استهداف الحسين» فى الـ«over day» يستبعد تنفيذ العملية الإرهابية بـ«الصدفة

لم تلعب الصدفة دوراً فى اختيار الإرهابيين يوم الأحد ميعاداً لنصب فخاخهم، وزرع قنابلهم فى ميدان الحسين، للقضاء على أكبر عدد من السياح المتواجدين هناك، ففى الوقت الذى تعتبر فيه المدن الساحلية فى مصر، من أهم المناطق التى يسعى السائح للتواجد بها لقضاء إجازته السنوية، تقوم معظم شركات السياحة فى تلك المدن، بترتيب رحلات اليوم الواحد، التى تسمى الـ«أوفر داى» over day، إلى كل من القاهرة أو الأقصر، وغالباً ما تكون فى المساء، كرد فعل لانخفاض أعداد السياح، ورغبة فى تقديم عروض مغرية، تسهم فى جذبهم مرة أخرى.
يقول محمد عبدالعزيز، مدير شركة «ترافيل لاين» السياحية بشرم الشيخ: «تعتبر تلك الرحلات الأكثر مبيعاً لدى شركات السياحة فى مصر الآن، إذ يفضل السائح زيارة الآثار والمتاحف الموجودة بكل من القاهرة والأقصر، أثناء زيارته مصر، بصرف النظر عن تكاليف الرحلة، وإذا قرر أن تكون رحلته إلى القاهرة، يتم نقل الفوج من الفندق الذى يقيم به، إلى المطار فى السادسة صباحاً، لتبدأ رحلته داخل القاهرة من السابعة والنصف.
يضيف عبدالعزيز: «يتم ترتيب جدول زيارات يبدأ بمنطقة الأهرامات، حيث يقضى فيها السائح ما يقرب من ٤ أو ٥ ساعات لالتقاط بعض الصور التذكارية هناك، ليتم نقله بعدها عبر الأتوبيسات الخاصة بالشركة التابع لها، إلى المتحف المصرى، ويتجول الفوج السياحى هناك لمدة لا تزيد على ثلاث ساعات بين المقتنيات والتحف الأثرية الموجودة بالمتحف، وبعدها يقصد أحد المراكب النيلية لتناول وجبة الغداء.
يذكر أن منطقتى خان الخليلى والحسين، تأتيان فى نهاية جدول الزيارات، إذ يقوم السائح بالتجول بين مآذن القاهرة الفاطمية القديمة، ووسط مساجد تحمل أسماء أمراء وسلاطين هذه الحقبة الغنية من تاريخ الدولة الإسلامية، ومع دقات الثامنة تقريباً، تنتهى الجولة المحددة للفوج السياحى داخل القاهرة، ويعود السائح أدراجه إلى المطار عائداً مرة أخرى إلى إحدى مدن مصر الساحلية، التى يقضى فيها إجازته.
أما محمود عبدالله، محاسب بشركة «أمريكان إكسبريس» بشرم الشيخ، فقال إن معظم الأفواج السياحية كانت تفضل شراء عروض الـ«over night»، حيث يقوم السائح خلالها بقضاء يوم كامل داخل القاهرة أو الأقصر، ويقضى بعدها ليلته بأحد فنادق المدينتين، ويستكمل جدول زياراته فى اليوم التالى،
ويعود بعد ذلك إلى الغردقة أو شرم الشيخ، لكن الأزمة المالية العالمية أثرت كثيراً على توافد السياح فى مصر، وجعلتهم يفضلون شراء العروض الأقل تكلفة، مما أجبر شركات السياحة على تخفيض أسعار الرحلات، خاصة «اليوم الواحد».
يضيف محمود: «تكلفة تلك الرحلات انخفضت عن السابق، حيث قلت أجور المرشدين السياحيين والسائقين التابعين لشركات السياحة، بالإضافة إلى تخفيضات طفيفة على أسعار تذاكر الطيران، لكن ما حدث فى منطقة الحسين سيعيدنا خطوات كثيرة إلى الوراء، وسنطالب بعدها بتقديم المزيد من العروض للسياح لجذبهم مرة أخرى».