برنارد هنري ليفي
[size=21]Bernard Henri Lévy -BHL
ولد برنارد ليفي
لعائلة يهودية ثرية في الجزائر في 5/11/1948 وبالتحديد في مدينة بني صاف
(عين تموشنت)الجزائرية، إبان الإحتلال الفرنسي للجزائر، وقد إنتقلت عائلته
لفرنسا (باريس) بعد عدة أشهر
من ميلاده،حيث عاش و درس الفلسفة في جامعاتها الراقية وعلمها فيما بعد،
وقد كان زواجه الأول من الممثلة الفرنسية آريال دومبال والتي أنجبت له
بنتين ومن ثم تم الطلاق بينهما وهو الآن متزوج من سيلفيا بوسكاس،فيما توفي
والد
ليفي عام 1995 تاركا وراءة شركة بيكوب،حيث ورثها ليفي والتي بيعت عام 1997
لرجل الأعمال الفرنسي فرانسوا بينو بمبلغ 750 مليون فرانك.
أهم مراحل حياته المهنية ومواقفه
إشتهر
برنارد ليفي أكثر ما أشتهر كصحفي وكناشط سياسي،فقد ذاع صيته في البداية
كمراسل حربي من بنغلادش خلال حرب إنفصال بنغلادش عن باكستان عام 1971 وكانت
هذه التجربة مصدر لكتابه الأول (بنغلادش،القومية في داخل الثورة)كما أنه
أشتهر كأحد "الفلاسفة الجدد" في فرنسا، وهم جماعة إنتقدت الإشتراكية بلا
هوادة ،حيث إعتبرتها "فاسدة أخلاقياً"، وهو ما عبر عنه في كتابه الذي ترجم
لعدة لغات تحت عنوان "البربرية بوجه إنساني" في عام 1977، وفي عام 1981 نشر
ليفي كتاب عن الإيديولوجيا والفرنسية، وأعتبر هذا الكتاب من الكتب الأشد
تاثيرا في الفرنسيين لأنه قدم صورة قاتمة عن التاريخ الفرنسي،حيث أنه تعرض
لإنتقادات شديدة من قبل الأكاديميين الفرنسيين ومن ضمنهم الأكاديمي البارز
"ريمون آرون " وذلك للنهج لغير المتوازن في صياغة التاريخ الفرنسي.
عبد الرشيد دوستم وبرنارد ليفي 1998
وكان
ليفي من أوائل المفكريين الفرنسيين الذين دعوا إلى التدخل في حرب البوسنة
عام 1990،كما أنه برز كداعية بارز لتدخل حلف الناتو (شمال الأطلسي) في
يوغوسلافيا السابقة،أما في نهاية التسعينات فقد أسس مع يهوديين آخرين معهد
"لفيناس" الفلسفي في القدس العربية المحتلة،و في
العام 2002 كان ليفي مبعوثاً خاصاً للرئيس الفرنسي جاك شيراك في
أفغانستان،وبعدها بعام أي في 2003 نشر ليفي كتاباً بعنوان "من قتل دانييل
بيرل؟" تحدث فيه عن جهوده لتعقب قتلة بيرل، الصحافي الأمريكي الذي قطع
تنظيم القاعدة رأسه.
برنارد ليفي في البوسنة والهرسك
أما
في عام 2006 فقد وقع ليفي بياناً مع أحد عشر مثقفاً، أحدهم سلمان رشدي،
بعنوان "معاً لمواجهة الشمولية الجديدة" وذلك رداً على الإحتجاجات الشعبية
التي إندلعت في العالم الإسلامي والعربي ضد الرسوم الكاريكاتورية (التي تمس
سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام) والتي نشرت في صحيفة دنماركية،كما أنه
وفي مقابلة مع صحيفة "جويش كرونيكل" اليهودية في تاريخ 14/10/2006، قال
ليفي حرفياً (أن الفيلسوف لفيناس يقول أنك عندما ترى الوجه العاري لمحاورك،
فإنك لا تستطيع أن تقتله أو تقتلها، ولا تستطيع أن تغتصبه، ولا أن تنتهكه،
ولذلك عندما يقول المسلمون أن الحجاب هو لحماية المرأة، فإن الأمر على
العكس تماماً فإن الحجاب هو دعوة للإغتصاب).
وفي
16/9/2008، نشر برنار هنري ليفي كتابه "يسار في أزمنة مظلمة: موقف ضد
البربرية الجديدة" الذي زعم فيه أن اليسار بعد سقوط الشيوعية قد فقد قيمه
وإستبدلها بكراهية مرضية تجاه الولايات المتحدة و"إسرائيل" واليهود، وأن
النزعة الإسلامية لم تنتج من سلوكيات الغرب مع المسلمين بل من مشكلة
متأصلة، وأن النزعة الإسلامية تهدد الغرب تماماً كما هددتها الفاشية يوماً
ما… وأكد أن التدخل في العالم الثالث بدواعي إنسانية ليس "مؤامرة
إمبريالية" بل هو أمر مشروع تماماً.
وفي
آب/أغسطس 2008، كان ليفي في أوستيا الجنوبية، وقابل رئيس جورجيا ميخائيل
سكاشفيلي، خلال الحرب التي جرت مع روسيا وقتها،كما أن برنار ليفي وفي تاريخ
24/6/2009، نشر فيديو على الإنترنت لدعم الإحتجاجات ضد الإنتخابات التي
جرت في إيران،كما أنه وخلال العقد المنصرم كله كان ليفي من أشد الداعين
والمؤيدين لإنفصال جنوب السودان،ومن أشرس المنادين بالتدخل الدولي في
دارفور (السودان).
أما في
كانون الثاني/يناير 2010،فقد دافع ليفي عن البابا بنيدكت السادس عشر في
وجه الإنتقادات السياسية الموجهة إليه من اليهود، معتبراً إياه صديقاً
لليهود،كما أنه وخلال إفتتاح مؤتمر "الديموقراطية وتحدياتها" في تل أبيب في
أيار/مايو 2010، قدّر برنار ليفي وأطرى على جيش الدفاع "الإسرائيلي"
معتبراً إياه أكثر جيش ديموقراطي في العالم،حيث قال: (لم أرى في حياتي
جيشاً ديموقراطياً كهذا، يطرح على نفسه هذا الكم من الأسئلة الأخلاقية،
فثمة شيء حيوي بشكل غير إعتيادي في الديموقراطية الإسرائيلية)،وهذا
غير مستغرب من شخص مثله يسعى جاهدا للترشح للرئاسة في إسرائيل،والعمل على
التمهيد لإسرائيل جديدة وعرب جدد وشرق أوسط جديد، بمباركة أمريكا وبريطانيا
وفرنسا وباقي العالم.
برنارد ليفي في إسرائيلبرنارد ليفي مع مناحيم بيغن برنارد ليفي مع إيهود ألمرتبرنارد ليفي مع بنيامين نتنياهو
برنارد ليفي مع إيهود باراك وأخيرا
يلاحظ ويكتشف من يتابع أخبار برنارد لفي وتصريحاته وكتاباته،أنه ليس مفكرا
أو صحفيا عاديا، بل إنه رجل ميدان عرفته بنغلادش وباكستان وجبال أفغانستان
ويوغوسلافيا وسهول السودان ومراعي دارفور وجبال كردستان العراق و
المستوطنات الصهيونية بتل أبيب وغيرها الكثير من بقاع التوتر في
العالم،والآن في عواصم بلدان الثورات العربية، فأصبحت لا تكاد تخلو ثورة
عربية من صورة هذا الشخص مع زعماء المعارضة والمحسوبين على قادة هذه
الثورات، حتى أصبح شبه راعي لها وملهمها.
مصر
إن
الثورة المصرية لم تسلم من أن تدنس من طرف هذا الصهيوني، فقد قال: (أنه في
مصر تم تفعيل إستخدام الفيسبوك لأن الشباب المصري شديد التأثر بالتقنية،
وأنه قد تم إستخدام وائل غنيم للقيام بهذه المهمة) (وائل غنيم
المختفي،لماذا…؟)،كما قال: (نعم وقفت في ميدان التحرير وكنت أدفع من جيبي
الخاص لهذه الثورة).
برنارد ليفي يخاطب الشعب الليبيبرنارد ليفي مع ثوار ليبيا برنارد ليفي مع اللواء عبدالفتاح يونس في مركز عمليات الثورة
وفي تعليقه على الشعارات ضد إسرائيل وضد اليهود التي سجلت خلال التظاهرات في ليبيا ومصر، قال هنري ليفي:(إنه إرث
القذافي)، وأضاف (كما في مصر، آمل أن يزول ذلك مع إحلال الديموقراطية).
