تتكرر كثيراً جرائم قتل الأقارب، فكلما تابعنا صفحات الحوادث وجدنا حادثاً أو أكثر، وما لفت الأنظار مؤخراً ذلك الحادث الذى نشر بجريدة الأخبار يوم الخميس الموافق 12 فبراير، حيث قتل رجل ابنة زوجته التى لا تتعدى العامين من عمرها، لأن بكاءها أزعجه، حيث ذبحها بسكين وظل يدهسها بأقدامه حتى ماتت، والمصيبة الأكبر أن أمها ساعدته فى دفنها، لم تنتهِ الحادثة عند ذلك الحد، فقد لقى القاتل حتفه على يد أخيه الذى غضب لعلمه أنه يغازل زوجته وقتله بدافع الغيرة.
هل اختفت المشاعر الإنسانية من حياتنا، مشاعر الأمومة التى تعلمنا أنها من أقوى الغرائز الإنسانية وتحجرت قلوبنا فلم نعد نشعر بأى مشاعر للإخوة؟
غريزة الخير والشر
يحاول د.محمد خليل أستاذ علم النفس الاجتماعى تفسير تلك الحادثة، مؤكداً أنها ليست ظاهرة، فغرائز العنف والميول العدوانية تدخل ضمن تكوين النفس البشرية، ولكن تحكمها قيم وأخلاقيات ودين وأيضا قوانين لولاها لانتشرت الفوضى والمذابح.
وبجانب غرائز العنف والشر لا يمكننا تجاهل غرائز الخير الطيبة التى تعد أيضا ضمن التكوين البشرى، فالنفس البشرية تركيبة شديدة التعقيد بما تحتويه من مجموعة تناقضات، فالأم التى ساعدت زوجها فى دفن ابنتها ربما لا ترغب فى خسارة كل شىء، وقد لا يكون لها عائل أو أهل سوى زوجها وربما أيضا هددها بشىء ما، وبالتالى لا يمكننا إلقاء أحكام سطحية.
أما عن قتل أخوه له، فهذا يؤكد أن نشأتهم لم تكن سوية، وربما كانت طفولتهم قاسية تفتقر لمشاعر الأمان، فغالباً ما يكون الدافع للمقدمين على تلك الجرائم افتقادهم للأمان وظنهم أنهم يدافعون عن وجودهم فى ظل مجتمع قاسٍ يرفضهم، فهم ضحايا أهالى لم يكونوا حريصين على مصلحة أبنائهم، فلا يمكن تعميم أو تثبيت حكم ما، فلكل حالة ظروفها ودوافعها.
قديمة قدم الخليقة
وعن تفشى ظاهرة العنف بين الأقارب، أكد خليل أنها ليست ظاهره حديثة وإنما هى قديمة قدم الخليقة، منذ أن قتل قابيل أخوه هابيل ونقرأ عن تلك الجرائم كثيراً أيضا فى الأساطير اليونانية القديمة، ولكنها الآن تبدو أكثر ظهوراً فقط، بسبب انتشار وسائل الإعلام، سواء المرئى منه أو المقروء، وإلقاء الضوء عليها أكثر من غيرها من القضايا مما يوحى بزيادة انتشارها.
ويوضح أستاذ علم النفس الاجتماعى إننا كشعوب عربية دائما نميل إلى التقليل من أنفسنا وإبراز عيوبنا ونقاط ضعفنا والاستمتاع بسماع المصائب وتهويل أبعادها، على الرغم أن تلك الجرائم أكثر انتشاراً فى الغرب، وخاصة فى بعض ضواحى أمريكا، حيث يخشى السكان الخروج من منازلهم بعد المغرب، ولكنهم أكثر عملية ولا يركزون إلا على ما يدفعهم للأمام وعند اهتمامهم بظاهرة يكون هدفهم الحد منها وإيجاد حلول لها، وللأسف هذا ما نفتقده بشدة.
aj_server = 'http://rotator.adjuggler.com/servlet/ajrotator/'; aj_tagver = '1.0';
aj_zone = 'sarcom'; aj_adspot = '458170'; aj_page = '0'; aj_dim ='436842'; aj_ch = ''; aj_ct = ''; aj_kw = '';
aj_pv = true; aj_click = '';