بعد حوالي 15 ساعة من العملية الإجرامية التي شهدتها منطقة الحسين السياحية. والتي استهدفت أحد الأفواج السياحية بعد مغرب أول أمس عادت الحياة إلي طبيعتها بمنطقة المشهد الحسيني وما حولها وافتتحت المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم والكافتيريات والبازارات أبوابها صباح أمس. كما ترددت علي المنطقة بعض الأفواج السياحية وواصل السياح من مختلف الجنسيات برامجهم لزيارة المنطقة وبازارات خان الخليلي في الوقت الذي كثفت فيه أجهزة الأمن من مختلف الجهات بالبحث الجنائي وأمن الدولة والأمن العام من تواجدها بالمنطقة في محاولات جادة وسباق مع الزمن لكشف ظروف وملابسات الحادث الذي راح ضحيته سائحة فرنسية وأصيب 17 فرنسياً آخرون وألماني ومصريان و3 سعوديين.
فرق البحث
وضع فريق البحث الجنائي الذي يباشره اللواء عبدالرحيم القناوي كامل مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن واللواء اسماعيل الشاعر مساعد أول الوزير لقطاع أمن القاهرة عدة خطط أمنية لكشف غموض الحادث ومعرفة كيفية وقوعه بعد تضارب الأقوال والبيانات حول وضع العبوة الناسفة أسفل المقاعد الرخام بجوار سور حديقة المشهد الحسيني وانفجارها أو إلقائها من أعلي فندق الحسين السياحي المطل علي الساحة.. ويحاول فريق البحث الذي يتابعه حبيب العادلي وزير الداخلية أولا بأول ويشرف عليه رئيس جهاز مباحث أمن الدولة واللواء فاروق لاشين مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة ونائبه اللواء سامي سيدهم واللواء أمين عزالدين مدير مباحث العاصمة كشف غموض الحادث وتحديد مرتكبيه والجهات التي تقف وراءهم.
من ناحية أخري تماثل 19 مصاباً من السياح الأجانب والعرب للشفاء وغادروا مستشفي معهد ناصر بعد حوالي ساعتين من دخولهم بعدما أجريت لهم الإسعافات الأولية ولم يتبق بالمستشفي سوي 4 مصابين تحت العلاج بغرفة العناية المركزة مصابين بكسور وشظايا في أجزاء الجسم.. وانتقلت لجنة الأمن القومي بمجلس الشعب أمس إلي مكان الانفجار.
فحص
قامت فرق البحث الجنائي بإشراف اللواء فاروق لاشين مدير الإدارة العامة للمباحث ونائبه اللواء سامي سيدهم واللواء أمين عزالدين مدير المباحث والعميد طارق الجزار رئيس المباحث لقطاع الغرب وعدد كبير من الضباط فور وقوع الحادث والإبلاغ عنه بفحص أكثر من 30 شخصا طوال ليلة أمس الأول من نزلاء فنادق المشهد الحسيني وخاصة فندق الحسين السياحي والعاملين والمتواجدين وقت الانفجار في السادسة والنصف مساء أول أمس بكافتيريا الدور الأخير الخاصة به والتي تردد أنه تم إلقاء القنبلة منها من مجهولين اختفوا بعد الحادث وفور انفجارها وسط الفوج السياحي الفرنسي والذي كان أكبر الإصابات به وهم 13 مصابا وقتيلة فرنسية بينما لم تنفجر قنبلة أخري تم إلقاؤها في نفس المكان وقامت قوات الدفاع المدني بإبطال مفعولها وتواصل قوات المباحث عملها في فحص الجميع من مصريين وأجانب وعرب لبيان ما إذا كان لأي منهم علاقة بالحادث من عدمه وحتي يتم التوصل إلي أي شهود رؤية للجناة مرتكبي الحادث في هذا المكان السياحي الآمن دائماً.
ضبطت قوات المباحث بعد وقوع الحادث حوالي 50 شخصاً من المشتبه فيهم بعضهم من سكان المحافظات الأخري وجار مناقشتهم والتحقيق معهم لمعرفة سبب تواجدهم في هذا المكان والتأكد من وجود علاقة لهم بالحادث من عدمه وسيتم تركهم في حالة ثبوت عدم تورطهم في الحادث الإجرامي.
كردون أمني
كانت أجهزة البحث الجنائي بالقاهرة بالاشتراك مع رجال مباحث أمن الدولة والأمن العام قد انتقلت إلي موقع الحادث بعد ربع ساعة من وقوعه وتم فرض كردون أمني حول موقع الحادث بعدد من الضباط والجنود.
وتم نقل المصابين للمستشفيات وكان لسرعة انتقال قوات المباحث وقيادات الأمن في الحال الأثر في التخفيف من الحادث وإبطال مفعول القنبلة الثانية التي عثر عليها بالقرب من مكان الانفجار.
