جمع كبير واكب تشييع جثمان الحاج مدبولي في القاهرة (الجزيرة)
شيع ظهر السبت جثمان الحاج محمد مدبولي أحد أهم الناشرين العرب في العاصمة المصرية القاهرة الذي وافته المنية يوم الجمعة عن عمر ناهز الـ70 عاما بعد صراع مع مرض سرطان الكبد.
ويعد مدبولي أحد أهم الموزعين للكتب العربية في مصر إلى جانب نشره عشرات من العناوين لكتب مثيرة للجدل تعرضت لملاحقات من قبل الحكومة والجماعات الإسلامية مثل كتب نصر حامد أبو زيد ونوال السعداوي.
وتقع مكتبة مدبولي بميدان طلعت حرب وسط القاهرة. وهو من مواليد إحدى قرى الجيزة عام 1938 وتعود أسرته في أصولها إلي محافظة سوهاج.
بدأ مدبولي حياته ببيع الصحف قبل أن يبيع الكتب على عربة متنقلة صغيرة ثم أصبح من أشهر الناشرين المصريين منذ افتتح "مكتبة مدبولي" التي أصبحت أشهر مكتبة وسط العاصمة المصرية على مدى 50 عاما.
واهتم مدبولي الذي لم يكمل تعليمه بإرضاء الأذواق المختلفة للقراء، إذ كان ينشر أعمالا لأبرز الأدباء والمفكرين العرب إلى جانب الكتب ذات الطابع الشعبي.
كتب محظورة
وكان حريصا على توفير الكتب المحظور طبعاتها وتداولها في مصر، ومنها كتب لمحمد حسنين هيكل ورواية "أولاد حارتنا" للروائي المصري نجيب محفوظ.
وتعرض مدبولي عام 1991 لتهديد من إسلاميين بسبب توزيعه رواية عنوانها "مسافة في عقل رجل". وفي العام نفسه صدر حكم قضائي بسجنه للسبب نفسه وتضامن المثقفون معه حتى إن الرئيس حسني مبارك أوقف تنفيذ الحكم.
وأتاحت فترة الستينيات لمدبولي فرصة الاطلاع على متطلبات السوق للكتب الماركسية والوجودية والمسرحية فبدأ بترجمتها ونشرها وتوزيعها.
وفي السبعينيات تولى مدبولي توزيع الكتب المعارضة للرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى جانب نشر الكتب المعارضة للنظام آنذاك وأهمها قصائد أحمد فؤاد نجم ونجيب سرور وغيرهم.