هذه هي النهاية الطبيعية لطريق الإدمان والانحراف هكذا بدأ المتهم محمد أحمد أبو زيد29 سنة جزار الذي قام بقتل صديقه علي ـ27ـ سنة وتقطيع جسده الي اجزاء صغيرة حديثه في اول لقاء رسمي به بعد القبض عليه.
وقال انه نشأ في اسرة ميسورة الحال وكان احد ثلاثة توائم توفي منهما اثنان في مرحلة الطفولة مما اصابه بحالة نفسية تسببت في عدم مقدرته علي اكمال تعليمه وترك المدرسة وهو في الصف الثالث الاعدادي وله اخت كبري متزوجة من رجل معروف وشقيقه الآخر مهندس الكترونيات
موضحا انه منذ نعومة اظافره وهو يهوي مهنة الجزارة ويقيم في منزل والده بمنطقة الزهور ولكن احد اصدقاء السوء بالمنطقة قاده الي تيار الادمان وتعاطي المخدرات وتم حبسه لمدة ثلاث سنوات في احدي القضايا وخلال وجوده بداخل السجن تعرف علي المجني عليه علي الديناري عندما علم انه من منطقة الطالبية وبالتحديد منطقة الزهور وقام بمنحه كرتونة سجاير علي سبيل الاستعارة ورغم انه رفض دفع ثمنها إلا انه سامحه وبعد ذلك جرت مشادة كلامية بينهما اثناء وجودهما داخل السجن وظن ان الأمر قد انتهي بعد الافراج عنه فيما بقي صديقه لمواصلة تنفيذ عقوبته في قضايا عديدة.
وعقب خروجه من السجن تقابل معه عدة مرات وكان في كل مرة يقابله فيها كان يقوم بتفتيشه عنوة بالشارع ليحصل منه علي مبالغ مالية تحت تهديد السلاح ضاربا بصداقته عرض الحائط وكان القاتل يحاول تنفيذ متطلباته للابتعاد عن الصدام معه واختلاق المشكلات بينهما مما جعل القتيل يستهين به ويتعامل معه كصيد ثمين ورغم محاولات المتهم الابتعاد عن طريق صديقه بكل السبل كان المتهم قد عقد النية علي الزواج وانجب الطفلة شهد واستقر في منطقة حلوان بجوار اشقاء زوجته لمدة7 اشهر للبعد عن مشكلات واضطهاد الديناري ولكن عندما شاهده عاد الي شقته بمسكن والده عاود السعي لابتزازه مرة اخري والحصول منه علي مبالغ مالية حيث كان يعمل المتهم لدي احد الجزارين بالطالبية.
وقال محمد ابو زيد ان زوجته كانت دائمة الذهاب لزيارة اسرتها بحلوان كل يوم جمعة وفي اليوم المشئوم قام بتوصيلها الي شارع خاتم المرسلين وانتظرها حتي استقلت احدي سيارات الميكروباص وعند عودته الي المنزل شاهده علي الديناري الذي كان يقف علي ناصية الشارع وطلب منه الانتظار للحديث معه فلم يسمع كلامه وتركه وانصرف الي شقته وبعدها بـ10دقائق فوجئ بالقتيل يطرق باب شقته ودلف الي داخل الشقة واخرج بعض العقاقير الطبية برشام الابيتريل وقطعة حشيش ومادة اخري مخدرة وجلس في صالة الشقة حيث تناولا المخدرات معا وشما البرشام بعد طحنه ثم طلب منه القتيل ان يقوم بإعداد كوب من الشاي وفوجئ محمد بمحاولة الديناري خطف السلسلة الذهبية التي يرتديها في رقبته بالقوة ولكن رفض وقال انها تخص شخصا عزيزا عليه ومن المستحيل التفريط فيها فأمسك المجني عليه سكينا خنجرا كان بجانبه وحاول وضعه في ظهره لتهديده به فقام المتهم بدفعه الي الخلف فانزلقت قدماه في ارضية حمام المطبخ وسقط من يده السكين فالتقطه حمادة وطعنه به ثم امسك بآلة حديدية تصادف وجودها بداخل الشقة وقام بضربه علي رأسه فسقط مضرجا في دمائه.
وقال المتهم انه كان ذاهبا عن عقله وعندما شاهده ينزف بغزارة اصيب بحالة هيستيرية فقام بقطع رقبته ثم قطعه الي سبعة اجزاء خوفا منه ان يعود للحياة لينتقم منه حيث تذكر كل ما كان يفعله معه سواء بالتفتيش او الكلام اللاذع الذي يوجهه له اثناء سيره بالطريق بصحبة زوجته وطفلته حيث لم يشعر بعد ذلك بما فعله وكان ذلك في تمام الساعة الثانية بعد ظهر الجمعة وخرج الي الشارع واحضر بعض اجولة الخيش وقام بوضع اجزاء الجثة بداخلها ثم احضر توك توك من الشارع وأوقفه امام منزله ووضع جوال الخيش في الحقيبة الجلدية التي تحوي رأس المجني عليه والقي بها في نهر الطريق بجوار كومة قمامة تقع بجوار مطلع كوبري ترسا في وضح النهار وقال المتهم انه لو كان في وعيه لانتظر حتي المساء والقي بالجثة في مكان لايمكن الوصول اليه موضحا انه ليس مجنونا ليقتل شخصا داخل بيته من اجل السرقة
فسألته: لكنك اعترفت بذلك في المباحث!
