علي يد القابلة الفرنسية نيكولاي ساركوزي، حضرناه وعلي مستوي عال من التمثيل.. لم يحدثنا رئيس حزب او حكومة او وزير عن هذا المشروع ودور مصر فيه، وكأن الكلام فيه او التعريف به يقع ضمن قانون العيب، (أو مايصحش كمعاهدة كامب ديفيد).
يضم الاتحاد من اجل المتوسط، الدول الاوروبية المطلة علي البحر المتوسط ومعها (السعودية - العراق - الكويت - المغرب - الجزائر - تونس الامارات - البحرين - قطر - اليمن - عمان - لبنان - سوريا - ليبيا - موريتانيا - قبرص - إيران - تركيا - الأردن - مصر - فلسطين) وبالطبع 'إسرائيل'.. من هنا تستبين اهدافه الرئيسية، التطبيع مع 'إسرائيل' ونسف الجامعة العربية، أو علي الأقل تهميش دورها.
ثلاث من ناشطات الدول المشاركة( تركيا - إسرائيل - إيران) وليكن البدء بتركيا.. يقع الجزء الأكبر منها في جنوب شرق آسيا، وجنوب شرق اوروبا..تحفها من الشرق جورجيا وإيران وارمينيا واذربيجان، وجنوب البحر المتوسط سوريا - العراق.. اكبر مدنها استانبول، وتطل علي قارتي اوروبا وآسيا، عصب الصناعة والتجارة التركية (12 مليون نسمة) يتحدث اهلها التركية والانجليزية والفرنسية، اما عمال تركيا بخاصة فيتحدثون الالمانية.
يساهم ملايين الاتراك العاملين في الخارج، في تنمية الاقتصاد التركي، من خلال تحويلاتهم العالية من العملات للداخل.. تعتمد الصناعة التركية علي خام القطاع العام التركي وشركاته.
في تركيا 53 جامعة حكومية و24 جامعة خاصة، وهذا يعني تواضع عمالة العالم العربي، أمام ثقافة العمالة التركية عالية التدريب العلمي، ودورها المستقبلي في الاتحاد من اجل المتوسط..
يأتي من بعده الدور الإيراني، كثر منا يعلم الأسباب الحقيقية في الهجمة الشرسة الأمريكية الأوروبية علي إيران ومشروعها النووي، وكثير منا لا يعلم، غيرالتخويف بالشيعة ومذهبها، رغم ان غالبية الشعوب العربية المشاركة في المشروع الاورومتوسطي تعتنق المذهب الشيعي، ليس هذا بيت القصيد، انما إيران هي البيت بأدواره، هي الموقع الجغرافي الهام بدول الشرق الاوسط، يحدها من الغرب العراق وتركيا ومن الجنوب الخليج العربي وعمان، لها علاقات استراتيجية مع احدي عشرة دولة عربية، عاصمتها طهران، يسكنها 50 الف عربي اهوازي وعرب واكراد وعراقيون، لديها صناعات نفطية وكهربية وسكر وكيماويات وأسمنت.. لن تصدر إيران النفط الخام، إلا بعد تصنيعه بالطاقة النووية المشكلة، وتحرم الدول الصناعية من خام النفط الرخيص، خاصة ان عمر النفط العربي لن يطول لأكثر من ستين سنة بالمنطقة.
ثالث الأدوار، الدور الإسرائيلي.. زرعها في خريطة المنطقة، لم يأت عفوا ولا كان في يوم دينيا عقائديا له جذور تاريخية.. هو اختيار معلوم بالضرورة دوره وأهميته.. تبعث 'إسرائيل' كل يوم برسالة تؤكد فيها قوتها العسكرية وقدرتها علي تصنيع الاسلحة.. وبشركاتها الشرطية تحمي استثماراتكم في الأورومتوسطي.. بينما أمة العرب تدخل الاتحاد بقوة صفر ليست لديها العمالة المدربة ذات التقنية العالية والتعليم المتخصص العالي أو المتوسط، ولا سلاح الردع أو الأمن أو القتال.
لم يحدثنا رئيس حزب أو حكومة أو وزير عن شراكتنا في الاورومتوسطي، وحجم دورنا فيه، وكلنا يعلم ان رؤوس الأموال المصرية متواضعة، أمام منافسة رؤوس الأموال المرشحة للمشروع، نحن حديثو عهد (بالمليرة) وفقراء أمام (التريليرة) مكاننا في المشروع،حمالو صناديق وحقائب في الموانئ والمطارات وبامبوطية للمراكب المارة في قناة السويس... شغلنا عن تطوير التعليم والعمالة وإنشاء المراكز الصناعية، وتنمية رأس المال المصري وحماية الاقتصاد القومي من أيدي العابثين والاخذ بأساليب التكنولوجيا لننافس في عصر الاورومتوسطي!! شغلنا بتشريع القوانين المقيدة للحريات، وكيفية استخدام خراطيم المياه الساخنة والهراوات والتدريبات العلمية للأمن المركزي، لضرب الديمقراطية، وسحق حق كلمة لا وتكسير العظم والعظماء...وكفاية