الدراما المصرية الآن ترصد بشكل حقيقى وفعال ما يحدث فى شرائح المجتمع المصرى من تغير ملحوظ فى العلاقات الإنسانية، والاشتباكات اليومية فى حياة المواطن البسيط، بعيدا عن مجتمع رجال الأعمال والشخصيات المرفهة، رغم ما يملأ حياتهم من مشاكل تخص هذه الفئة فقط دون غيرها، والأعمال التليفزيونية تطرح ازدواجية هذه التغيرات، وقد تجد نفسك جزءا منها حين يصادفك الحظ وتشاهد أحد هذه الأعمال، فالشكل الدرامتيكى للعمل التليفزيونى يجبر المؤلف والممثل الغوص فى تفاصيل كثيرة مؤلمة.
حول هذه الحالة من الكآبة والمشاكل التى تطرحها الأعمال الدرامية الآن ومنذ فترة كان حديث الناقدة ماجدة موريس لليوم السابع، ترى أنه ما دام المجتمع مصاباً بأزمات ومشاكل لا يمكننا أن نطالب المؤلفين بالانفصال عن عالمنا، لأنهم جزء لا يتجزأ منه مما يجعلهم مرآة لهذا المجتمع، وبعد نظرة سريعة لمجتمعنا تجد المواطن المصرى "يشقى" طوال النهار ليوفر ثمن الطعام له ولأولاده، فالآن لم تعد تجد من يخرج مع أسرته لقضاء اليوم فى الحدائق والمتنزهات، ولم تعد تجد من يتمتع بوقت فراغه، فكيف نطالب المؤلفين وسط هذا الإرهاق النفسى بكتابة مسلسلات كوميدية صريحة.
وأوضحت موريس، أن اختفاء المسلسلات التى تتحدث عن الطبقات الراقية مثل مسلسل "هوانم جاردن سيتى" نابع من تبلور هذه الطبقات واختلافها عن الماضى من حيث حجم الرفاهية وأشكالها، إضافة إلى عدم تواصل المؤلفين مع هذه الطبقات بشكل كاف يجعلهم قادرين على الكتابة عنها.
وأكدت موريس، أن الأمل فى الكوميديا الدرامية يكمن فى مسلسلات الست كوم، وذلك من خلال رعاية حقيقية لهذه النوعية التى استطاعت أن تقدم تقييم جيد للأحداث الجادة فى قالب كوميدى، كما يجب أن يراعى كتابة أكثر من مؤلف للعمل الواحد كما هو الحال فى الدراما الأمريكية حتى يُخرج كل كاتب أفضل ما عنده فى العمل الواحد.
أنهت موريس حديثها مشيرة إلى أن العمل الفنى يأتى بالاختيار الجيد والمتأنى، مع مراعاة أن يتزامن العمل مع الحدث، وأن نحدد الهدف المرجو من العمل قبل البدء فيه.
يتم الآن تصوير عدة أعمال درامية ترصد واقع المجتمعات الشعبية مثل مسلسل "الباطنية"، وتدور أحداثه حول تاجر مخدرات فى حى الباطنية، متزوج من ثلاث سيدات ومعروف بأنه رجل صالح ومتدين، بالإضافة إلى مسلسل "حجر الرحايا"، ويتناول العديد من المشاكل الاجتماعية التى يتعرض لها أهل الصعيد حاليا، ثم مسلسل "العلواية"، وتدور أحداثه حول شخص يقوم بقيادة أهالى جزيرته فى صعيد مصر، ويواجهون العديد من المشاكل والصراعات