وسكت صوت الغائبة

وداد... هدوء الغناء اللبناني بكل فصوله الجميلة منذ انطلاقة الإذاعة اللبنانية حتى اللحظة سقط صوتها أرضا في ظل وضع فني لبناني تسيده من لم يسمع بها، وبالتالي لم يكرمها!!
هي صاحبة أشهر أغنية «بتندم وحياة عيوني بتندم/ بدك تقهرني طيب غبلك شي غيبه وجرب/ لما بترجع يا حبيّ.ب يا حبيّ.ب شو بدك تندم / بتندم»، ولهذه الأغنية حكاية جميلة انطلقت من باب منزلها الزوجي في الخمسينيات بعد أن قرر زوجها العبقري الموسيقي توفيق الباشا السهر ليلا مع صديقه الملحن والكاتب سامي الصيداوي، فرفضت ذهابه، وقالت حرفيا «بتندم وحياة عيوني بتندم»، ولمعت الفكرة في رأس الصيداوي الذي كتبها في لحظتها ولحنها فكانت الأغنية الخالدة، وغاب الخصام!!
وداد منذ شهور قالت على هامش حفل أقيم في «دار المدى» تكريما لها إن ابتعادها حفاظا على تاريخها وعلى فن الطرب، فمن يتواجد اليوم يريدون الحرب والضرب وليس الطرب.
قبل يومين رحلت وداد، تاركة في المكتبة الغنائية الكثير من تحف الغناء العربي المنقى من الشوائب، والكثير من الغناء اللبناني الجميل، من أغانيها التي بدأتها منذ الأربعينيات وكان عمرها 9 سنوات، «ألف وردة ووردة»، «خبر كل الناس»، «أمي»، «نصحتو ما رد»، و«يا ناعم»... وتميزت أغانيها بالرقة والعذوبة والهدوء، كانت تشبه طبيعتها.
هي من مواليد 1931 في تونس، والدها الفنان الحلبي فرج عواد «رئيس فرقة منيرة المهدية»، ووالدتها صالحة المصرية «أشهر مطربة اسكندرانية»، جاءت إلى لبنان وكان عمرها 9 سنوات حيث غنت مع وديع وكانت تردد آنذاك أغنيات الأسطورة صباح، وبعد فترة التحقت بإذاعة الشرق الأدنى حيث كانت تغني أغاني السنباطي وليلى مراد.
انطلقت فنيا باسم «بيبي»، وبعد زواجها من الشاعر عبدالجليل وهبي سميت بهية وهبي، وحينما انفصلت عنه، وأرادت أن تعمل مع الرحابنة طلب عاصي أن تختار أسمها الجديد عن طريق القرعة، فاختارت فيروز اسم «وداد» .
تزوجت من محمد عبده صالح «عازف الكمنجة في فرقة أم كلثوم»، ومن ثم عبدالجليل وهبي، وأخيرا توفيق الباشا الذي انفصلت عنه أيضا، وهي والدة عازف البيانو العالمي الموسيقار عبدالرحمن الباشا.