قرأت باهتمام وإعجاب مقال الأستاذ مجدى الجلاد بعنوان «الخبراء المغضوب عليهم» فى الصفحة الأخيرة من «المصرى اليوم» يوم الأحد ١ فبراير الذى تحدث فيه عن تداعيات الأزمة المالية العالمية، وضرورة اعتراف الحكومة للشعب بأن الاقتصاد المصرى سيواجه مخاطر غير عادية ومؤلمة، وشكك ـ وله كل الحق ـ فى مقدرة الحكومة وحدها على تنفيذ برنامج الرئيس الانتخابى، وطالبها بالاستعانة بخبراء مصريين اعترف بهم العالم وشرفت بأفكارهم منظمات وهيئات دولية.
وأنا أتفق معه تماماً على أسماء الاقتصاديين الذين ذكرهم كأمثلة لهذه الخبرات النادرة والذين كان لهم صولات وجولات فى المؤسسات الدولية، والتى أكسبتهم كل احترام وتقدير وليسمح لى الأستاذ الجلاد بأن أرسل له عتاباً رقيقاً لتجاهله الإسكندرية ورموزها الاقتصادية، وأن أضيف إلى قائمته المحترمة اسمين ساطعين:
الأول، الأستاذ الدكتور محمد صالح الحناوى، الأستاذ الحالى للاستثمار والتمويل بجامعة الإسكندرية، والذى شغل منصب «كبير الاقتصاديين» بالبنك الدولى للدول الإسلامية (البنك الإسلامى للتنمية) لسنوات عدة، قام خلالها بدراسات متعمقة عن اقتصاديات الدول الأعضاء فى البنك، والتى تعتبر من المراجع المهمة فى هذا الشأن بالإضافة إلى مبادراته غير المسبوقة فى موضوع تعبئة الموارد المالية لمساعدة الدول الأعضاء فى حل مشاكلها الاقتصادية المزمنة.
والثانى م. شريف دلاور، الذى عمل خبيراً فى الأمم المتحدة لعدة سنوات، وهو المعروف بكتاباته المتقدمة والموضوعية فى القضايا الاقتصادية المعاصرة فى مصر والخارج.
وأؤكد - بكل الصدق والأمانة - أن العلاقة الشخصية التى تربطنى بالاثنين (زوجة للأول وزميلة عمل للثانى) ليست هى دافعى لكتابة هذا التعليق.. فهما لا يحتاجان منى أو من غيرى ـ تقديم الدليل على إنجازاتهما وقدراتهما على خدمة بلدنا فى هذه المرحلة الحرجة، وبمناسبة الاهتمام الحالى بتركيا وبموقفها المشرف من القضية الفلسطينية عدت بذاكرتى لسنوات سابقة، شغل فيها الدكتور عبدالله جُل (وليس جول) رئيس جمهورية تركيا الحالى وظيفة «اقتصادى» فى البنك الإسلامى للتنمية ضمن فريق عمل لدراسة اقتصاديات الدول الأعضاء فى البنك، فى الوقت نفسه الذى كانت فيه «خير النساء» صديقتى المقربة.