[rtl]لم تكن زيارة أمير دويلة قطر تميم بن حمد، للكويت، مؤخرا، سوى محاولة حثيثة لإنقاذ حكمه بعد أن فاض الكيل بدول الخليج ومعظم الدول العربية، من ممارسة الدوحة وارتكابها كل الموبقات فى حق جيرانها وأشقائها، سواء بتمويل جماعات وتنظيمات إرهابية، بالمال والسلاح لإثارة الفوضى، أو بدعم أعداء الأمة ورغم الزيارة التى أثارت الجدل، فإن وسائل الإعلام الخليجية، وعلى لسان مصادر سياسية قوية، أكدت أن الزيارة فشلت فشلا ذريعا فى تحقيق أهدافها، بتدخل الكويت للوساطة وعقد المصالحة بين دول الخليج وقطر، وأن الدوحة أمام خيار صعب، إما مراجعة شاملة وإعادة تصويب لسياستها، وإما التشبث بخندق موالاة إيران وتمويل ودعم الجماعات والتنظيمات الإرهابية ودعم منابر إعلامية ناطقة بالعربية والإنجليزية لإثارة الفتن فى دول الخليج ومصر وليبيا وتونس، وتشكيل شبكة لجان إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى لإشعال نار الفتن والتشكيك، وهى السياسات التى ترفضها دول الخليج ومصر وأمريكا والغرب جميعا.وبدأت الصحف الخليجية، تتحدث عن انقلاب سادس وشيك فى قطر، وعززت ما نشرته بمعلومات مؤكدة عن وجود مخطط يتم الترتيب له، وفقا لثلاثة سيناريوهات خطيرة السيناريو الأول: ارتفاع حدة تهديدات أسرة أحمد بن على، المنتسبة لأول حاكم للإمارة عقب الاستقلال عن الاحتلال البريطانى عام 1971، وتسعى حاليا للانتقام واستعادة الحكم القطرى، باعتبارها صاحبة الحق الأصلى والشرعى فى الحكم، لذلك سارعت الأسرة بإصدار بيان تعتذر فيه للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات عن سياسات «تميم»، فى إشارة تحمل دلالات جوهرية على تحركات قوية للأسرة نحو استعادة الحكم القطرى، ووضع حد لأسرة خليفة التى اختطفت الحكم.أسرة أحمد بن على، استثمرت بشكل جيد الأزمات الخطيرة التى أحدثها «تميم» طوال السنوات الأربع الماضية، والتى اكتسب خلالها، خصومة داخلية كبيرة، وانشقاقا خارجيا مع الأشقاء، وتودد للأعداء.السيناريو الثانى: وهو الأخطر، حيث انطلقت من داخل القصر الأميرى ذاته تهديدات لتميم، يقودها والده حمد بن خليفة آل ثانى، ونجله مشعل، الذى أبعدته «موزة» عن المشهد لصالح ابنها تميم، ويرتب «حمد» بقوة للانتقام لنفسه وإعادة هيبته التى أسقطها ابنه «تميم»، مستغلا أيضا موقف أسرة آل ثانى- حكام قطر الأصليون- التى تبرأت من الرسوم المسيئة للمملكة العربية السعودية التى بثتها قناة الجزيرة، ووجهت العائلة اعتذارها فى بيان رسمى بعثوا به للملك سلمان بن عبدالعزيز وللشعب السعودى، مؤكدة أن رفض العائلة لسياسات تميم لم يعد قابلا للكتمان أو التخطى، وأنهم يعلنون التبرؤ من تلك السياسات قبل أن تغرق المركب بالعائلة.بيان اعتذار أسرة آل ثانى للملك سلمان والشعب السعودى، يعكس بقوة مدى عمق الانشقاق العائلى الذى دب فى شرايين الأسرة الحاكمة القطرية، وبدأ الحديث ينتقل من خلف الكواليس إلى العلن وفى بيانات رسمية، وكاشفة عن أن الكيل قد فاض بها من سياسات تميم، وأن قطر قد تكون مقبلة على انقلاب جديد فى الحكم يعيد الدولة إلى الأسرة الأصلية الحاكمة.السيناريو الثالث: ما فجره المعارض القطرى البارز الشيخ سعود بن ناصر آل ثانى، خلال الساعات القليلة الماضية من مفاجأة تلقيه دعوة من الشيخ جوعان بن حمد بن خليفة آل ثانى «شقيق أمير قطر»، ومن عزمى بشارة، مستشار الديوان الأميرى القطرى وعضو الكنيست الإسرائيلى السابق، لزيارة الدوحة- أمس الجمعة- فى طائرة خاصة يمتلكها الإسرائيلى عزمى بشارة، طباخ السم السياسى فى مطبخ القصر الأميرى، والمتهم الأول لما آلت إليه الأوضاع فى قطر حاليا الشيخ سعود بن ناصر آل ثان فى تصريحات له لـ«الامة» ، كشف أن زيارته للدوحة محاولة حقيقية للوصول إلى صيغة توافقية للخروج من الأزمة الراهنة التى توترت فيها العلاقة القطرية مع أشقائها إلى درجةلم تصل إليها منذ استقلال الدوحة عام 1971.الشيخ سعود بن ناصر حمل فى جعبته وهو فى طريقه للدوحة، أربعة محاور رئيسية كشروط للخروج من الأزمة الراهنة، المحور الأول، تقدم الجانب القطرى باعتذار رسمى لكل من السعودية والإمارات والبحرين، والمحور الثانى، إيقاف عمليات المكتب الإعلامى التابع للمكتب التنفيذى للشيخة موزة المسند، والثالث، تجميد التحالف بين قطر وإيران، والمحور الرابع، توقف المكتب التنفيذى عن دعم العمليات الإرهابية فى مصر وليبيا وشمال أفريقيا والسودان، وطرد كل العناصر المتطرفة التى تحتضنها قطر على أراضيها وتمنحهم الحماية تحت مسميات مختلفة.ولفت آل ثانى إلى أنه لا يمثل نفسه فى الاجتماع للخروج من الوضع الراهن والخطير الذى زج بالبلاد فيه «تميم»، وإنما يمثل كل المعارضة القطرية، من شيوخ وشخصيات بارزة ومؤثرة، وأنه فى حالة الموافقة على المحاور الأربعة، سيتم توقيع مذكرة تفاهم مع الحكومة القطرية، لإنشاء مؤسسة أحمد بن على للتنمية بهدف تدشين ثلاثة مشاريع، «عربون مصالحة» مع الأشقاء، وهى إنشاء مستشفى وجامع بالدوحة يحمل اسم الملك سلمان، ومركز للأعمال الخيرية فى الدوحة أيضا يحمل اسم «محمد بن سلمان»، ومجمع ثقافى فى الريان يحمل اسم «محمد بن زايد».المعارض القطرى البارز، كشف عن الأسباب التى دفعته لقبول الحضور للدوحة والاجتماع مع القيادات القطرية، وهو استشعاره الخطر الذى تتعرض له بلاده، وأن نيران السقوط والتشرذم والفرقة بدأت تشتعل بقوة فى الدوحة، وسيدفع ثمنها الشعب القطرى من حياته وأمنه واستقراره.هذه السيناريوهات الثلاث تكشف الوضع القطرى الداخلى الراهن، ومدى الارتباك الشديد الذى يسيطر على القصر الأميرى، وحالة الرعب التى تعيشها «موزة» للدرجة التى تطلب من عزمى بشارة استدعاء أبرز المعارضين لنظام ابنها «تميم» وهو الشيخ سعود بن ناصر، للحضور إلى الدوحة والاجتماع به للتدخل وإنقاذ حكم ابنها!![/rtl]
[rtl]وعلى الباغى تدور الدوائر...!!![/rtl]