركي الوسيم الذي أعجب نساء العرب وأثار غيرة الرجال. وتمنوا لو تشبهوا به.
لم يمض وقت طويل حتي ظهر "مهند" جديد ولكن في عالم السياسة. ولأسباب أخري. عندما انسحب علي الهواء "الطيب أردوغان" رئيس وزراء تركيا من اجتماع قمة "دافوس" الشهير. غاضبا مما قاله الرئس الإسرائيلي "شيمون بيريز" عن براءة الذئب من دم أطفال غزة. إذ كانت جيوش بلاده تدافع عن نفسها. وتكاد الدموع تفر من عينيه. والمجتمعون يصفقون له. ورئيس الجلسة يعطيه وقتاً يزيد عن الجميع بما فيهم سكرتير عام الأمم المتحدة وأمين عام جامعة الدول العربية ورئيس وزراء تركيا.
غضب "أردوغان" مما اعتبره إهانة لتركيا البلد الذي يرأس وزارته.. وغضب من مغالطات "شيمون بيريز" وإعطائه الفرصة لترويج وتأييد أكاذيبه. وقد كان له موقف سابق ضد العدوان الإسرائيلي علي شعب فلسطين في غزة.. وغضب من أجل المسلمين وشعبه الذي استقبله عند عودته بالحماس والتأييد.
أما لماذا كان بتلك الحدة ومواقف تركيا السابقة ومصالحها الممتدة مع الغرب لا تتنبأ بما حدث فلأن الرجل كما قال سياسي وليس من الدبلوماسيين المتقاعدين.. يقدم حسابه للشعب الذي انتخبه وليس لرؤسائه الذين يوجهونه.
غير الإعجاب بالطيب أردوغان. كان لا مفر من المقارنة بموقف "عمرو موسي" الذي كان حاضراً الاجتماع. وتوقع كثيرون أن ينحسب هو الآخر أو يبدي أي نوع من الاحتجاج.. وتمادي البعض فقال إنه ما كان لأمين عام الجامعة العربية أن يحضر من أساسه اجتماعاً متحدثه الرئيس الإسرائيلي "شيمون بيريز".
والحق أن رجل العرب في "دافوس" كان في موقف لا يحسد عليه. ويقال إنه تردد في الانسحاب بعد "أردوغان". بل هم بالقيام لولا أن "بان كي مون" سكرتير عام الأمم المتحدة أمسك بيده يحثه علي البقاء.
هل أخطأ "عمرو موسي". أم أنه عبر بصدق عن حالة العرب الذين يمثلهم؟ ولو أنه كان وزيراً لخارجية مصر هل كان ينسحب بلا تردد. خاصة أنه رجل مثل تلك المواقف؟
لقد كان رجلنا في منتدي "دافوس" خير من عبر عن أمة "محمد".. أم نقول أمة