ظهر
برنارد ليفي في الجزائر مع المسمى ” سعيد سعدي ” زعيم حزب التجمع من أجل
الثقافة والديمقراطية (الذي يدّعي أنه قائد الثورة المزعومة في الجزائر)
،فهذا الرجل معروف
لدى الكثير من الشعب الجزائر بعدائه للإسلام والعرب ،وذلك من خلال كتاباته
التي نشرتها الكثير من المجلات والصحف الأمريكية المعروفة بتوجهاتها
المناهضة للعرب والإسلام، كما أن هذا المدعو سعيد سعدي له سوابق تاريخية في
غرس الفتنة بين أهل الجزائر (بين العرب والأمازيغ
–القبائل-)والدعوة إلى الإنقسام والإنفصال ودعم التبشير بحجة الدفاع عن
الأقلية المسيحية في الجزائر،وأخيرا فإن من الطريف في هذا الرجل أنه كان
يدعو للتظاهر أيام السبت من كل أسبوع بدلا من أيام الجمعة محاولا من خلال
ذلك تغير مفكرة الثورات العربية (في محاولة منه ولا شك لطمس الطابع
الإسلامي والعربي لهذه الثورات).
ومن خلال ما سبق نجد أن برنارد هنري ليفي يزعم أنه صديق العرب والمدافع عنهم وعن حقوقهم ،وحتى عند سؤاله عن سبب
دعوته إلى تحرر الشعوب من حكامها، فيما لا يتبنى أي تحرك لفك الحصارعن
قطاع غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، قال: “ليس ذلك صحيحاً، أنا مدافع
قوي عن إنسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة،فعندما كان أريال شارون رئيسا
للحكومة، قلت حينها أن إحتلال غزه خطأ كبيراً ويجب أن يوضع حداً له”،
وأضاف: “كنت أحاور شارون بإستمرار في هذا الشأن، ودافعت عن الإنسحاب
الإسرائيلي من غزة وكذلك الإنسحاب الأسرائيلي من الأراضي الأخرى“،وأضاف
قائلا في ما أصبح يعرف به (أنه صديق العرب) قال : “أنا صديق لإسرائيل وكذلك
للشعوب العربية على حد سواء، لأنها شعوب بشرية ومجتمعات إنسانية لديها
الإراده في التحاور معاً، وأملي الكبير أن تجمعهم الأخوة البشرية وأن
يتخلوا عن العداء،ولا أرى أن النزاعات العسكرية يجب أن تستمر إلى ما لا
نهاية، وأملي في الحياة هي أن أرى أطفال فلسطين وسورية ولبنان ومصر
وإسرائيل جميعاً ينتمون إلى هذه العائلة البشرية المسالمة“.
أبرز الإنتقادات الموجهة لبرنار هنري ليفي
لقد
واجه برنار هنري ليفي إنتقادات كبيرة ولاذعة وذلك بسبب إرتباط إسمه منذ
ثلاثين عام بأهم الأحداث الساخنة في العالم، حيث أن هناك سبعة كتب صدرت
تباعا في هجاء برنار هنري ليفي، بالإضافة إلى عشرات المقالات التي تكشف أن
هذا الصحفي أو الكاتب أو الفيلسوف الكبير، كذب على مئات الآلاف من قرائه،ولعل
أخطر هذه الكتب هو ذلك الذي أصدره أحد أشهر صحافي التحري والتحقيقات في
فرنسا فيليب كوهين،والذي سبق له وأن أصدر الكتاب (القنبلة،الوجه الخفي
للوموند) بالإشتراك مع بيار بيان عن سيرة حياة ليفي،والذي حاول ليفي منعه
من الصدور،ولكن الكتاب خرج إلى النور وتصدر قائمة المبيعات لأشهر طويلة
وأثار صخبا إعلاميا كبيرا،إنتهى بطبيعة الحال إلى أروقة المحاكم،أما عن
دوافع إقدام فيليب كوهين على كتابة هذه السيرة بدون ترخيص من ليفي،فقد رد
على ذلك بأن الأداء الإعلامي الحالي في فرنسا يكرس بعض الطابوهات، ويجعل من
الصعب مهاجمة بعض المحميين الذين يشكلون نظام حماية ذاتية وعلى رأسهم
برنارد ليفي.
