عدد الرسائل : 891 العمر : 47 الموقع : perfspot.com/koky4u5000 تاريخ التسجيل : 06/08/2011
موضوع: ضحايا الكنز الوهمي في مصر السبت 24 مارس 2012 - 13:41
ضحايا الكنز الوهمي في مصر
حكايات مع كنوز مُتوهِّمة
علي السيد - القاهرة، أسامة كمال - القاهرة
ماذا تفعل إذا أخبرك أحد بأن أسفل منزلك كنزاً؟ هل تصدق وتبدأ رحلة العثور على هذا الكنز مهما كلفك الأمر من جهد ومال، ومهما تعرضت له من خطر؟ البعض صدق وعاش التجربة فكانت النتائج مفزعة، هناك من دفعوا حياتهم ثمناً للبحث عن كنز وهمي، وهناك من كان مصيرهم السجن! وهناك من دمَّروا بيوتاً قديمة ومواقع أثرية يعود تاريخها لمئات السنين لاعتقادهم بأن هناك كنوزاً مدفونة في داخلها، فذهبت آمالهم وجهودهم عبثاً. فما هي حكايات ضحايا الكنز الوهمي؟ وماذا يقول الخبراء وأساتذة الآثار وعلم الاجتماع عن تلك الظاهرة التي تزداد حوادثها يوماً بعد آخر؟ نبدأ الجواب عن هذا السؤال من مصر، ونستعرض في البداية حكايات مع كنوز مُتوهِّمة.
حفروا ١٥ متراً تحت الأرض فأفاق أهالي المنطقة على كارثة انهيار أحدث مآسي البحث عن كنز وهمي شهدتها منطقة نزلة السمان في الهرم، حيث خدع أحد الدجالين ثلاثة من الشباب بعدما أخبرهم أن هناك جنياً أخفى كنزاً أثرياً أسفل أحد المنازل في المنطقة، وطلب منهم المال حتى يتمكن من شراء الزئبق الأحمر الذي يستخدم في إطعام الجان حتى يرشدهم الى مكان الذهب. فباعوا كل ما يمتلكون وبدأوا الحفر في المنطقة، فكان يبدأ عملهم في الثانية صباحاً ويستمر الى الخامسة فجراً، حين يغادرون المكان خوفاً من افتضاح أمرهم، وخلال أيام قليلة تمكنوا من حفر ١٥ متراً تحت الأرض. وظل الدجال يحفزهم مؤكداً لهم أن الحلم اقترب كثيراً من التحقق، ولكن بعد فترة أدرك الشباب أنه لا يوجد كنز، فاتجهوا إلى الدجال وكادوا يفتكون به. غير أنه تدارك الأمر وأقنعهم بأن الجان نقل الكنز إلى مكان آخر، وأشار الى منزل قديم، بعدما اشترط عليهم اقتسام الكنز معهم. وسرعان ما أفاق أهالي المنطقة على كارثة انهيار المنزل على رؤوس الشباب الثلاثة، ومعهم الدجال، فلقي الجميع حتفهم قبل أن يصلوا إلى المبتغى.
