استخدام المراهقين فى عمليات ارهابية فى العراق: بقلم رئيس التحرير

بعد ان فقد تنظيم القاعدة الارهابي حواضنه التي كان يعتمد عليها في خلق الفوضى الامنية في العراق خاصة بعد صحوة عشائر المنطقة الغربية التي ادت الى تطهير اغلب المناطق العراقية من خلايا هذا التنظيم، لجأ الى اعتماد اساليب عدها الباحثون العراقيون بانها تهدف الى خلق جيل من المسلحين لا يفقه الاهداف والمآرب الخارجة عن الاطر الانسانية لتنظيم القاعدة وذلك بتجنيده العشرات من الاطفال والمراهقين دون سن الخامسة عشر.

وجاءت ظاهرة اختيار هذا التنظيم للاطفال للقيام باعمال تفجيرية واستهداف المدنيين العراقيين لتؤكد حقيقة اهداف القاعدة في تدمير الانسانية واشاعة عالم من العنف قائم على مفاهيم مغلوطة للاسلام يغذي بها افراده المراهقين.

وكان اعتقال رانية العنبكي ذات الخامسة عشر عاما من العمر في مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى، بعد فشلها في تفجير نفسها بالقرب من مدرسة ومبنى المحكمة في ديالى حيث تمكن احد افراد القوات الامنية من تدمير جهاز الهاتف المرتبط بالحزام الناسف الذي كانت ترتديه، كشف هذا الاعتقال عن حقيقة المفاهيم التي يتعامل من خلالها تنظيم القاعدة واهدافه خاصة بعد ان بينت رانية وغيرها ممن تم اعتقالهم فيما بعد، عدم علمهم بحقيقة ما يجري لهم وحالة الخداع التي يتورطون بها من قبل قيادات القاعدة مع تأكيد القيادات الامنية من ان تنظيم القاعدة يقوم بتخدير هؤلاء الاطفال ليزج بهم في اتون انفجار يجري تنفيذه عن بعد. بعد ذلك بأيام تمكنت قوة من الآسايش في مديرية أمن اربيل من اعتقال فتاة اخرى تبلغ سبعة عشر عاما من عمرها تدعى دعاء حميد إبراهيم وهي ترتدي حزاما ناسفا يحوي على 6 غرامات من المواد الشديدة الانفجار كانت تستهدف تفجير نفسها في محافظة اربيل.

هذه الحوادث وغيرها اعادت الى الذاكرة العمليات التدريبية التي عرضتها اغلب القنوات الفضائية لعدد من الاطفال، لا تتجاوز اعمارهم الحادية عشر، على آليات القتل والهجوم واختطاف العوائل العراقية واستخدام السلاح القاتل وغير ذلك من الاساليب التي انتقدت من قبل الاوساط السياسية والاجتماعية والامنية كافة اضافة لتجنيده النساء المتخلفات عقليا او الاطفال المرضى حيث ما زالت الذاكرة تختزن مشاهد امتزاج دماء الضحايا من الحيوانات والبشر في سوق الغزل وسط بغداد وسوق الطيور في بغداد الجديدة واللتين راح ضحيتهما اكثر من 120 شخصا بين قتيل وجريح. اللواء الركن عبد الكريم خلف مدير غرفة العمليات في وزارة الداخلية اكد لـ(موطني) "ان سعي تنظيم القاعدة الى استخدام المختلين عقيا او الاطفال في عملياته الارهابية يكشف عن استهلاكه للوسائل التي كان يستخدمها في استهدافه للعراقيين"، مشيرا الى ان "ذلك يوضح الكفاءة العالية التي بلغها عناصر الشرطة العراقية وكافة عناصر الاجهزة الامنية في الاستمكان والحد من قدرات هذا التنظيم".

وتابع خلف "هذه الاساليب تؤشر في حساباتنا الامنية حالة الشلل او العوق الفكري التي بلغها تنظيم القاعدة كما انها تكشف عن فشله في بلوغ اهدافه وخلق حالة اللا امن وحالة الاضطراب الامني في العراق"، لافتا الى ان الوزارة تعمل مع كافة الاجهزة الامنية على تقويض فرص القاعدة في تنفيذ مآربه الارهابية من خلال تعضيد العنصر الاستخباراتي وتنمية القدرات الامنية في الوقت ذاته بما يمكننا من اتخاذ اجراءات حازمة تجاه اي عمل ارهابي قبل تنفيذه".

ورغم ما اشارت اليه الاحصائيات الاخيرة لوزارة الداخلية من ان عام 2008 شهد سقوط 356 ضحية بين قتيل وجريح في عمليات نفذت من قبل نساء ومراهقون الا ان الاوراق الاخيرة التي تم العثور عليها في اوكار تنظيم القاعدة اشارت الى انخفاض كبير في اعداد المجندين في صفوفه فضلا عن تناقص اعداد الداخلين الى العراق من دول الجوار الى ارقام لا تذكر مشددة في الوقت نفسه على انها مستمرة في تحقيق اهدافها الامنية وبمهنية عالية من خلال تمكنها من اعتقال العشرات من المدنيين فضلا عن اكتشاف المعسكرات في شمال ديالى التي يعمل تنظيم القاعدة الارهابي على تدريب هؤلاء الاطفال فيها.[img][/img][img][/img][url=[url=https://servimg.com/view/13349805/10][/