قنبلة يدوية
تبين أنها قنبلة يدوية محلية الصنع تحتوي علي كميات من البارود والمسامير والتي تستخدم في تصنيع الالعاب النارية. ويقوم خبراء المعمل الجنائي بعد رفع بقايا القنبلة بفحصها لتحديد محتوياتها بدقة ومعرفة ما إذا كانت ملقاة من كافيتريا فندق الحسين السياحي كما تردد من البعض أم وضعها مجهول أسفل مقعد حجري بجوار حديقة المشهد الحسيني كما تردد من غيرهم وهو ما يستطيع خبراء الأدلة الجنائية تحديده وحسم الخلاف فيه.
* من جانب آخر تواصل فرق البحث الجنائي عملها ليل نهار علي عدة محاور واتجاهات وهي إعادة فحص منطقة الحادث ونزلاء الفندق والفنادق الأخري المجاورة والعاملين والمترددين علي مقاهي المنطقة للتوصل إلي أي شهود والتقاط خيط لحل لغز الجريمة التي وقعت بدون سابق إنذار وبعد سنوات طويلة من القضاء علي تلك العمليات الارهابية التي ترتكب للتأثير علي عمليات السياحة وزعزعة الأمن والاستقرار المصري.
وقاربت أجهزة الأمن علي تحديد هوية المتهمين وفحص ما أثير من معلومات ترددت عن أنهما سيدتان منقبتان أم شخص آخر نفذها وهرب بدراجة نارية وهو ما تكشفه التحقيقات وأيضا سؤال قيادات الأمن لرجال شرطة السياحة والمباحث الجنائية المتواجدين خدمة في ذلك المكان دائماً وخاصة وقت الحادث ولمعرفة سبب عدم وجود معلومات لديهم عن الجريمة ولماذا لم يكن لهم دور في ضبط الجناة وكشفهم وهل ذلك بسبب قصور منهم أو للتزويغ من الخدمة والاستهتار.
19 مصاباً غادروا المستشفي
انتقلت "الجمهورية" إلي مستشفي معهد ناصر لمتابعة حالة المصابين.
قال مدير المستشفي د.توفيق زمزم إنه فور وقوع الانفجار تلقي تعليمات من د.حاتم الجبلي وزير الصحة بالاستعداد لنقل المصابين من مستشفي الحسين الجامعي إلي معهد ناصر وعلي الفور تم إعلان حالة الطواريء واستدعاء أطباء الجراحة والتخدير والأساتذة من مختلف التخصصات ووصل المستشفي 23 مصاباً أجريت لهم الإسعافات اللازمة بإشراف أساتذة الجراحة وأمراض القلب والأوعية.
أكد أن المصابين الذين غادروا المستشفي تم الاطمئنان علي حالتهم دون أية مضاعفات وتم حجز الفرنسي الجنسية لافوند بول "18 سنة" بعدما أجريت له عملية جراحية لاستخراج شظية من القصبة الهوائية.. وحجز الفرنسي الجنسية من أصل عربي محمد مهدي مسترا "17 سنة" المصاب بجروح سطحية بالأطراف والمصري محمد صلاح محمد "14 سنة" المصاب بتهتك وجروح بالقدم ويواصل فريق الأطباء جهوده لتصليح شريان بالقدم اليمني وعصب الفخذ.
أكد د.توفيق زمزم أن هذا المصاب تم وضعه تحت جهاز التنفس الصناعي لإصابته بالاختناق كما تم حجز الفرنسية الجنسية دميلاني بيرتولوكس "17 سنة" المصابة بشظية بالأنف وتهتك بطبلة الأذن.
المصابون يتحدثون
روي المصابون ل "الجمهورية" ما حدث لحظة الانفجار.
قال مناجي علي الصرخي "31 سنة" السعودي الجنسية إنه كان بصحبة بعض أصدقائه بمنطقة المشهد الحسيني في نزهة وعقب وصولهم إلي المنطقة فوجئوا بالانفجار الشديد وأصيب فاستقل سيارة تاكسي وتوجه إلي مبني السفارة السعودية التي قامت بنقله إلي المستشفي مصاباً بشظايا في الساق اليسري.
أوضح المصاب أنه كان علي مسافة حوالي 20 متراً من مكان الانفجار.
أضاف صديقه السعودي الجنسية محمد بحيص صرخي "30 سنة" أنه كان متواجداً بمنطقة الحادث وأصيب ببعض الشظايا.. مشيرا إلي أنه يحب مصر وأن هذا الحادث لن يثنيه عن حبه العميق لمصر وشعبها باعتباره حادثا يمكن أن يحدث في أي دولة في العالم لأن مثل هذه الحوادث لا تقتصر علي دولة ما لان الارهاب ليس له وطن ولا مكان.
أشاد المصاب السعودي بدور الأجهزة الأمنية التي انتشرت في مكان الحادث منذ الوهلة الأولي للانفجار والتي شاركت في نقل المصابين إلي المستشفيات وتهدئة بقية الأفواج السياحية التي أصابها الذعر.. مؤكداً أن رجال الأمن تواجدوا بكثافة في منطقة الحادث منذ لحظة وقوعه.