مأساة بطلها دجَّال وشهدت إحدى المناطق الشعبية مأساة أخرى بطلتها أرملة طماعة تلقت معلومة من أحد الدجالين تخبرها بوجود كنز أسفل منزلها، فقررت أن تحفر سراً بعد منتصف الليل. ثم استأجرت عامل كهرباء، وطلبت منه الاستمرار في الحفر أسفل غرفتها، ووعدته بمبلغ مجزٍ في حالة وصولها إلى الكنز. وواصل العامل الحفر لساعات طويلة بعد أن شاركها الحلم نفسه دون أن يعلم أنه الحلم الأخير... وقد تلقى مدير المباحث بلاغاً من أهالي المنطقة بوجود رائحة كريهة أشبه برائحة الموتى تنبعث من منزل جارتهم، وقبل أسبوع كان هناك بلاغ من ربة منزل أكدت أن زوجها الكهربائي اختفى أثناء عمله في منزل الأرملة الحسناء. فربط مدير المباحث بين البلاغ وبين الرائحة الكريهة، وقرر تفتيش منزل الأرملة التي أصابها الارتباك حينما شاهدت ضابط المباحث، وعندما اقترب الضابط من غرفة النوم، كانت الرائحة تزداد، ثم لاحظ آثار الحفر فانهارت الأرملة مؤكدة أنها لم تقتل الكهربائي، وسردت حكايتها للضابط، فردت أنها كانت تعلم بوجود كنز أسفل غرفتها وطلبت منه الحفر، لكنها اكتشفت موته صعقاً بالكهرباء فخشيت افتضاح أمرها وقررت أن تدفنه بمساعدة ابنها. واحيلت الأرملة وابنها على النيابة التي أمرت بحبسهما الى حين انتهاء التحقيقات.
كنز الأحلام في محافظة الإسماعيلية، وبالتحديد في أطراف المدينة، شاهدت ربة منزل حلماً يتضمن وجود كنز أسفل منزلها، فسارعت لتحكيه لزوجها، وطلبت منه أن يستأجر عمالاً لاستخراج هذا الكنز، فتردد الزوج كثيراً ولكنها أقنعته بوجهة نظرها تحت إغراء المال، وحلم الثراء، فوافق على طلب زوجته. واستأجر عاملاً بعدما أوهمه أنه سيشاركه إصلاح أثاث المنزل، وشاركه الحفر بضعة أيام كانت الزوجة خلالها تحترق لهفة، حتى أنها أخبرت زوجها بأنها شاهدت حلماً جديداً يؤكد أن الذهب بات قريباً منها. كما دفعها طمعها إلى المشاركة في الحفر ليلاً ونهاراً، ولم يبدُ الإجهاد على وجهها مطلقاً، لأنها كانت تتحرق شوقاً إلى لحظة النهاية، دون أن تدري أن النهاية لن تكون سعيدة. ففي لحظة انتهى كل شيء، واستيقظ أهالي المنطقة على صوت دوي مفزع وغبار كثيف، ووجدوا منزل جارهم هشام منهاراً فوق أصحابه. واتجه رجال الإسعاف والشرطة إلى المنزل، ونقلت الزوجة إلى المستشفى وهي تصارع الموت. فيما قضى الزوج والعامل. وقبل أن تلفظ الزوجة أنفاسها الأخيرة أكدت لرجال المباحث أنها السبب في كل ما جرى، وأن طمعها دفعها الى رتكاب حماقة كبرى دفعت وزوجها ثمنها، ثم ماتت دون أن تصل إلى شيء.
منزل الأساطير في إحدى القرى المصرية شاهد أهالي المنطقة ثلاثة من الغرباء ومعهم عرافة شهيرة في المنطقة وهم يحفرون سرداباً تحت الأرض يوصلهم بمنزل انتشرت حوله الأساطير التي رددت وجود كنز من الآثار تحت هذا المنزل، ولكن لم يجرؤ أحد منهم على الحفر أو التنقيب عن الكنز خوفاً من مخالفة القانون. وحينما ظهرت العرافة العجوز لم يعترض طريقها أحد، وتركها الأهالي تواجه اللعنة بمفردها... ولم تمض أيام حتى انهار المنزل فوقها وفوق شركائها الثلاثة، وصاحب المنزل أيضاً، فماتوا جميعاً. أخرج رجال الشرطة جثث القتلى الذين تمكنوا من حفر سرداب عمقه ١٢ متراً تحت المنزل المنكوب. كما عثرت الشرطة على مسبحة ضخمة وبخور، وبعض الأدوات التي كانت تستخدمها الساحرة لإجراء طقوس تحت الأرض بحثاً عن الكنز الوهمي.