[b]ولقد
كان مشروع كوهين بمثابة تعرية لليفي،لأنه عمل من خلال كتابه على كشف حقيقة
ليفي والتشكيك في مصداقيته وذلك من خلال وضع مؤلفاته وممارساته وأكاذيبه
وإستراتيجيته الإعلامية القائمة على الظهور المكثف في بلاتوهات التلفزيونات
بما في ذلك حضور الحصص الترفيهية المنوعة، وخاصة البرنامج الشهير الذي
يقدمه المذيع الفرنسي تيري آرديسون والذي يسمح بتقديم كتبك في التلفزيون،
أمام مرآة الرأي العام حتى أصبح بذلك حديث العام والخاص في فرنسا وخارجها
ويقول فيليب كوهين أنه سخر سنتين من عمره،محاولا فيهما
تقديم عمل متكامل لا يأتيه الباطل عن سيرة حياة برنارد ليفي،معتمدا في ذلك
على آلاف الوثائق السرية والمنشورة،بالإضافة إلى شهادات 130 شخصا ممن
عرفوا ليفي،حيث أن كوهين يرى من خلال كتابه أن برنارد هنري ليفي والمولع
بالقضايا الإنسانية والحق والعدالة في العالم، لم يتردد في منتصف
الثمانينات في السعي لدى الإليزيه من أجل إنقاذ شركة الخشب التي يملكها
والده من الإفلاس، وبطبيعة الحال فإن صديقه ميتران (الرئيس الفرنسي السابق)
لم يماطل في إسداء هذه الخدمة،سواء بتسهيل توفير أنابيب إنعاش إفريقية
(تمويلات من دول إفريقية)، أو بتقديم قروض من الخزينة الفرنسية لا تقدم
عادة إلا للشركات العمومية التي تعاني من إختلالات ومشكلات مالية، وحتى حين
سقطت الحكومة اليسارية في فرنسا آنذاك وتولى شيراك حكومة التعايش مع
ميتران، تواصلت هذه العملية، ويعترف ليفي في هذا الشأن ويقول بأنه عمل على
إنقاذ والده وشركته، لأنه ببساطة شعر أنه ضحية،وما دام أنه يملك إمكانية
إنقاذه، فإنه لا يرى مانعا في القيام بذلك مستغلا نفوذه لدى الدوائر
الحكومية الفرنسية.
[b]أما
حفل زفافه من الممثلة المكسيكية الأصل آريال دومبال يوم 19 آذار (مارس)
1993 فقد كان صفقة متعددة الجوانب،فمن الناحية السياسية كشف عن نفوذ هذا
الفيلسوف والذي سخرت له الرئاسة الفرنسية طائرة لنقل ضيوفه، ومن ناحية
الإشهار (الإعلان) فقد وجد برنارد ليفي نفسه إلى جانب نجوم الغناء
والسينما، ولأول مرة تطارد أفواج الباباراتزي فيلسوفا، حيث أنه باع صور
الزفاف لمجلة (باري ماتش) والتي خصصت للحدث ست صفحات،كما وأنه
باع صور زوجته عارية بعد ذلك لعدة صحف ومجلات فرنسية،وهنا يلاحظ كيف
إستفاد برنارد ليفي من زواجه بالظهورعلى أغلفة مجلات الإثارة وأصبح من خلال
ذلك من النجوم ذات الشعبية والجماهيرية الواسعة،منشأ بذلك شبكة في
الإعلام،إستفاد منها وإستخدمها فيما بعد في مناوراته السياسية ولخدمة
مسيرته وخدمة زوجته الممثلة وإبنته الكاتبة ولحماية مصالحه
ويقول
الكاتب أن برنارد ليفي لا يفوت حدثا دون أن يبصمه ببصمته الخاصة،حيث أنه
إرتبط بالأحداث المأساوية المعاصرة، وأنه نجح في أن يكون مبعوثا لبلاده إلى
نقاط ساخنة عدة كأفغانستان وليبيا،ولكن كتابات ومقالات صحافية ظهرت في
فرنسا والولايات المتحدة بأقلام صحافيي الميدان كشفت بشكل مدو عن بهتان هذا
الفيلسوف الجديد المنتصر لهويته (اليهودية الصهيونية)، إلي درجة أنه اصبح
متهما بإحياء النعرات الدينية،إنطلاقا من كتابه (الأيديولوجية الفرنسية)
الذي نقب فيه عن الجوانب الفاشية في الذات الفرنسية بدوافع أملتها
هويته،ومنها أصبح يعرف بمنظر الصهيونية الجديدة في فرنسا
كما
وكشف كتاب فيليب كوهين عن مغالطة كبرى بشأن القضية الأفغانية عند ليفي،
فبعد أن ظل ليفي يِكذب بأنه صديق أحمد شاه مسعود،إثر إغتياله في أيلول
(سبتمبر) 2001، حيث أكد أنه إلتقى به لأول مرة سنة 1981 ومنذ ذلك التاريخ
وهما على صداقة لا تشوبها شائبة،إلا أن الفضيحة الكبرى فجرها مخرج عدة
أشرطة (أفلام) عن أفغانستان إسمه كريستوف دو بونفيلي،والذي ذكر أن ليفي طلب
منه سنة 1998 التوسط له من أجل مقابلة أحمد شاه مسعود لأول مرة،وذلك بعد
تزويده بعدة أشرطة مصورة عنه،وهذه الشهادة تضع مصداقية ليفي أمام شك
كبير،كما وتطرح علامات إستفهام حول عمله، خاصة وأن مسعود إستأثر بكتاب كامل
من تأليف ليفي بعد إغتياله،تحت عنوان (تفكيرات حول الحرب،الشر ونهاية
التاريخ).
[/b]
[b]
[b]
برنارد ليفي وأحمد شاه مسعود 1998
ولم
يخرج كتاب برنار هنري ليفي (من قتل دانيال بيرل ؟) من دائرة الفضائح
أيضا،والذي إستغل فيه الظروف الدولية التي كانت سائدة آنذاك ليقوم بحملة
إعلامية كبيرة للترويج له في الولايات المتحدة ،وكشف هذا التحقيق عن تطرف
وحقد هذا الكاتب الذي أصبح يشار إليه بالمثقف الطائفي والمتطرف،فقد كان هذا
التحقيق عن صحافي وول ستريت جورنال الذي أختطف وقتل سنة 2002 في باكستان،
حيث إستغل ليفي هذه الجريمة النكراء والبشعة وجعل منها مناسبة لتصفية
الحسابات الدينية وذلك من أجل الترويج للخطر الباكستاني والدعوة لضرب هذا
البلد وتجريده من السلاح النووي بحجة تعاونه مع القاعدة، إلى درجة أنه
أخترع لقاءات بين رجال المخابرات الباكستانيين وزعماء القاعدة،لكن الحقيقة
لا تلبث حتى تظهر وإن غابت أو بالأحرى غيبة لفترة،فقد كتب الصحفي الأمريكي
بوليام دالريمبل والذي إشتغل في المنطقة (باكستان وأفغانستان) قرابة
العشرين عاما،مقالا مثيرا يتعلق بهذا الأمر (كتب في كانون الأول (ديسمبر)
2003 وأعادت نشره لوموند ديبلوماتيك في نفس الشهر)،فقد سخر المقال من
التصوير الكاريكاتوري والحاقد لليفي عن البلد وأهله من حيث أنه يصور
المنطقة بالجحيم وأهلها بالثعابين ذات الفحيح،كما وإتهم الصحفي الأمريكي
بوليام دالريمبل الفيلسوف الفرنسي بالخلط بين التحقيق الذي هو جوهر العمل
الصحافي والخيال الروائي، مضيفا بأنه منذ الصفحات الاولى نكتشف أن صاحب
الكتاب يريد شيئا آخر غير التحقيق، معتمدا في ذلك على التحليل السياسي غير
المدعم بالوثائق بالإضافة إلى الإختلاقات، والمضحك هنا أن يكتشف ذات
الصحافي أن ليفي إخترع من خياله الواسع شارعا في لندن، قال أن عمر الشيخ
مدبر عملية تصفية بيرل تربى فيه، وحين راجع المحقق الأمريكي أسماء شوارع
لندن لم يجد إسما للشارع المذكور! وفوق ذلك فإن كتاب (من قتل دانيال بيرل؟)
يخلط في الجغرافية الباكستانية ويخلط بين أسماء المدن وحتى بين أسماء
التنظيمات الإرهابية أو المسالمة، فضلا عن تضمن التحقيق لطروحات معادية
للإسلام بطريقة مجانية، ومعلومات خاطئة عن وضع المرأة، حيث سجل غياب المرأة
في بلد وصلت فيه إمرأة إلى رئاسة الوزراء،ومن هنا خلص الصحفي الأمريكي
بوليام دالريمبل إلى أن ليفي كتب عن باكستان أخرى لا وجود لها إلا في
خياله،وقد علق على أن هذا الكتاب يعتبر إساءة بالغة لذكرى بيرل.
وأخيرا
فإن الضربات السابقة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة من نوعها التي يتلقاها
أكبر المثقفين إثارة للجدل في فرنسا،وعلى الرغم من أن برنارد ليفي صمد حتى
الآن معتمدا على ثروته وعلى النظام الذي بناه في الأوساط الإعلامية
والسياسية وحتى في أوساط الأعمال،إلاّ أن البهتان والكذب والخداع لن يطول
إلى مالا نهاية، وهو الذي يحصل الآن من خلال المثقفين الشرفاء الذين يضعون
كشف الحقيقة هدفا لا يمكن التستر عليه أو إخفاؤه.