أمي
لقت في ورقها اللي كانت بتشيله وهي عندها 14 سنة جرنال "مصر الفتاة: لسان
الاشتراكية" السعر 15 مليما، عدد الاحد 9 ديسمبر 1951 مقال لسيد قطب،
عنوانه أيها البشوات لا تتمسحوا بالإسلام
امي
اصلها كانت بسم الله ما شاء الله نبيهة ومتسأفة وعاملة كراسة وهي 14 سنة
كاتبها فيها: دوسيه يجمع الحالة السياسية وتطوراتها في عهد النحاس باشا.
حصوة في عين اللي ما يصلي ع النبي.. ده انا في السن ده كنت باجمع شرايط
حميد الشاعري
مهدى إلى كل من يترحموا على ما قبل الثورة:
أيها البشوات: لا تتمسحوا بالإسلام
بقلم: سيد قطب
وقف
سعادة عبد السلام الشاذلي في مجلس الشيوخ يخوف من صراع الطبقات، ويحذر ممن
يطلبون العدالة الاجتماعية للكادحين. ولم يشأ "الباشا" أن يحتمي بالقوانين
الحاضرة الموضوعة لحماية تلك الأوضاع الاجتماعية التي تحول ملايين
الكادحين إلى حطام آدمي جائع مريض جاهل، كي يستطيع عشرات من السادة أن
يستمتعوا ويفجروا ويسكروا ويعيشوا عيشة المهراجات!
لم
يشأ سعادته أن يحتمي بهذه القوانين.. وفيها الكفاية فوق الكفاية.. إنما
أراد أن يتمسح بالإسلام، وأن يلبس الأوضاع الحاضرة مسوح الإسلام! فأي إسلام
هذا الذي يحمي للباشا أوضاعه الاجتماعية التي تحول الملايين من الكادحين
حطاما آدميا وفتاتا؟
أي إسلام هذا الذي يسمح بالترف والفجور والميسر والفاحشة والربا والاستغلال والفساد؟
أي إسلام هذا الذي يبيح استنزاف دماء الفلاحين والعمال لتقطيرها رحيقا في كؤوس السكارى، وتجميدها يواقيت في نحور الغواني؟
إن
الإسلام ليصرخ في وجه الإقطاع الفاجر ووجه الرأسمالية الظالمة وإن الإسلام
ليلعن تلك الأوضاع التي تفرق الناس: أقلية مستغلة تملك كل شيء، وغالبية
محرومة لا تملك شيئا.
إن
الإسلام يقر التفاوت بين الناس. لكن أي تفاوت؟ إنه التفاوت القائم على
الامتياز في الجهد والامتياز في العمل والامتياز في المشقة. أما
الأوضاع التي يدافع عنها سعادة الباشا، فهي الأوضاع التي تحرم الكادحين
وتعطي القاعدين .. ولو حكم الإسلام في الأمر لوزع الأرزاق على هذا الأساس
الذي لا يعترف الإسلام بأي قاعدة سواه! (اوبااااااا سيد قطب بيتكلم عن ديكتاتورية البروليتاريا)
[right]وما
لكم أنتم وما للإسلام يا سيدي؟ ما الذي تعرفونه من الإسلام وما الذي
تنفذونه؟ وأي شيء في هذا المجتمع الذي نعيش فيه يمت إلى الإسلام بصلة من
قريب أو بعيد؟
ألا تتذكرون الإسلام يا سيدي إلا حين تفترون عليه بالباطل؟ ألا تعرفون الإسلام إلا حين تتمسحون به لتلتمسوا عنده النجاة؟
إن
الإسلام حركة تحريرية كبرى، لا تطيق ظالما ولا هضما، ولقد اكتسح في طريقه
يوم جاء أوضاعا كأوضاعكم، وتقاليد كتقاليدكم، ومجتمعات كمجتمعاتكم، وأقام
في مكانها مجتمعا عادلا فاضلا، لا يتعامل بالربا، ولا يسمح بالاحتكار. ولا
يظلم الكادحين ولا يمالئ المستغلين. ولا يقاوم شيئا كما يقاوم الترف. ولا
يحطم شيئا كما يحطم الاستبداد. ولا يقدس أحدا كما يقدس العامل، ولا يحترم
شيئا كما يحترم العمل.
