رأيتُ في هذه الأرض شروق الشمس، وصليتُ فيها، وزرتُ الماسادا. (أورشليم) لن تسقط مرة أخري، ستقفُ أمريكا الي جواركم تصفيق حار. بعد ستين عاما شادتْ اسرائيل صروحا عديدة، وأسستم في (أرض الميعاد) أرض ابراهيم ويعقوب مجتمعا معاصرا.. سيبقي قويا أيضا بالتضامن مع أمريكا تصفيق حار .. كلُّ الذين يقترحون تحديد العلاقات مع أمريكا فاشلون، أنتم أقوياء وستظلُّ أمريكا الي جانبكم .. تصفيق حار. لا يمكن أن تُجبر الدولُ علي التفاوض مع الارهابيين والقتلة، ان معركتنا مع الارهاب معركة أيديولوجية، يجب أن نقف ضد الذين ينشرون الكراهية، سوف نعزلهم، نقف معكم في مواجهة الخطر النووي الايراني . تصفيق حار.
بهذه الكلمات دشّن الرئيس جورج بوش يوم 15/5/2008م حفل اعتماده سفيرا فوق العادة لاسرائيل، بعد ستة أشهر من الآن!
اذن جاء بوش الي اسرائيل، وهو لا يحمل في جعبته غير اسرائيل، مستقبله القادم، بعد أن يُغادر البيت الأبيض.
وللحقيقة فان الرئيس بوش كان يُعبّر بصدق عن السياسة الأمريكية نحو اسرائيل، لكي يُظهر لقادة اسرائيل بأن اخلاصه لها لا ينبع من جنسيته الأمريكية فقط، ولا من عقيدته، بل منه كرجل وفيٍّ لمبادئ اسرائيل التي تتمثل في الحرية والعدالة، والتزامها بالسلام، فهي دولة الكفاءات والمواهب والزعماء كما جاء علي لسانه.
فلم يذكر الرئيس بوش سطرا واحدا عن المعذبين في الأرض الفلسطينيين الذين يحيطون به من كل جانب ويسمعون صوته وهم في بيوتهم، لأنه بصراحة لم يكن يري أحدا منهم، فهو لا يري الا اسرائيل، واسرائيل فقط، حتي وان واصل ادعاءه بأنه يسعي لتحقيق السلام مع الفلسطينيين.
ومن الواضح بأن الرئيس بوش يحمل في زياراته لاسرائيل عقيدته المسيحية الصهيونية والتي تنصُّ علي أن دعم اسرائيل ليس حدثا سياسيا، بل انه واجبٌ ديني يتقرب به المؤمن الي الله، ويقود الي الجنة كذلك.
من المعروف أن مؤسسي أمريكا الأوائل كانوا يسمون أمريكا (أورشليم الجديدة) وقد أشار الرئيس بوش الي توافق التسميات بين البلدان في أمريكا ومثيلاتها في فلسطين، وذكر مدينة بيت لحم في أمريكا علي غرار مثيلتها في فلسطين.
لم يتحفّظ الرئيس بوش أبدا في اعلان انتماءاته، بل نثرها في خطبته المدروسة ليُثبتَ لقادة اسرائيل اخلاصه، واختلافه حتي عن الرؤساء الأمريكيين السابقين، بعد أن أشار الي كارتر الذي أخلّ بانتمائه وفاوض الارهابيين!
وأخيرا: متي سيكفُّ كثيرٌ من الزعماء العرب، علي لوم أمريكا بأنها ليست عادلة ومنصفة لحقوقنا العربية؟
ومتي سيتوقف المحللون السياسيون العرب ممن يُطالبون أمريكا صباح مساء، في كل وسائل الاعلام بأن تضغط علي اسرائيل، وتلزمها بحلّ عادلٍ ومنصف يضمن للمظلومين حقوقهم العادلة والمشروعة؟
ومتي سيتوقف المفاوضون الفلسطينيون عن مطالبة أمريكا بأن تُرسل جرافاتها الي المستوطنات الاسرائيلية لهدمها، ثم تبني للفلسطينيين بيوتا فوقها؟
ألا يعلم هؤلاء بأن أمريكا بنتْ امبراطوريتها بمستوطنات علي غرار المستوطنات الاسرائيلية، وأن مطالبتنا بتفكيك الاستيطان، قد يقود الهنود الحمر الي مطالبة أمريكا نفسها بتفكيك مستوطناتها؟
هل يُعقل بأن معظم السياسيين والمحللين العرب لا يعرفون الحقائق السابقة عن أمريكا، أم أنهم يعرفون ويتجاهلون الحقيقة، أم أنهم يعرفون ولا يعرفون أقرب الطرق لنيل الحقوق؟