الدول الكبرى في الشرق الاوسط اربع: تركيا، إيران، مصر، وإسرائيل، ولكل واحدة من هذه الدول دورها في الصراع الدائر في المنطقة والحرب المعلنة بينها، وهذا الصراع المحموم هو لا شك للبقاء الامني والسياسي والاقتصادي، وتحصيل حصة من الكيكة الاميركية، وهي إذ تتبادل شتى أنواع التهديدات فبهدف أن يرضخ بعضها لمطالب بعض، ومثالنا على ذلك ايران وتركيا، حيث وضحت النوايا الاميركية إزاءهما من خلال سعيها بقوة إلى انشاء دولة الاكراد في الشمال وجمع شتاتهم في الدولتين، مع اضافة سوريا، اي انهاء ما يسمى بأكراد ايران وتركيا وسوريا وإدخالهم في دولة الاكراد الجديدة التي قد يصل تعداد سكانها الى ثلاثة ملايين نسمة فأكثر في العالم. ومؤشرات انشاء هذه الدولة منفصلة عن الحكم المركزي في بغداد باتت حقيقة، حيث إن التقسيم الى ثلاث دول حاصل لا شك في المستقبل! ومن المؤشرات الاخرى الدالة على ذلك الاستقبال الاميركي لمسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان، والكلام على دولة للاكراد، وهو ما اغضب نظام الحكم في بغداد، فضلاً عن أن زيارته للكويت في هذه الايام دلالة على الامر الاميركي الموجه الى الكويت بالعناية بهم عبر الدعم المادي أو المعنوي أو السياسي. هذا عدا ما يدور من لغط الآن حول العلم العراقي وازالة كلمة «الله اكبر» منه او تغيير كتابتها واستبدال اللغة الكردية باللغة العربية في كل مناحي الحياة في الاقليم الكردي! ويرفض الاكراد الانسحاب الاميركي من العراق في الوقت الراهن.
يبقى الامر الاهم هو الخوف الايراني ـ التركي ـ السوري من إنشاء اميركا دولة للاكراد ـ كما ذكرت ـ حيث سترد مناطق الاكراد الشيعة والترك، وهذا هو الذي جعل الاثنتين وثالثتهما سوريا تتعاون في الضغط على اميركا لثنيها عن اتمام هذا المشروع من خلال الورقة الرابحة التي في ايدي تلك الدول في الوقت الراهن، اي منظمة «حماس» التي اصبح مسؤولها السياسي خالد مشعل مقدما في الدول الثلاث فيُستقبل استقبال الزعماء والساسة الكبار، حيث ان هذه الورقة تؤذي اسرائيل وتقلق امنها، وهذا ما لا تريده اميركا، فكان استقبال مشعل في ايران وضغط رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في مؤتمر دافوس لإدانة اسرائيل، مع ان علاقات تركيا بالكيان الاسرائيلي قديمة ومتنوعة، تبدأ بالتمثيل الدبلوماسي والتعاون العسكري والسياحة البينية وتنتهي بالجانب الاقتصادي. الله المستعان.