">غم الهجمة الشرسة التى تشنها بعض التيارات على أهل الفن، فإن كثيرا منهم لم يمتنعوا عن ممارسة حقوقهم كمواطنين، فى الإعلان عن دعم مرشحين بأعينهم للرئاسة، وبل والعمل ضمن الحملات الانتخابية لهؤلاء المرشحين.. وانقسم الفنانون إلى مؤيدين لمرشحى الثورة، وآخرين يدعمون المحسوبين على النظام القديم. وبينما امتلأت قائمة فنانى الميدان، التى انقسمت على دعم حمدين صباحى وعبدالمنعم أبوالفتوح، يظل من أيد نظام حسنى مبارك وفيا على العهد، بدعمه لآخر رئيس وزراء النظام الساقط أحمد شفيق، فيما يقف بعض المشاهير فى منطقة الصمت مثل الفنان عادل إمام، لكن ما يشغل بال الساحة الفنية التى تترقب نتائج اسم الرئيس القادم.. هو هل ينفع أهل الفن مرشحا؟
من جيل الكبار اجتمع حسين فهمى وعزت العلايلى ولبنى عبدالعزيز ويوسف شعبان على مرشح واحد وهو عمرو موسى وإن اختلفت الأسباب، فالفنان عزت العلايلى أعلن تأييده لعمرو موسى رئيسا لمصر ويراه الانسب للمرحلة ويقول: تحدثت معه عدة مرات ووجدت احتراما كبيرا تجاه الفنون والآداب وهى الضلع الرابع للحضارة المصرية بعد الاقتصاد والحياة السياسية والتقاليد الاجتماعية، فضلا عن انى لمست شغفا بحضور العروض الفنية والمسرحية وهذا يدل على عقليته وثقافته.
ويرى العلايلى أننا مازلنا نشكل طريقنا الديموقراطى من خلال أول تجربه لذا الحديث عن جدوى تأييد الفنانين أو عدمه ربما لا يوجد له محل الآن واستبعد ايضا أن يلعب وقوف بعض الفنانين بجانب بعض المرشحين دورا سلبيا، وقال: الفنان ليس كائنا غريبا على الشعب المصرى والفن متغلغل فى خيوط حضارتنا منذ بداية التاريخ لذا تقليل فرص بعض المرشحين نتيجة لدعم بعض الفنانين أراه غير وارد.
أما الفنانة لبنى عبدالعزيز فتقول: بعد تفكير وتردد قررت أن أعطى صوتى لعمرو موسى، وهكذا فعل أبنائى الذين يعيشون بأمريكا، فهذا الرجل يتعامل كأنه رئيس يجيد التعامل مع العلاقات الخارجية وله رؤية لما يحدث بالداخل ويجيد اللغة الإنجليزية،فهذه أزمة يواجهها العديد من مرشحى الرئاسة فلقد سمعت مرة احد مرشحى الرئاسة يتحدث الانجليزية وقلت لنفسى يا ريته يصمت فهو جاهل بشكل منفر باللغة الانجليزية وهل هذا يعقل ألا يكون رئيس مصر متحدثا جيدا للغة الاكثر انتشارا فى العالم كله والذى يتحدث بها جميع الرؤساء، وعليه فوجدت انه لا يوجد من بين مرشحى الرئاسة من هو أكفا من موسى ولذا فصوتى له، ولا أعتقد أن جمهور الناخبين سيتأثر برأيى أو بأراء الفنانين فكل واحد لديه قناعاته.
أما الفنان حسين فهمى فيقول: ما حققه عمرو موسى من إنجازات فى حياته المهنية فى لحقل الدبلوماسى يشهد بأنه رجل ناجح بداية من عمله كسفير وصولا لأمانة الجامعة العربية، وما يثار عنه وعن علاقته بالنظام القديم تملأه المغالطات لأن موسى كان يخدم مصر ولا يخدم النظام السابق ولا يخفى على احد أن موسى كان مضطهدا وان شعبيته كانت تخيف مبارك ورجاله، واذا كان البعض يعتقد أن تأييدى لعمرو موسى مبنى على صداقتى له أؤكد لهم أن صوتى ورأيى أمانة لا يمكن أن اخونها ابدا، وبالتالى كان ممكنا أن اعلن اننى لن اؤيد أى مرشح ولكن من الامانة أن أعلنت رأيى وتأييدى لعمرو موسى».
أما الفنان يوسف شعبان نقيب الممثلين فقال عن أسباب تأييده لعمرو موسى: أسس اختيارى لعمرو موسى تقوم على أنه رجل يمتلك تجربة عريضة فى العمل الدبلوماسى ويعرف اتجاهات التوازونات.. وأضاف: «بالرغم من محاولات بعض التيارات تشويه صورة الفنانيين والفن لدرجة التكفير فإنه لا يمكن إغفال أن اعلان الفنانيين تأييدهم لأى مرشح يأثر ايجابيا على المرشح لأن الجمهور العادى يثق بالفنان ويثق فى رأيه ويأخذ به فى كثير من الاوقات.
أهل الثورة بين حمدين وأبوالفتوح
على الجانب الثورى يقف كثيرا من فنانى الميدان يدعمون بصوتهم فى الصندوق وبالعمل على الارض فى الدعاية وغيرها، فنجد الفنان خالد الصاوى يسخر صفحاته عبر مواقع التواصل الاجتماعى ويحولها لمنبر لدعم حمدين صباحى ووضع خطة كاملة ومطولة لجمهوره لكيفيه دعم حمدين صباحى، وكان ملخصها «جعل صورة حمدين صورة رئيسية لجميع صفحات الفيس بوك وتويتر والاهتمام بالاتصال بجميع الاقارب وخاصة فى الارياف وإعلام الجيران عن طريق ورق وليس باقتحام خصوصيتهم وطرق ابوابهم دون مواعيد وعدم الانجرار لأزمات مع حملات أخرى.. إلخ.
وينضم للصاوى فى دعم صباحى الفنان هشام سليم الا انه استبعد أن يقوم بدور حشد الناخبين أو أن يكون احد نشطاء الحملة مبررا هذا بأنه مازال الكثيرون يرون فى الفنان شخصية «غير محترمة»، على حد تعبيره، ولا يرون فيهم القدوة، وعبر عن هذا قائلا: أعلنت أننى أؤيد حمدين صباحى وأعتقد أن كثيرا من الفنانين اعلنوا تأييدهم لهذا الرجل لإحساسنا تجاهه بأنه رجل بسيط ومستقيم ويريد أن يفعل شيئا لهذا البلد، ولا اعتقد أن آراءنا كفنانين قد تؤثر على الناخبين ولذا سأكتفى فقط بالإدلاء بصوتى ولن أكون امام مقار اللجان لعمل دعاية لحمدين أو ما شابه هذه الافعال وان كنت مستعدا فى حال فوزه أن أشارك فى اللجان التى أعلن انه سينشئها للنهوض بالمجالات المختلفة، ومنها الفن والثقافة، ولدى مبررات كثيرة لعدم نزولى إلى تلك اللجان لدعم حمدين ففضلا عن المخالفات والرشاوى اعتقد وللأسف الشديد أن الكثيرين مازالوا يرون الفنانين شخصيات غير محترمة ولا يرون فيهم القدوة، خاصة فى ظل وجود فنانين يركبون الموجة وينافقون أى سلطة.
ومن مؤيدى صباحى ايضا نجد الفنان هشام عبدالحميد والذى قال: صوتى لحمدين صباحى بلا شك، ولدى استعداد كبير أن انزل يوم الانتخابات واساهم فى دعمه وحشد الناس حوله فهو يستحق، وسافعل هذا لاننى مواطن يعشق هذا البلد وليس فنان له جمهور.
وايضا الفنان صبرى فواز احد نشطاء حملة صباحى يقول: حمدين صباحى هو فرصتنا الوحيده كثوار للوصول إلى الرئاسة لتحقيق اهداف الثوره لأننا بشكل منطقى اذا ما قسمنا المرشحين إلى فلول واسلاميين وثوار، فحمدين صباحى اكبر المرشحين الثوريين فرصا لمنافسة باقى المرشحين ولابد أن نصطف خلفه.
وعن تأثير اعلان بعض الفنانين لحمدين أو غيره من المرشحين قال: «الفنانيون تأثيرهم على المرشح نابع من علاقة الفنان بالجمهور اصلا فهناك فنانون تشرف المرشح وآخرون عار على المرشحين وعلى كل مرشح أن ينتقى الفنانين الذين يساندونه أو يدعمونه.
والقائمة الخاصة بحمدين صباحى من الفنانين المؤيدين هى الاطول بلا منازع ومنها: «عمار الشريعى، صلاح السعدنى، نور الشريف، فاروق الفيشاوى، خالد صالح، ومحمود قابيل، سميرة عبدالعزيز، سامى مغاورى، اسعاد يونس، فتحى عبدالوهاب،سامح الصريطى، شيريهان، هانى سلامة،ومحمد العدل، خالد النبوى، عمرو سعد، سيمون، عمر عبدالعزيز، نبيل الحلفاوى.
كما حظى المرشح الرئاسى عبدالمنعم ابوالفتوح على بعض الدعم ايضا من اهل الفن فمن مؤيديه نجد المطرب حمزة نمرة والسيناريست بلال فضل والفنانة آثار الحكيم والفنان احمد عيد، والذى قال: صوتى لعبدالمنعم ابوالفتوح فيكفى اننى أصدقه وحينما يقول انه انفصل عن الاخوان فهو صادق وأراه الانسب للحكم فى هذا التوقيت وعليه ادعمه بكل قوة واسعى لحشد الناخبين حوله واسانده فى حملته الانتخابية ليس بوصفى فنانا ولكن كمواطن خاصة اننى لا استطيع أن اقول اننى وغيرى من الفنانين قادرون على التأثير على الرأى العام فكل مصرى لديه قناعاته ويعلم صوته لمن سيذهب ومن غير المعقول أن يغير رأيه عند باب اللجنة وان كنت عازما على النزول يوم الانتخابات وعدم الاكتفاء بالادلاء بصوتى بل سأقفا لدعم أبوالفتوح.
تأييد هزيل لمرسى.. ومؤيدو مبارك إلى شفيق
المرشح احمد شفيق لم يخرج خالى الوفاض من الفنانين فمن مؤيدينه نجد الفنان طلعت زكريا والذى وقال: أيدت احمد شفيق رغم اننى كنت من الممكن أن أعلن تأييدى لمن يقولون عنهم انهم مرشحى الثورة ولو على سبيل النفاق ولكن لاننى أرفض النفاق واحترم ما يمليه عليه ضميرى بأن أحمد شفيق هو الأنسب حتى ولو أن هذا الرأى لن يرضى الكثيرين عنه».
وأضاف زكريا: «أحمد شفيق رجل نظيف اليد ولو كان لديه أى خطأ اثناء وجوده فى الوزارة أو رئاسة الوزراء لكان الآن خلف القضبان، واحمد شفيق رد على كل التساؤلات التى طرحت عليه فى النيابة ومن الجمهور ومن أعدائه ويكفى انه رجل نجح فى عمله ومجال عمله مجال صعب ليس من اليسير فيه أن تصل إلى رتبة فريق ولم يكن يوما «رد سجون «كالذين يقولون انهم سجنوا لمواقفهم الوطنية».
ومن مؤيدى شفيق المتحمسين جدا نجد الملحن حلمى بكر والذى اعتبر أن اهم مميزاته انه لا يحاول اخافة الناس من عدم انتخابه سواء التخويف بالدين أو بثوره ثانية اذا لم ينجح وفى نفس الوقت قال إن احمد شفيق قادر أن يحكم الشعب لدرجة اخافة الشعب وإرهابه ليعود الامن والسيطرة على الامور وقال «أيدت احمد شفيق لأن كلامه غير مسبوق بكلمة «بخ» التى يخيفوننا بها، احمد شفيق يدفعنا للاطمئنان وليس للخوف كباقى المرشحين، احمد شفيق لا يقول انه سيحرق مصر اذا لم يفوز بالانتخابات ولا يخيفنا بالدين ولا يحاسبنا على ديننا من الخارج لأن التدين تدين داخلى وروحى قبل أن يكون ظاهريا.
