يشارك أكثر من 50 فنانا تشكيليا في "مهرجان الأعمال الفنية الصغيرة لعام 2008" المقام حاليا في قاعة "دروب" للفنون بالقاهرة.
وقدم أكثر من 200 عمل إبداعي في مختلف الفنون رسمت بألوان وتقنيات عديدة، منها الألوان المائية والأكوريل والباستيل والجواش والنحت والخزف والسيراميك والحديد والزجاج والخشب والحلي وفن العرائس الثلاثية الأبعاد وفن الخط العربي.
وتمثل هذه الأعمال أصغر حجم وأقصى ما تمكن الفنان من التوصل إليه -بعمق ودقة وجمال- لأعماله الكبيرة التي يصعب على الكثيرين اقتناءها. ويستمر المهرجان حتى الثامن من يناير/كانون الثاني 2009.
وقالت مديرة المهرجان سوسن سالم للجزيرة نت إن مهرجان الأعمال الفنية الصغيرة تقليد سنوي بدأ في العام 1997 ويهدف إلى تحفيز الفنانين والجمهور على السواء للتواصل، فالنموذج الفني الصغير يضع الفنان في تحد كبير لكي يعبر عن فكرته في أضيق مساحة ممكنة.
تحقيق التواصل
المعرض احتوى لوحات بالخط العربي
(الجزيرة نت)
وأشارت سوسن إلى أن هذا النمط من الإنتاج الفني المحتفظ بقيمته الإبداعية يروق للكثيرين اقتناؤه، ويشهد إقبالا كبيرا من الشباب والكبار على السواء، "وبالتالي ننجح في تحقيق التواصل بين الفنانين والجمهور عبر قاعات الفن التشكيلي لنشر الوعي الجماهيري بالفنون الجميلة".
والتقت الجزيرة نت عددا من الفنانين المشاركين منهم جلال الحسيني الذي يشارك بلوحات مرسومة بالألوان المائية تتناول الصحراء المصرية التي يعشق نخيلها ورمالها. وأشاد الحسيني بفكرة المهرجان التي تولد حراكا فنيا متنوعا وتواصلا بين الفنانين أنفسهم كحوار وثراء فني متميز.
ويشارك الفنان التشكيلي مراد عزيز بأربعة وعشرين عملا من فن تشكيل الطين المجسم البارز الثلاثي الأبعاد كلوحة خزفية، مستخدما خامة الطين الأسواني المحروق والطين الملون، وهي تقنية يعشقها ويمارس العمل بها منذ عشر سنوات.
كما يشارك الفنان جلال جمعة بأعمال من فن المجسمات من الأسلاك الحديدية والنحاسية والألمنيوم، ويصنع كذلك من "الزلط" تماثيل يصممها بتشريح ونسب علمية ويطوعها في أشكال مختلفة مثل الحصان والغزال والحشرات والطيور وغيرها.
أكثر صعوبة
ويقول جمعة للجزيرة نت إن تصميم القطع الصغيرة أكثر صعوبة ويتطلب دراسة أعمق لعضلات الشكل، ويرى أن المهرجان "يحمل رسالة جمالية منتقاة لعاشقي الفن".
وتشارك الفنانة ماجدة عبد الرحمن بأعمال من الرسم وتشكيل الخزف والزجاج الملون، لكنها تعشق فن تصميم الزجاج أكثر من غيره الذي يمر بمراحل فنية عدة، وتستلهم أعمالها من الطبيعة كزهرة الخشخاش الرقيقة. ويتطلب هذا الفن مراقبة سلوك الزجاج الذي إن مزج بالخزف ينتج إبداعات رائعة.
كل الأذواق
مجسمات صغيرة منقولة عن أصول كبيرة للفانين المشاركين (الجزيرة نت)
وتشير فنانة الحلي نجوى مهدي في حديثها للجزيرة نت إلى أنها تصنع أعمالها من الأحجار الطبيعية الخالصة، وتقول إن الحجر هو الذي يلهمها التصميم كالأصداف واللؤلؤ والفيروز.
وهي تشارك بأكثر من عمل من اللؤلؤ الحر والصدف، وتحوي أعمالها اللؤلؤة قبل انفصالها عن الصدفة الأم، فيبرز فيها تعبير رقيق يشعر الرائي بالاحتواء والأمومة.
كما تشارك أيضا الفنانة عبدية الحسن بثلاث لوحات بألوان الباستيل، وموضوعاتها تناقش الدراويش بخلفية متخيلة توحي بقدم وعمق الزمن، وتقول إن فكرة المهرجان جميلة ومهمة تجعل كل فنان يصغّر أعماله الإبداعية بدقة كأنه صائغ جواهر.
ويجذب المعرض روادا يقدرون هذه الأعمال ويقتنونها، حيث يقول صلاح مصطفى (مهندس) للجزيرة نت إن المعرض "جذبني بشدة لأنه متنوع يرضي كل الأذواق، ويقدم خبرات عالية وفنونا وصناعات صغيرة تحمل رؤى تراثية وحديثة بأحجام وأشكال مختلفة".
ويشير صبري سعيد (مهندس ديكور) إلى أنه يواظب على حضور هذا المهرجان السنوي كي يتمكن من اقتناء الأعمال الفنية الجديدة والمتميزة بأسعار مناسبة للاستفادة منها في عمله وحياته الخاصة.