منذ ان دخلت الراقصة دينا هذا المجال، وهي تحمل شهادة الليسانس، ثم حصلت - وهي ترقص- على درجة الماجستير، والحال تغير تماما، وأصبحنا نسمع عن راقصات مؤهلات عليا، بل وخريجات كليات مرموقة، مثل الاقتصاد والعلوم السياسية، والاعلام.
إحدى هؤلاء الراقصات بدأت حياتها صحفية، وعملت بالفعل لعدة سنوات في الصحافة، وأصبحت عضوة، في نقابة الصحفيين، قبل أن تترك المهنة وتتجه الى الرقص في الفنادق والملاهي والافراح ..وهي تخضع حاليا للتحقيق في نقابة الصحفيين ، بعد أن أعلنت احترافها للرقص في حوارصحفي ..وهناك اتجاه قوي لفصلها من عضوية النقابة..
والدكتورة "وسام" على سبيل المثال احترفت الرقص منذ أن كانت لا تزال طالبة في كلية الصيدلة بجامعة الزقازيق، وأخفت الامر، عن أساتذتها وزملائها، حتى شاهدهم أحدها بالصدفة، وتحدث معها، ووعدها بألايفشي سرها، ووفى بوعده!..حتى أكملت دراستها، وعملت في صيدلية بالمدينة لبعض الوقت، ولكن الدخل الهزيل الذي كانت تحصل عليه منها، جعلها تعود للرقص مرة أخرى.. وهي تسكن بمفردها فى شقة فاخرة على كورنيش النيل الآن، بعد أن عرفت أسرتها ورفضت عملها كراقصة ، وأمام اصرارها على العمل ، ورفض أسرتها القاطع، وبالذات والدها ، لم يكن أمامها إلا الخروج على الأسرة، والانتقال الى القاهرة، حيث الشهرة والمال وملاهي شارع الهرم.
والغريب أن "وسام" التي غيرت اسمها الآن، الى اسم شهرة آخر ، لا تزال تحب القراءة، وتحتفظ في شقتها الجديدة، بمكتبة كبيرة.
وتقول "أنا منذ صغرى أحب القراءة جدا، وأتمنى أن أكون فى أحد الأيام ممثلة مسرح، لأننى أحب المسرح جدا وأحب كذلك قراءة المسرحيات للكتاب الكبار..واخترت الاتجاه للرقص أولا ، لأن هذا هو الطريق الذى كان على أن أبدأ به حتى "أكون نفسى" ..وبعدها أحقق حلمي كممثلة، وخاصة على خشبة المسرح، لأنني اعتبر أن متعة الممثل الحقيقية تكمن في مواجهته للجمهور واللقاء المباشر بينه وبينه على خشبة المسرح كل يوم.
وتؤكد "وسام" ان الرقص أفضل من الانحراف..وأنها ترقص في العلن، ولا تخشى كلام الناس، وتعلم أن هناك أخريات تدعين الحشمة وتفعلن من وراء ظهور الناس ما لا يمكن أن يتصوره أحد!.
أما "دوللي" فلها حكاية أخرى، فهي حاصلة على بكالوريوس سياحة وفنادق، وعملت بعد تخرجها كمضيفة في أحد المطاعم، ثم على أحد خطوط "السوبر جيت"، قبل أن تنتقل للعمل في الفنادق..وتقول إن المضايقات الكثيرة، ومحاولات التحرش بها التي تعرضت لها وهي تعمل في مجال السياحة جعلتها تفكر في استغلال موهبتها الفطرية في الرقص، والتي كانت معروفة عنها سواء في الوسط العائلي، وأيضا في رحلات وحفلات الجامعة..وقالت لنفسها:"مادام الموضوع كدا يبقى تحرش بتحرش بقي..وسهر بره وكلام ناس بكلام ناس..طيب ليه ما استغلش موهبتي في الرقص..واحصل على مائة ضعف ما كنت أحصل عليه من العمل في السياحة من خلال العمل كراقصة "
وتروى "نهلة" حكاية مختلفة..فهي اختارت طريقها من البداية، وكانت متأكدة أن بكالوريوس التجارة الذي تحمله لن يحقق لها شيئا، فالتحقت بمدرسة لتعليم الرقص الشرقي، حتى تدرس بشكل أكاديمي، و ساعدتها صاحبة معهد الرقص ووجهتها "للطريق السليم" حتى لا يضحكوا عليها في بداية الطريق!
أما المهندسة "ليلى"فقالت :"منذ حصلت على الثانوية العامة وأنا أود دخول معهد التمثيل وجئت بالفعل إلى القاهرة للتقديم به برغم قبولى بكلية الهندسة وحصولى على مجموع كبير فى الثانوية العامة إلا إننى لم أنجح فى اختبارات المعهد لأننى لم أكن لدى "واسطة" وانتظمت فى الكلية ونسيت تماما حلمى فى أن أكون ممثلة ولكننى فى الكلية انضممت إلى فريق التمثيل وأصبحت الممثلة الأولى للفريق وكذلك كنت اشترك فى الحفلات التى تقام على مستوى الجامعة ..واتجهت للرقص ، على أمل أن يكون هو بوابتي للتمثيل..والحقيقة أنني لم أجد أي معارضة من أهلي فى العمل كراقصة، لأن أبى يعمل أيضا فى مجال الفن، فهو عازف فى إحدى الفرق الموسيقية ويحب الفن جدا وهذا هو الذى شجعنى من البداية على الاتجاه للفن.!