الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية

صحيفة- يومية-سياسية -ثقافية-رياضية-جامعة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابة*البوابة*  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 أسوان : مدينة الحزن والشموخ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سبق صحفى

سبق صحفى


انثى
عدد الرسائل : 2092
الموقع : جريدة الامة
تاريخ التسجيل : 13/02/2009

أسوان : مدينة الحزن والشموخ Empty
مُساهمةموضوع: أسوان : مدينة الحزن والشموخ   أسوان : مدينة الحزن والشموخ Icon_minitimeالخميس 26 فبراير 2009 - 9:02

للمرة الأولى فى حياتى يقدر لى أن أزور مدينة أسوان، ورغم أننى ذهبت إليها فعلا فى عام 1972، إلا أننى ما زلت مصرا على أن هذه هى المرة الأولى التى يقدر لى أن أزورها فيها... فى عام 1972 كنت ضابطا احتياطيا صغيرا برتبة ملازم أول وقد توجهت إليها حينذاك أو على وجه التحديد توجهت إلى مقر قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية ممتثلا لمهمة عسكرية كنت مكلفا بها ثم عدت فى نفس اليوم إلى مقر وحدتى تنفيذا للأوامر فلم يقدر لى أن أزور أى معلم من معالمها أو أن أكلم أحدا من أبنائها أو أن أتجول فى أى شارع شوارعها كما كما أفعل عادة لدى زيارتى لأية مدينة ، حتى يصبح بوسعى حينئذ أن أقول بأننى زرتها !! .. هكذا كانت زيارتى يومها بغير زيارة!! وهكذا ظللت متطلعا إلى اليوم الذى تتيح لى فيه ظروف حياتى اليومية أن أزورها بالفعل !! كانت أسوان فى ذلك الوقت تعنى بالنسبة لى وبالنسبة للكثيرين من أبناء جيلى رمزا من من رموز الشموخ القومى ، حيث تجسد فيها رمز انتصار إراد ة الإستقلال الوطنى على إرادة الهيمنة الأمريكية عندما قامت أمريكا بالضغط على البنك الدولى لكى يسحب تمويله لمشروع السد العالى ، ومع هذا فقد خاضت مصر وقتها معركة ضارية لبناء السد وخرجت فيها منتصرة مما ملأ نفوسنا حينذاك بأن الإنتصار على الإرادة الأمريكية ممكن حتى وإن كان له ثمنه بطبيعة الحال ، وقد توالت بعد ذلك الإنجازات المعبرة عن إرادة الإستقلال الوطنى فى مصر من خلال إنشاء سلسلة من الصناعات الإستراتيجية كان على رأسها شركة كيما والتى كانت أيضا مثل السد ، كانت فى ذلك الجزء العزيز من أرض الوطن : "أسوان" ... لم أكن أتفق تماما مع شيخ المؤرخين : " المقريزى " الذى يكن يصف أسوان بأنها مدينة للحزن ، والذى كان يذكر قراءه بأن اسم " أسوان " مشتق من الأسى، وأن الرجل المملوء بالأسى يقال له: " أسيان" أو: " أسوان" وقد سميت أسوان فى رأيه بهذا الإسم لكثرة من ماتوا من أبنائها من خلال دفاعهم عن مدينتهم ضد هجمات الغزو من الممالك المجاورة ، وكنت أعتقد أن رأى المقريزى حتى وإن كان يصدق على حقب تاريخية معينة إلا أنه لم يعد يصدق الآن ، فالممالك المجاورة قد أصبحت فى أغلب فترات التاريخ القريب ، أصبحت عمقا استراتيجيا لمصر وشريكا لها فى معارك التصدى للهيمنة الغربية ،... وبفضل تلك الإنجازات الرائعة فى أسوان وفى غير أسوان أصبحت المدينة رمزا من رموز الفخر لا من رموزالأسى والحزن ، غير أن تلك الصورة لأسوان بدأت تزاحمها صورة جديدة لمصر بأكملها بعد أن بدأت موجات العولمة المتوحشة تدفع شرائح معينة من صانعى القرار فى مصر إلى بيع رصيدها من المنجزات الإقتصادية الإستراتيجية إلى المستثمر الأجنبى ، وفى مقدمة تلك المنجزات التى بيعت كانت شركة: "المراجل البخارية" فى حلوان وشركة: "كيما" فى أسوان ، ولم يكن هناك مبرر اقتصادى مقنع لبيعهما ، ولكن المبرر كان ذا طابع سياسى ، .. فكلا الشركتين وإن كان إنتاجهما مدنيا خالصا إلا أن كلا منهما يمكن أن يتحول وقت اللزوم إلى جزء من برنامج معين لتصنيع أسلحة الدمار الشامل ، أى أن بيع الشركتين (اللتين لم تكونا بأى حال من الأحوال من المشاريع الخاسرة) لم يكن إلا محاولة لطمأنة أمريكا وإسرائيل على أن مصر لن تلجأ ـ لا فى الآن الراهن ولا فى المستقبل ـ إلى اعتماد القوة وسيلة لاسترداد أى حق عربى مغتصب، وأنها سوف تعمل على إقناع كل من يهمه الأمر بأن يرضى بما تجود به أمريكا وإسرائيل بالوسائل السلمية حتى لو كان ما تجود به هو مجرد فتات من حقه المغتصب !! .. وربما كان لهذا المنطق ما يبرره على مستوى الحسابات العقلية الخالصة بعد أن اختلت موازين القوى بيننا وبين مغتصبى أرض وحقوق أشقائنا الفلسطينيين ، لكنه على المستوى الوجدانى لم يكن لينتج إلا الإحساس بالأسى والمرارة !! ... هكذا بدأت الصورة الجديدة تزاحم الصورة القديمة، ...وبدأت أسوان ...بل وبدأت مصر كلها تبدو وكأنها وطن تتساقط قلاعه واحدا بعد الآخر!!! ...عندما اتصل بى الصديق القديم صفوت عبدالكريم الأمين العام لإقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافى لكى يبلغنى أن الأمانة العامة قد اختارتنى لكى أكون رئيسا لمؤتمر أدباء الصعيد الذى سيكون محوره الرئيسى هو: "صورة الوطن فى إبداع أدباء الصعيد " ، وعندما قال لى إنه يأمل أن أتقبل هذا التكليف رغم ما يعلمه من سوء أحوالى الصحية التى قد تدفعنى إلى الإعتذار عن السفر إلى أسوان التى اختارتها الأمانة العامة مكانا لعقد المؤتمر ..عندما اتصل بى قلت له إن هذا فى حد ذاته تكريم كريم لا أملك أن أعتذر عنه رغم أنى دائم الإعتذارعما أدعى إليه من المؤتمرات ، وإن موضوع هذا المؤتمر يجىء فى أوانه وفى مكانه الصحيحين ، وأدباء الصعيد هم فى مقدمة من يحق لهم أن يرسموا صورة الوطن بأكمله: شماله وجنوبه كما يرونه وكما يحلمون به ، لأنهم هم الذين يعيشون أقسى ما فى الوطن :الواقع، ويحلمون بأجمل ما فى الوطن :الحلم ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alomah.yoo7.com/admin/index.forum?part=users_groups&
 
أسوان : مدينة الحزن والشموخ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية :: جريدة الأمة :: أخبار ممنوعة اعداد عسكرية عبد العاطى-
انتقل الى: