الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية

صحيفة- يومية-سياسية -ثقافية-رياضية-جامعة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابة*البوابة*  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 فلسطين فى ظــلام البيت الأبيــض(1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رشا

رشا


انثى
عدد الرسائل : 334
تاريخ التسجيل : 28/12/2008

فلسطين فى ظــلام البيت الأبيــض(1) Empty
مُساهمةموضوع: فلسطين فى ظــلام البيت الأبيــض(1)   فلسطين فى ظــلام البيت الأبيــض(1) Icon_minitimeالجمعة 20 فبراير 2009 - 15:57

جاء صدور قرار تقسيم فلسطين من الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 29/11/1947 كاشفا عن ثقل البيت الأبيض الأمريكى فى السياسات الدولية الجديدة بشكل غير مسبوق فى تاريخ «الأمم المتحدة» كمنظمة دولية وليدة.

كان القرار ضد الحق والعدل والمنطق والواقع فى فلسطين. مع ذلك نجح هارى ترومان وبيته الأبيض فى الحصول على غطاء من الأمم المتحدة للمشروع الصهيونى فى فلسطين.. وهو ما جعل جورج مارشال وزير الخارجية الأمريكى يصارح رئيسه ترومان بقوله: إن الولايات المتحدة تلعب بالنار.

وفى الجانب الآخر من المحيط الأطلنطى كان هناك من له نفس الرؤية وإن يكن لأسباب مختلفة. ففى مذكرة جرى تصنيفها على أنها «سرى جدا» كان إرنست بيفن وزير خارجية بريطانيا قد أعدها منذ وقت مبكر (14/1/1947) وقدمها لزملائه فى مجلس الوزراء، قرر بيفن أن مصالح بريطانيا هى التى تملى عليها رفض تقسيم فلسطين لأن هذا التقسيم سيغضب العرب بصورة تضع حدا للنفوذ البريطانى فى المناطق الإسلامية الممتدة ما بين اليونان والهند. وأضاف بيفن فى مذكرته «السرية جدا»: إن «قيام دولة يهودية معناه عدم قبول حدود التقسيم باعتبارها نهائية. بل إن هذه الدولة ستسعى إلى توسيع حدودها بالصورة التى تجعلها عاملا للتوتر المستمر فى الشرق الأوسط».

كان هذا التنبؤ المحدد والقاطع متناقضا تماما مع الدور الذى لعبته بريطانيا من البداية فى دعم المشروع الصهيونى فى فلسطين. ففى سياق تمددها الامبراطورى من خلال الحرب العالمية الأولى تجاوبت بريطانيا فى 1917 مع المساعى الصهيونية بإصدار «وعد بلفور» تبشر فيه بتعاطفها مع إقامة «وطن قومى» لليهود فى فلسطين. ولأن بريطانيا أصبحت تحتل فلسطين وحصلت على تفويض من منظمة «عصبة الأمم» بأن تستمر فيها باعتبارها «سلطة انتداب» فقد انفتحت فلسطين على مصراعيها أمام المشروع الصهيونى.

ونظم الصهيونيون أنفسهم فى موجات متتالية من الهجرة تقوم بتمويلها «الوكالة اليهودية»، بينما تتولى المنظمة الصهيونية العالمية العمل فى الساحة الدولية لكسب التأييد للمشروع الصهيونى، خصوصا مع الدول الكبرى ذات الطموح الاستعمارى فى الشرق الأوسط.

وكان طبيعيا أن يعم الغضب أنحاء فلسطين أمام هذه الموجات المتتابعة من يهود أوروبا، خصوصا أنه قد أقام هؤلاء مجتمعات مغلقة تتولى حمايتها تنظيمات مسلحة تزداد قوة مع توسع المشروع الصهيونى فى أرض الواقع بغطاء وتشجيع من سلطة الانتداب البريطانية. وكانت ذروة الغضب الفلسطينى فى هذا السياق هى «الثورة الكبرى» التى اشتعلت فى سنة 1936 لكى تعم فلسطين كلها، وتمتد منها إلى العالم العربى، بما فى ذلك الدول التى تحتلها بريطانيا، مثل مصر والعراق وشرق الأردن.

وفى مواجهة تلك الثورة الكبرى استخدمت بريطانيا أقصى درجات العنف لكى تكتشف فى النهاية أنه لابد من تهدئة المشاعر الفلسطينية والعربية، خصوصا بعد أن لاحت فى أوروبا نذر حرب جديدة فى الأفق تستعد لها ألمانيا النازية. وهكذا أصدرت بريطانيا فى مارس سنة 1939 «الكتاب الأبيض» الذى تضمن نقاطا محددة سترتكز عليها السياسة البريطانية الجديدة. فأولا: عدم تقسيم فلسطين بين العرب واليهود حيث تعلن بريطانيا أنها لا تسعى إلى جعل فلسطين دولة عربية أو يهودية، بل تهدف إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة خلال عشر سنوات، بعلاقات حسنة بين عنصرى السكان ومعاهدة جديدة بين بريطانيا وتلك الدولة. وثانيا: تحديد سقف نهائى للهجرة اليهودية إلى فلسطين بما لا يتجاوز 75 ألفا خلال السنوات الخمس التالية، على ألا يجوز بعد ذلك قبول المهاجرين اليهود إلا بعد موافقة العرب وبعد التأكد من قدرة البلاد الاقتصادية على استيعابهم... إلخ.

ولعل تقييد الهجرة اليهودية هنا هو الذى أعاد الهدوء إلى الشعب الفلسطينى خلال سنوات الحرب العالمية الثانية. أما اليهود فقد استثمروا تلك الفترة.. محليا باستكمال كيانهم الاقتصادى والتعليمى والسياسى وشبه العسكرى.. وخارجيا بنقل ثقل العمل السياسى الصهيونى من أوروبا إلى أمريكا باعتبارها القوة العالمية البازغة والتى تتطلع هى أيضا إلى أن تكون لها مصالحها المتسعة فى الشرق الأوسط.

ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية ضاعفت الوكالة اليهودية من برامج تهجير يهود أوروبا إلى فلسطين، المشروعة منها وغير المشروعة. وحينما حاولت بريطانيا إعادة الالتزام بقيود «الكتاب الأبيض» لم تتردد الميليشيات اليهودية المسلحة فى ممارسة أعمال العنف والإرهاب ضد رموز السلطة البريطانية فى فلسطين، بما دفع سلطة الانتداب البريطانى فى إحدى المراحل إلى الرد على العنف بالعنف، وقامت بحملات تفتيشية على بعض المستعمرات اليهودية التى توجد بها مخازن سلاح، كما اعتقلت عددا من القيادات الصهيونية وأصدرت أوامر بضبط واعتقال الفارين منهم، ومن بينهم مثلا إسحاق شامير (الذى سيصبح فيما بعد رئيسا للوزراء فى الدولة الجديدة).

ولأننى لا أستهدف هنا التأريخ للصراع بمجمله، فإننى أعود إلى السيرة الذاتية لهارى ترومان، الرئيس الأمريكى الذى بغير دوره الشخصى وثقل منصبه لما حصلت الحركة الصهيونية على قرار بتقسيم فلسطين من الأمم المتحدة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فلسطين فى ظــلام البيت الأبيــض(1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية :: جريدة الأمة :: أخبار ممنوعة اعداد عسكرية عبد العاطى-
انتقل الى: