الداخلية ترفض الحديث عن تفاصيل تفجيرات الحسين الأولية خوفا على نتائجها النهائية - تصوير أحمد إسماعيل
103 كلمات فى 5 سطور ونصف.. خرجت بها وزارة الداخلية علينا مساء يوم تفجيرات الحسين فى بيان نشرته على موقعها بشبكة الإنترنت، وحتى الآن رغم مرور ما يزيد على 72 ساعة لم تصدر الداخلية أى بيان آخر، ولم يصرح أى قيادى أمنى مسئول بصورة رسمية عن تلك التفجيرات..
عدم إجابة الداخلية عن تلك الأسئلة بالإضافة إلى سخونة تفجيرات الحسين، دفعت الكثير لاستخدام نفس الكلمة التى استخدمتها الداخلية فى بيانها وهى "صرح مصدر أمنى" فأصبح ذلك المصدر هو صاحب التأويلات والافتراضات الخاصة بالجانى وهويته وكيفية إجرائه لذلك الحادث.
ففى البداية ، شبهات حول 3 أشخاص أعمارهم حوالى 25 عاما وآخرين باكستانيين وراء تنفيذ العملية، وشائعات أخرى حول كونها عملية انتقامية بسبب أحداث غزة وموقف مصر من القضية، وشائعات أخرى تتحدث عن علاقة التفجيرات بالشيعة وأخرى أكدت أن العملية حجة لتفعيل قانون الإرهاب، وشائعات أخرى كثيرة.
ولكن حتى الوقت الذى تعلن فيه الداخلية عن التفاصيل الحقيقية، يظل الجميع يطرح ويرجح افتراضاته المختلفة، التى تخلق جدلا فى الرأى العام وشكوكا حول تعامل الداخلية مع الأزمات، فهل من حق الداخلية أن تخفى ما لديها من معلومات عن الحادث؟...
اللواء حمدى عبد الكريم مدير العلاقات العامة بوزارة الداخلية قال لليوم السابع: أتحدى أى فرد يخرج ويدلى بأى شئ عن الحادث، فالحادث غير طبيعى وبالتالى التعامل معه مختلف، وأضاف عبد الكريم أن القانون يدين الإدلاء بأى معلومات أو بيانات قبل إخطار جهة التحقيق بها.
عبد الكريم قال إن هناك احتياطيا أمنيا على أعلى مستوى، ففريق من المباحث الجنائية يعمل على أعلى مستوى، وفريق من جمع الأدلة ومسئولون أمنيون كبار، الكل يسير فى طرق مختلفة للوصول إلى الجانى الحقيقى، وأضاف عبد الكريم أن العمل يرتبط بجزء من السرية لإتمامه وإنهائه بنجاح.
ومن جانب آخر يرى أمين راضى وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى إن الداخلية لها الحق فى التكتم على ما عندها من معلومات لحين الانتهاء من تحقيقاتها للكشف عنها مرة واحدة، راضى اعتبر الكشف عن بعض تفاصيل التحريات والنتائج التى توصلت إليها رجال المباحث يأتى بنتيجة سلبية على النتائج الكلية للحادث.
الطريقة التى صنعت بها القنبلة اليدوية.. وهل تم رميها من أعلى الفندق.. أم وضعت تحت المقعد الرخامى، تلك التفاصيل البدائية والتى يجزم الجميع أن الداخلية قد توصلت إليها، يراها الدكتور محمود علم الدين أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، غير مباحة ومن غير المفروض أن تعلن، فليس كل ما يعلم يعلن، ولكل موقف طريقة التعامل معه وتعامل الداخلية مع الأزمات لابد من تقديره.