نعم بسبب الخوف من الضرب والاهانة.. وانا اقول انا قتلته ولكني لم اكن في وعيي نهائيا وكنت تحت تأثير المخدرات التي دمرتني وخربت بيتي وحرمتني من طفلتي وزوجتي فانا لا اعلم مصيرهما الان بعد دخولي السجن واضاف المتهم انه طلب من رئيس النيابة تحويله الي معمل الطب الشرعي والسموم لتحديد المواد المخدرة التي كان قد تعاطاها مع المجني عليه.. فوعدوه بذلك ولم يذهب الي معمل التحليل الجنائي الا بعد الحادث بعشرة ايام وبالطبع فلايوجد بيدمي اي مواد مخدرة لتظهر في التحليل بعد تلك الفترة ولكن دماء القتيل ستوضح وجود المخدرات التي تناولناها معا قبل الجريمة بلحظات اثناء محاولته الاعتداء بالضرب علي حيث كنا غائبين عن الوعي تماما.وقال المتهم: هل اي انسان عاقل يقوم بقتل شخص داخل منزله من اجل سرقة تليفون او عشرة جنيهات فهل هذا معقول.. هناك دلائل كثيرة علي انني لم اكن في وعيي نهائيا ولكن ظروفي الاسرية لم تساعدني علي توفير اجر محام للدفاع عني فأسرتي فقيرة الحال.. ولا املك من حطام الدنيا شيئا.. فأنا دافعت عن نفسي داخل منزلي ضد شخص مسجل خطر وهارب من احكام للمراقبة.. وكان يقوم بابتزازي دائما.
وفي النهاية فوجئت بهم يوجهون لي تهمة القتل مع سبق الاصرار.. اين الاصرار في ذلك.. فالجريمة وليدة لحظة وكنت أدافع عن نفسي. وقمت بتمثيل الجريمة امام النيابة وذكرت لهم ان القتيل حاول الفتك بي لحصوله علي السلسلة التي كانت برقبتي...
وقال هل انا استدرجت المجني عليه الي سرقته او قتله بداخل منزلي.. ومن العاقل الذي يفعل ذلك.. فهو مسجل خطر وحضر الي منزلي عنوة وحاول قتلي فدافعت عن نفسي.
وقال المتهم انه يتحدث لاول مرة لاحدي الصحف ولكنه يثق في نزاهة القضاء المصري من اجل طفلته وزوجته للرأفة به في محاكمته لانه لوكان في وعيه لم يكن ليرتكب هذه الجريمة ولا بهذه البشاعة التي حدثت معه.
وفي النهاية طلب من احد المحامين الكرماء الدفاع عنه حيث انه لم يتمكن من توفير الاجر لتوكيل محام للدفاع عنه.
وترجع احداث القضية إلي منتصف الشهر الماضي عندما عثر الاهالي علي اجزاء ادمية بداخل جوالين من الخيش وحقيبة هاندباج.
بداخل كومة من القمامة بشارع خاتم المرسلين بالعمرانية اسفل منزل كوبري ترسا حيث تلقي اللواء محسن حفظي مدير امن الجيزة اخطارا من اللواء علي السبكي مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة بالواقعة وبناء علي توجيهات السيد حبيب العادلي وزير الداخلية امر اللواء كمال الدالي مدير مباحث الجيزة بتشكيل فريق بحث بقيادة العميد محمد ابوزيد رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة, ودلت تحريات المقدم مدحت فارس رئيس مباحث العمرانية علي ان الجثة للمجني عليه علي الديناري27 عاما مسجل خطر وله14 قضية مخدرات وجرائم نفس وفرض سيطرة وان اخر مشاهدة له كانت قبل العثور علي الجثة بــ14 ساعة مع احد الجزارين ويدعي محمد احمد ابوزيد والمقيم بمنطقة الزهور بالطالبية ونجح النقباء محمد بسيوني وعمرو حجازي واحمد خورشيد وعمرو عبداللطيف في تحديد مكان وجود المتهم وتم عمل الاكمنة الثابتة والمتحركة في الاماكن التي كان يتردد عليها وقبل مرور8 ساعات علي اكتشاف الجريمة تم القبض علي المتهم الذي اعترف تفصيليا بارتكابه الجريمة بقصد الانتقام من القتيل الذي حاول الاعتداء عليه وامام هيثم ابوالحسن وكيل اول نيابة حوادث جنوب الجيزة باشراف وائل صبري مدير النيابة قام المتهم بتم
ثيل الجريمة وكيفية قيامهما بتعاطي المخدرات وبعد أن تطابقت اعترافات المتهم مع تصوير الجريمة قرر المستشار حمادة الصاوي المحامي العام الاول لنيابات جنوب الجيزة حبس المتهم اربعة ايام علي ذمة التحقيق واخذ عينةD.N.A من جثة القتيل لتحديد شخصيته وتطابقها مع بصمته الوراثية واستمرار حبس القاتل حيث يتم عرضه علي قاضي المشورة في منتصف الشهر الجاري محبوسا علي ذمة القضية, ولايزال التحقيق مستمرا.