صاحب الإعجاز العلمى فى الإنجيل.. منافس لزغلول النجار، على طريقة الأهلى والزمالكالسبت، 14 فبراير 2009 - 16:06
الكتب السماوية أكبر من عشاى والنجار
على طريقة الأهلى والزمالك، رد المسيحيون على المسلمين فى مباراة الإعجاز العلمى، التى تجدد الحديث بشأنها بعد أن أشعل المعركة كاتب مسيحى قرر إصدار كتاب يحمل اسم "الإعجاز العلمى فى الإنجيل"، ويتناول بعض ما قال إنه "إعجاز" فى الكتاب المقدس. وفيما أيد البعض ما جاء به الكاتب أثار عنوان الكتاب موجة من الانتقادات ووصفوا مؤلفه بالإدعاء، ومحاولة الظهور إلى دائرة الضوء.
وفيما لا تزال المعركة مشتعلة بين المؤيدين والمعارضين للكتاب، أكد صموئيل عشاى مؤلف الكتاب، أنه استند على أدلة قاطعة فى كتابه، مستنكراً بذلك منتقديه. وقال عشاى إن الكتاب المقدس ليس علمياً، لكنه يحوى نظريات وحقائق علمية، وإنه لا يدعى اكتشاف الإعجاز العلمى فى الإنجيل، لأنه موجود منذ نزول الكتاب المقدس.
وأضاف عشاى، إن أوروبا التى تطبق الكتاب المقدس وتعاليمه قدمت للعالم اكتشافات علمية حديثة لم تكن البشرية ستكتشفها لولا وجود الإنجيل، وأن معظم تلك الاكتشافات، طبقاً للمؤلف، جاء بها رجال لهم علاقة وثيقة بالدين.
ونفى مؤلف "الإعجاز العلمى فى الإنجيل"، أن يكون كتابه رداً على الدكتور على زغلول النجار، الذى له مؤلفات وبرامج عن "الإعجاز العلمى فى القرآن" وقال إن ما يردده النجار لا يرقى إلى مستواه، لأن معجزات الإنجيل أكبر بكثير.
وتمسك عشاى، برأيه حول مناصرة الإنجيل للعلم والعلماء، مبرراً بعض الحوادث التى أشيعت عن مهاجمة رجال الكنيسة لعلماء مثل جاليلليو جاليللى، الذى أمرت الكنيسة بحرقه بعد ذيوع نظرياته العلمية. وقال إن ما حدث من رجال الكنيسة تجاه جاليلليو كان خلطاً من ناحيتهم بين العلم والدين، فرجال الدين فى هذه الفترة تجاوزوا دورهم وحدودهم، وفهموا الأمر على أنه خلط بين العلم والدين، وأضاف أن الإعجاز العلمى ليس خلطاً وإنما هو رؤية الله والأنبياء فى الكون.
الأديان ليست فى حالة صراع
وتعليقاً على الجدل، الذى أثاره "الإعجاز العلمى فى الإنجيل"، خاصة فيما بدا أنه صراع بين الأديان، قال ممدوح رمزى المحامى إن الأديان ليست فى حالة صراع، وليس هناك ضرورة لأن يقوم كاتب مسيحى بإصدار كتاب وإن يسميه "الإعجاز العلمى فى الإنجيل" مقابل ما يقوله المسلمون عن القرآن. وأكد رمزى، أنه معترض على الكتاب، وعلى فكرة الإعجاز العلمى فى الإنجيل، وقال إنه لا مجال للمقارنة بين كتاب مقدس، وكتب علمية قد تكون بلا قيمة بمرور الزمن بسبب التطور والتقدم الدائم. وأضاف "الإنجيل يرقى فوق ذلك، فهو كتاب روحى يقدم قيم وتعاليم لا علاقة لها بالعلم حتى إن تحدث عن الفلك والقمر والمجرات، فهذا ليس شأن أحد، المطلوب من أى كتاب دينى هو الجانب الروحى والقيم التى يجب إتباعها وتعاليم الرسل، والإنجيل تحديداً كتاب روحى جاء لاستكمال ما ورد بالتوراة من تعاليم لنشر التسامح والمحبة".
ووصف ممدوح رمزى مؤلف الكتاب صموئيل عشاى، بأنه مجرد مغمور يريد الشهرة والمال، وأن هدفه إثارة معركة من خلال الرد على زغلول النجار، لكن الكتب السماوية أكبر من ذلك.
وهم الإعجاز العلمى
ومن جهته أكد الدكتور خالد منتصر صاحب كتاب "وهم الإعجاز العلمى" الذى تعرض لفكرة الإعجاز العلمى فى القرآن والإنجيل، أن الفجوة بين العرب، والغرب والعرب، والدونية التى يشعر بها العرب مسلمين ومسيحيين تجاه الغرب المتقدم، هى التى تدفعهم للتمسك بوجود هذا الإعجاز المزعوم فى الكتب السماوية، فكلما اكتشف الغرب اكتشافاً علمياًَ جديداً يسارع العرب من الديانتين بالقول، إن هذا الاكتشاف تحدثت عنه الكتب المقدسة، وأن علماء الغرب لم يأتوا بجديد. وأرجع منتصر هذه الظاهرة لعدم قدرة العرب على الإتيان بجديد، وانتظارهم الدائم لتقدم الغرب، دون أن يأتوا هم بجديد.
وقال إن الكتب الدينية ثابتة أما العلم فمتغير، ومن هنا فإن الربط بين العلوم والكتب المقدسة يقلل من شأن هذه الكتب ويجعلها غير صالحة لكل زمان. وأكد منتصر أن الإعجاز الحقيقى، الذى جاء بالكتب السماوية يتمثل فى القيم التى يحث عليها البشر والثورة العقلية التى أحدثتها تلك الكتب، لكن العلم والنظريات أمر لا علاقة له بالكتب السماوية، وأضاف أن سحب الكتب المقدسة من أماكن العبادة، سواء كانت "الكنيسة أو المسجد" إلى المعامل وتطبيق النظريات العلمية عليها، أمر يقلل من قيمة هذه الكتب المقدسة.