إعلان أم فتحى فى الشارع
عطفة تقودك إلى حارة محمد السيد المتفرعة من شارع أبوالفتوح، بمنطقة عين شمس، الذى تتشابه تفاصيله مع آلاف الشوارع الموصومة بالفقر والعشوائية فى طول مصر وعرضها، نخبرك بأن «فاتن رضا» قتيلة مصر الجديدة الشابة خرجت من هذه الحارة الضيقة، أو هربت منها باحثة عن حياة أفضل مع ثرى عربى، حتى ولو بعقد عرفى، يؤمن لها، ولأسرتها حياة أفضل.
فاتن بعد زواجها من الشاب الإماراتى الذى هرب بعد مقتلها، حاولت قدر الإمكان مساعدة أهلها، وانتشالهم من الفقر؛ لتستطيع مواجهة أهل زوجها الذين طالما عايروها بهم، ولعل تأكيد شقيقها «محمد رضا» أنها طلبت منه فى آخر اتصال بينهما تجهيز أوراقه وجواز سفره، لأنها ستوفر له فرصة عمل بالإمارات، بمساعدة زوجها الإماراتى.. لعله يستطيع تغيير واقعهم..
فاتن واحدة من آلاف الفتيات فى مثل سنها، يقع بعضهن ضحايا مكاتب تزعم العمل فى توفيق الرؤوس بالزواج، بينما هى محطة لتزويجهن من أثرياء عرب، أو رجال أعمال.. يبدأ بالاتصال بأى من تلك المكاتب التى تعمل كذلك فى سمسرة الشقق والعقارات، للظفر بالعريس المناسب مقابل مبلغ مالى.
«مكتب أم فتحى للزواج الشرعى» على جدار محطة مترو الزهراء بالمعادى، خطت أم فتحى بيديها هذا الإعلان، فلم تكتفِ بالمتاجرة فى الشقق المفروشة والعقارات بل امتد نشاطها ليشمل الاتجار بالنساء تحت مسمى «الزواج».
بعد محاولات عديدة للاتصال بأم فتحى، حيث هاتفها دائم الانشغال أجابت على: «إحنا بنوفق رأسين فى الحلال، هاتى صورة شخصية ومائة جنيه واكتبى المواصفات اللى إنت عاوزاها واحنا حنجيبلك العريس المناسب» وتضيف على هذه الطلبات صورة البطاقة الشخصية للشباب.
مائة جنيه فقط تأخذها أم فتحى لتبدأ فى استعراض ما فى جعبتها من عرسان وفقا للمواصفات التى تطلبها، العريس تلو الآخر حتى يوافق الطرفان على إتمام الزواج، حيث يتقدم العريس إلى أهل عروسه ليطلب يدها ويقدم الشبكة ليصبح من حق أم فتحى وقتها أن تطالب بحقها 400 جنيه من العروس و500 جنيه أخرى من العريس، ولا شأن لها بعد ذلك بإتمام الزواج.
حرصت أم فتحى على التأكيد أكثر من مرة أن المقابلة لن تتم فى مكتبها حرصا منها على سمعة المكتب، رغم أنها قالت إنه مكتب زواج «عشان الناس ماتقولش إن الناس بتتقابل عندى، إنت عارفة العيار اللى مايصبش يدوش» فاللقاء الأول سيكون فى نادى طلائع الفرسان الذى يجاور منزلها «عشان محدش يجرحك ولا يجرحنى بكلمة» قالت أم فتحى مع التأكيد أنه لا يجوز تكرار اللقاء بنفس الشخص أكثر من مرة. «معندكيش عرب» هكذا بادرتها بسؤالى فردت «العرب مش متوفرين اليومين دول، ممكن تملى استمارة ولما ييجى الموسم بتاعهم ابعتلك».