انشغل الرأى العام المصرى والعالمى بالعملية الإرهابية الأخيرة "للمتأسلمين" التى أدت لمقتل شابة فرنسية فى عمر الزهور 17 عاماً، وإصابة سبعة عشر آخرين من جنسيات مصرية وفرنسية وألمانية، وتطرقت جميع الصحف والإذاعات العالمية للحادث، وأعادت بعض القنوات الألمانية والسويسرية ذكرى عام 1997 "حادث الأقصر الشهير" الذى راح ضحيته 58 سائحاً منهم 36 سويسرياً.
وكعادة المصريين صرح فضيلة شيخ الأزهر "إنه عمل إجرامى جبان يرفضه الدين الإسلامى ويتبرأ منه تماماً"، ثم أضاف أن القائمين بهذا العمل خونة لدينهم ووطنهم ويشوهون صورة الإسلام السمحة التى ترفض الإرهاب بكل أشكاله التى تحرم قتل الأبرياء والنفس بدون وجه حق ... إلخ"، وصرح المفتى على جمعة "حادث الحسين يخدم أعداء الوطن"، مؤكداً أن شريعة الإسلام لا تجيز بأى حال من الأحوال الاعتداء على السائحين الآمنين الذين جاءوا لديار الإسلام بموجب عقد أمان.
وكتبت اليوم السابع "الرئيس يتابع تطورات حادث الحسين أولاً بأول" ونال الحادث اهتمام جميع قيادات مصر السياسية والاقتصادية والأمنية، ووضع الكثير يدهم على قلوبهم، خوفاً على التأثير الضار على نصيب مصر من كعكة السياحة العالمية، خاصة فى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، وأثرها على الضار على الاقتصاد العالمى.
المصب والمنبع
يقول أينشتاين "الحماقة الكبرى هى أن تفعل الشىء مرة بعد الأخرى وتتوقع نتائج مختلفة" هذا ما يقوم به النظام بعد كل حادث نجد شحناً إعلامياً واستنكار رجال دين وسن أقلام الإعلاميين وهجوما إذاعيا وتلفزيونيا على الإرهابيين، معتقدين أنهم يجففون الإرهاب، غير عالمين أن معالجة الإرهاب لا تتم فى المصب بل فى المنبع فكان عليهم:
إغلاق جميع القنوات الإرهابية ومحاسبة مموليها.
محاسبة شيوخ الفتنة وعلماء الإرهاب فى القنوات التليفزيونية والإذاعة.
محاربة الدجالين المتنطعين على الدين تحت مسمى مثل داعية رئيس رابطة علماء "ناشرى فكر متطرف كارة للآخر وحقه فى الحياة مع استحلال دمه وماله وعرضه".
مراجعة المراجعات الأمنية التى أفرزت لنا هذا العمليات الجديدة.
العمل على تجفيف منابع التمويل للإرهابيين.
نشر ثقافة حب الحياة.
نشر ثقافة حب الآخر.
العمل على إصلاح البيت المصرى داخلياً والقضاء على مخربى عقول وقلوب المصريين ضد شركائهم فى الوطن المختلفين معهم الدين.
محاربة فكر الإقصائيين مثل الإخوان وجماعات الجهاد الإسلامى.
تركيز الجرعة الدينية للحب والتسامح ومناطق الالتقاء مع الآخرين.
نبذ الفكر الوهابى وفكر الإخوان أصحاب مبدأ "المسلم من سلم المسلم من لسانه ويده" ليشمل من سلم الناس من لسانه ويده.
لن تفلح الضربات الأمنية فى احتواء الإرهاب، ولن يفلح الأمن فى احتواء الإرهاب بالضربات الأمنية فقط، بل بالعمل المستمر الدؤوب على كافة الأصعدة التربوية والدعوية والأمنية... إلخ. استمرار النظام فى محاربة الإرهاب فى المصب لن ينجح فإن أراد النجاح عليه إيقاف الإرهاب من المنبع.
ولن تفلح صورة النظام فى تجميل خارج البيت المصرى والداخل فيه انقسام تفرقة وكراهية للآخر.
أخيراً "إذا لم تكن تعلم أين تذهب فكل الطرق تؤدى إلى هناك