"مذكرات فتاة فى الغربة" لكاتبة عمرها 16 عاماالخميس، 12 فبراير 2009 - 15:09
كتاب للكاتبة الصغيرة ريم جهاد
عن دار "أكتب" للنشر والتوزيع، صدر مؤخراً كتاب "مذكرات فتاة فى الغربة"، وهو الكتاب الأول للكاتبة "الصغيرة" ريم جهاد، وهو عبارة عن مذكرات يومية لفتاة مصرية تعيش فى آيرلندا اسمها حنان.
يناقش الكتاب تجربة اغتراب المصريات فى الدول الأوروبية، خصوصاً فى سن المراهقة، وكيفية تعاملهن وتقبلهن لثقافات أخرى وعادات وتقاليد مختلفة تماماً، ففترة المراهقة من أصعب الفترات فى حياة الإنسان، لأنه يرسم فيها ملامحه الأساسية، فما بالك و هو يعيش فى بلد آخر مختلف تمام الاختلاف؟ حينها يمثل بيته فقط الوطن والأهل والدين. يناقش الكتاب أيضاً قضية الحجاب ونظرة المجتمع الغربى له و تكيف البطله معه. الكتاب تجربة صادقة، فظروف حنان هى نفس ظروف ريم جهاد الكاتبة والتى لا يتعدى عمرها 16 عاماً وتدرس الثانوية العامة الإنجليزية.
تقول ريم جهاد عن تجربتها : "هى تجربة جميلة جداً رغم كل شيء، وهى ليست تجربتى وحدى كما ظننت سابقاً، مع الوقت وجدت أن معظم الفتيات العربيات يواجهن نفس المشاكل تقريباً.. الحجاب: كل منا اختارته لنفسها حباً فيه و ايماناً به، و بالرغم من محاولات الجميع منعنا من ارتدائه، علماً بأنه سيسبب الكثير من المشاكل، الا أننا لسبب ما لم نستمع إليهم.
قد تكون ثورة سن المراهقة تلك، أو قد تكون حيرة انتماء فنرتدى الحجاب ليكون لنا أرضاً صلبة نعرف فيها انتماءنا، أو قد يكون ببساطة أنه يشعرنا بالأمان حتى و إن هاجمنا الناس بسببه.. و هذا فى حد ذاته تحدى، ليس لنا وحدنا ولكن للأهل أيضاً، فلولا أنهم ربونا منذ أن أتينا إلى هذا البلد على ديننا وأصولنا ما كانت أى فتاة فينا وصلت إلى أنها تريد أن ترتدى الحجاب، فالتحدى الأكبر أمام الأهل، فنحن فى المدرسة نتعرض لكلام عن ديانات مختلفة وفى سن صغيرة كالابتدائى كنا نعود للمنزل نردد كلاما نستفسر عنه.. نحن نرى ما يلبسه الفتيات من حولنا، وأننا الوحيدات اللاتى لا يفعلن هذا.. نرى علاقات اجتماعية مختلفة.. نحن نرى لغة مختلفة، عادات مختلفة، أعيادا مختلفة، و قد يطول الكلام هنا عن كثرة المواقف التى قابلناها و التى احتاجت فعلاً إلى توجيه واحتواء.. خصوصاً فى سن المراهقة لأنها مرحلة حساسة بطبعها يبحث فيها الإنسان عن هويته ومبادئه وتتكون أولى ملامح شخصيته فيها.. فرسخ فينا آباؤنا ديننا و عاداتنا ووطننا، وفى نفس الوقت علمونا كيف احترم الآخر رغم اختلافه.. وأتعامل معه بإيجابية فلا تهتز عقائدى أو تقاليدى".
وبسؤالها عن سبب اختيارها للكتابة باللغة العربية بالرغم من اتقانها التام للغة الإنجليزية، قالت "أكتب بالإنجليزية، واشتركت فى عدة مسابقات هنا فى آيرلندا.. و لكنى لا أجد ريم حينما أكتب بالإنجليزية.. ربما لغتى العربية لاتزال تحتاج إلى الكثير من التطوير والإثراء وأن الكتابة بالانجليزية أسهل نوعاً ما، و لكنها لا تشبهني".