وأضاف بكر: محتاجين احمد شفيق علشان ننام من المغرب ننام بدرى ونصحى بدرى لاننا لو لم نخف الفترة القادمة لن ننجز أى شىء ولن يعود الأمن والاستقرار!
وممن اعلنت حملة شفيق ايضا انهم من مؤيديه نجد الفنان يحيى الفخرانى، وداليا مصطفى، ومحمد صبحى، وهالة صدقى.
اما مرشح الاخوان محمد مرسى فهو صاحب النصيب الاقل من بين باقى المرشحين البارزين، ففى جولاته الانتخابية أو فى نشاطات حملته سانده وبقوه الممثل المعتزل وجدى العربى وظهر معه فى العديد من المؤتمرات واللقاءات وألقى العديد من الخطب الحماسية لتحفيز الناخبين، فى حين ظهر ايضا الممثل الكوميدى محمد شومان فى احد نشاطات الحملة والتى قامت بسلسلة بشرية لترويج لمرسى واستعانت بمحمد شومان فيها.
مطربو الميدان والصندوق وجها لوجه
فى ميدان التحرير وخلال أيام الثورة الثمانية عشر تنافس احمد سعد وحمزة نمرة على تمثيل الثورة واصبحا الصوتين الابرزين فى ساحة الثورة وكل منهما اثبت أن منافسته للآخر كانت نوعا من التوحد فى خدمة الثورة واهدافها وتسجيل اراء الثورة غنائيا الا أن الانتخابات الرئاسية صنعت نوعا من المنافسة الحقيقية بين احمد سعد الذى اصبح صوت حملة حمدين صباحى بينما كان حمزة نمرة احد فرسان حملة عبدالمنعم ابوالفتوح واحيا مهرجانه الفنى الذى حضره عدد من نجوم الفن.
وما بين حمدين وابوالفتوح انقسم عدد كبير من الفنانيين ولكن تبقى مساهمة احمد سعد وحمزة نمرة الابرز ومن جانبه اكد حمزة نمرة فى تصريحات تليفزيونية منذ اسابيع عن اقتناعه بالدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح واكد ذلك بقوله: «أبوالفتوح هو المرشح الوحيد الذى يحظى بإجماع من كل القوى السياسية والتيارات المختلفة وارى أن مصر فى اشد الاحتياج لرئيس تجتمع حوله القوى السياسية لذا ارى أن ابوالفتوح هو رجل المرحلة وهو الانسب لمصر ولذلك أؤكد دعمى له».
فى حين أن احمد سعد عبر عن تأييده لحمدين صباحى بأغنية واحد مننا والتى تعتبر الاغنية الرسمية لحملة حمدين صباحى.
الشائعات تخرج البعض عن الصمت
فى وسط حالة التاييد والاستقطاب ظهرت بعض الشائعات من قبل بعض المرشحين وحملاتهم عن تأييد النجوم، فمثلا اعلنت حملة احمد شفيق عن تأييد النجم عادل امام ولكنه سرعان ما ظهر بنفسه بعد اختفاء سياسى طويل وبادرهم بالتكذيب وصرح بأن هذا التأييد غير صحيح، ثم اعلن البعض تأييد خالد صالح لعبدالمنعم ابوالفتوح فاضطر صالح للإعلان عن تأييده لحمدين ونفى هذه الشائعة تماما واتهم شخصا ينتحل صفته على موقع التواصل الاجتماعى تويتر بترويج هذه الشائعات وعبر صالح عن استيائه الشديد من مثل هذه الشائعات خاصة أن هذا المنتحل واظب على اعلان تأييد صالح لابوالفتوح أو محمد مرسى مع بعض التجريح فى باقى المرشحين
.