سأدعي في مقالتي هذه أن الشعب الفلسطيني مهرِّب من الدرجة الاولي، وسـأثبت صحة ادعائي بعرض نماذج من تاريخ الفلسطينين وحاضرهم، وسأفعل ذلك من خلال استعراض أحداث حقيقية وقعت لشخصيات فلسطينية معروفة!
المهرب الأول هو الرئيس الراحل ياسر عرفات؛ وقبل أن أتحدث عنه أو عما حصل معه أود التأكيد علي أني لم أكن يوما من أنصاره، وما زلت ـ رغم نهايته المشرفة علي أيدي من تعلمون ـ أخالفه في كثير من الأمور التي يضيق المقام عن سردها.
أسر لي مسؤول فلسطيني كبير أن أبا عمار لم يستطع أن يترك عادته القديمة في التهريب؛ فأبو عمار تعود أن يهرب في طيارته الخاصة ما تصل إليه يده من قطع السلاح حتي بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية وأوسلو.
لم يستطع أبو عمار أن ينسي أنه فدائي وخارج عن قانون أغلب دول العالم وكان يدرك في قرارة نفسة أن شهر العسل مع الأمريكان والإسرائيليين مؤقت وأنه من السلاح وإليه.
أبوعمار امتهن تهريب الأشخاص أيضا؛لم يقتصر الأمر علي تهريب بعض المبعدين إلي الوطن في رحلات إيابه من جولاته الدولية، بل إنه هرب العديد من المطلوبين لـ(إسرائيل) من وإلي المقاطعة التي قتل فيها غيلة وغدرا وبين الضفة والقطاع.
الدليل الثاني الذي أسوقة أمامكم لأثبت أن الفلسطيني مهرب بطبعه هو عمليات التهريب الشهيرة التي ضبطت قيادات من حماس تقوم بها لدي مرورهم بمعبر رفح، والذي ضبطهم بالجرم المشهود لم يكن الإحتلال فنتهمه بالتلفيق، إن أمن الرئاسة الفلسطيني هو من كشف محاولاتهم المساس بالمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني من خلال تهريب أموال التبرعات التي جمعوها من الخارج ليمولوا بها نشاطات حكومتهم الخارجة عن القانون الدولي، وترفض الاعتراف بالشرعية الدولية والعربية التي فرضت عليها عقوبات تأديبية لتعيدها إلي حظيرة الشرعية والإجماع العربي.
وقد أدت هذه الإكتشافات في إحدي المرات إلي إحتجاز رئيس الوزراء إسماعيل هنية (الذي لم تردعه وظيفتة العامة من ممارسة التهريب) علي المعبر ورأيناه جميعا علي الرصيف بانتظارإشهار براءة الذمة والتعهد بعدم خرق النظام العام.
إن التهريب مرض عضال يعاني منه الفلسطينيون، ولا ننسي الأنفاق التي لا تعد ولا تحصي بين القطاع ومصر، والتي نحفظ للأشقاء المصريين حرصهم علي التصدي لها وإغلاقها، وقد وصلت الجرأة في خرق السيادة أن القائمين علي هذه الأنفاق لم يكتفوا بتهريب المال والسلاح والمقاتلين من خلالها بل إنهم خططوا لتهريب جندي من جيش الدفاع بعد خطفه للمطالبة بإطلاق سراح آلاف المعتقلين الفلسطينين والعرب في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراحه.
الحالة الأخيرة التي أود الحديث عنها هي عمليات التهريب التي ضبط مسؤولون فلسطينيون من حملة الـ في آي بي وهم يقومون بها لدي عودتهم من الأردن.
لم تكن حادثة محاولة تهريب ثلاثة آلاف جهاز خلوي في سيارة رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني السابق والممثل الشخصي للرئيس أبو مازن، السيد روحي فتوح (فتوح ألقي بجريرتها علي كاهل سائقه) الحادثه الأولي من نوعها والأحاديث والروايات حول قيام مسؤولي الـ في آي بي استغلال التسهيلات الممنوحة لهم من قبل الإحتلال في التهريب وغسيل الأموال أكثر من أن تعد وتحصي، وهي تصدر عادة عن مرافقيهم وحراسهم أو من مصادر إسرائيلية تريد حرقهم أكثر وأكثر لكي يكونوا بحاجتها أكثر وأكثر.
إذن، لقد ثبت لدي كل عاقل أن الفلسطيني مهرب منذ الولادة، ولكن المهربين أنواع؛ فهنا