إن
الإسلام يا سيدي هو الذي يقول: "وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها
ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا." والإسلام يا سيدي هو الذي
يقول: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء
والمنكر والبغي. والإسلام يا سيدي هو الذي يبيح للدولة أن تأخذ من الأغنياء فضول أموالهم فتردها على الفقراء.
وهو
الذي يمنح العامل نصف الغلة. وهو الذي يعطي الدولة الحق في أن تأخذ من
أموال الأغنياء كل ما متحتاج إليه - بلا قيد أو شرط - لنفقات الدفاع ورواتب
الجند في فترات الجهاد - وها نحن أولا، في خضم الجهاد! هذا هو الاإسلام -
فأين أنتم من الإسلام؟
والإسلام
يا سيدي هو الذي يقول: "لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من
حاد الله ورسوله، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم." وهو
الذي يقول: "إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من
دياركم، وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم منكم فأولئك هم
الظالمون"
وها نحن أولا: نواجه أعداءنا وأعداء الإسلام وأعداء كل دين من الأديان. فمن
الذي يواد هؤلاء الأعداء؟ من الذي يلعب معهم البولو والبريدج؟ من الذي
يجلس إليهم في النوادي والمجتمعات؟ من الذي يعقد معهم المعاهدات والصفقات؟
من الذي يمدهم بالمؤمن والخدمات؟
(ايه ده برضه؟ وبيدوهم غاز؟)
إنه
ليس الشعب يا سيدي. إنهم ليسوا الكادحين الفقراء. إنما هم أنتم، أنتم
الباشوات العظام! أنتم الذين تتهمون الفدائيين بأنهم قطاع الطريق، وتتهمون
المدافعين عن الكادحين بأنهم يثيرون الفتنة!
نحن
لا نريد الفتنة يا سيدي. إنما نريد تقوية الجبهة الداخلية نريد أن يشعر
الذين يموتون في ميادين الجهاد أن لهم في هذا الوطن شيئا، أن هذا الوطن
يعترف بوجودهم. أن لهم أو لأهاليهم شيئا من الضمانات.
نحن نريد أن نطفئ الأحقاد التي يثيرها الترف في نفوس المحرومين. وأن نمسح الضغائن التي يثيرها الغبن في نفوس المغبونين.
نحن
نريد أن ينصرف الجميع إلى كفاح العدو الواحد الذي تسبغون عليه حمايتكم،
وتدفعون عنه الفدائيين الذين يضحون بدمائهم بينما أنتم تضنون بالأموال،
وتتشدقون بالأقوال!
نحن نريد أن نطهركم من الآثام، ونطهركم من الأدران. نطهركم على طريقة الإسلام الذي يقول: خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها. أما أنتم فتريدون الكفاح فرصة للسكوت عن آثامكم وتريدون الإسلام ستارا لأوضاعكم.
يا
سعادة الشاذلي باشا .. يا باشوات مصر جميعا .. مكانكم! لا تتمسحوا
بالإسلام. فالإسلام يمسي ويصبح وهو يصرخ في وجوهكم، ووجوه الأوضاع.
سيد قطب.
-------------
انتهى المقال
تعليقي على المقال:
قلبي قلبي قلبي...
أولا:
أشكر
أمي وابوس ايديها ورجليها، لانها هي اللي قعدت تنضف الصناديق وانا ما
ساعدتهاش، قالت لي المقال على المكتب روحي اقريه وانا قعدت اغلس عليها، رحت
اخدت المقال بتسألني رديت عليها برخامة... مش متربية أنا مش متربية خالص
يعني واصلا ولا كنت احلم ان يبقى لي ام زي دي اساسا عشان اتآلط عليها كده..
بس هو كده، ربنا خلق الامهات عشان يكفر سيئاتهم اول باول، وربنا ما
يحرمنيش منها ابدا ويديمها عليا نعمة
ثانيا:
يلاحظ
أن الشهيد سيد قطب بيتكلم عن الأوضاع سنة 51 كأنها دلوقت، في كل حاجة،
الظلم الاجتماعي، السرقة، العمالة للاحتلال، التمسح بالاسلام، الفساد، كله
كله كله، بالسنتي والمللي والتنتوفة
والمقال
قبل الثورة بتمن شهور.. ومن العيب وقلة الادب انكار ان مفكرين زي سيد قطب
هم اللي عبدوا الطريق بأفكارهم لقيام الثورة، ثم قامت الثورة ونفذت كتير من
اللي مكتوب في المقال ثم عدنا من حيث بدأنا عدنا من حيث بدأنا
ثالثا:
أسلوب كتابة سيد قطب في الصحف يختلف عن أسلوبه في الكتب، يعني اسلوبه كاجوال اكتر وفيه لجوء للعامية في بعض الاحيان
رابعا:
برج
الميزان زيي وشرشوح بقى والظاهر سمع كلام الباشا اصابته لوثة من اللي
بتصيبني بقى مش عارف يشتمه يقول له ايه.. كان ناقص يقول له روح لم امك من
الكلوبات
خامسا:
ده في عهد النحاس باشا... فترة حكم حزب الوفد اللي طالع لنا في المقدر جديد.. والنبي لك بلاوي يا حزب الوفد
سادسا:
يذكر
أن الاخوان المسلمين بيستخدموا كلمة "الشهيد سيد قطب" ولو الشهيد سيد قطب
عايش وشاف برنامجهم الانتخابي وافكارهم الاقتصادية كان مات بالسكتة
القلبية، فين افكار الاخوان دلوقت من الافكار دي؟ ما هو يا يسيبوا سيد قطب
في حاله، يا اما يسمعوا كلامه
سابعا:
يذكر
أن الرئيس عبد الناصر اللي المفروض انه مؤمن بكل حرف مكتوب في المقال ده
هو اللي اعدم سيد قطب، ازاي ما اعرفش... يعني تخيل مثلا البرادعي بعد ما
يبقى رئيس يعدم ابراهيم عيسى
ثامنا:
يذكر أن الفدائيين كان اسمهم قطاع طرق زي ما اسمهم ارهابيين دلوقت
تاسعا:
يذكر
ان سيد قطب لا يذكر بخير في ام البلد دي اللي ما بيطمرش فيها خير ابدا
وبتحب سعد زغلول والنحاس والخديوي اللي قتل 120 الف في حفر قناة السويس
وبتكره سيد قطب وبتقول عليه تكفيري مع انه ما كلش حاجة ولا شرب عليها مية،
ولا بقى وزير ولا غفير واتجازى بالاعدام ثم بالسب واللعن والشتم ومسح فيه
كل مصايب الكون
عاشرا:
يذكر
ان مافيش امل على فكرة... وان اسم الشاذلي ده واضح انه اسم نحس، واذا كان
واحد زي ده اخد جزاء سنمار من البلد دي يبقى غطيني يا صفية
حادي عشر:
دي صورة المقال عشان انا عارفة ان الناس مش حتصدق ان سيد قطب هو اللي كاتب الكلام ده، امي اللي واخدة السكان وباعتاهولي بالميل
اجره عند الله... مش عند البشر
[right]ثاني عشر:
يذكر أن تعليق امي: كتبنا وما كتبنا ويا خسارة ما كتبنا كتبنا ميت مكتوب لهلق ما جاوبنا
رابع عشر: